قال الكاتب السعودي الدكتور محمد حامد الغامدي: إن من يعادي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، فإنه يعادي العقل والإنجاز وسماحة الدين، مشيراً إلى أن إنجازاته ستظل سارية، كما أن الأجيال القادمة ستذكره بكل خير. جاء ذلك في مقال نشر أمس الأحد في صحيفة "اليوم"، حمل عنوان "خالد الفيصل فارس الصدارة والتفوق"، وفيما يلي نصه : شاهدت خالد الفيصل بشكل مباشر في مناسبتين.. الأولى كانت في الدمام.. والثانية كانت في أبها.. كل مناسبة بدلالات مختلفة.. رأيت الأمير في وهج نافع.. المناسبة الأولى كانت في احتفالية لقاء شعري.. والثانية كانت في سوق صيفي سياحي في مدينة أبها. وصل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل.. مكان الحفل في الوقت المحدد.. يحمل كلمات مميزة.. ما زال تأثيرها يسري في ذاكرتي حتى اليوم.. جمع أميرنا بين الأدب.. والإدارة.. والثقافة.. والفنون.. مزيج نبوغ يصعب تكراره. لم أكن مدعواً لحضور هذه المناسبة.. لكني كنت مكلفاً من جامعة الملك فيصل لإعداد وتجهيز وتنظيم القاعة الخاصة بذلك اللقاء.. هكذا عشت مع الحضور جواً فريداً من الإبداع المتقن.. ما زلت أذكر المناسبة.. شكلت صوراً كثيرة في ذاكرتي للأمير.. ما زالت مستمرة.. أستقي منها. الإلقاء يصور المعنى.. حس واضح لتوظيف معنى الكلمة ومساحتها.. حضور باهر.. وتهيئة نفسية أعطت الحضور انطباع هيبة العقل ونفوذه. استمتعت حتى من نبرات الصوت الواضح.. ومن التفاعل.. كل شيء يشارك الأمير فن الإلقاء والتفاعل.. في هذه الأمسية عرفت خالد الفيصل الشاعر.. المبدع.. القريب بروحه الإنسانية الشجاعة. في المناسبة الثانية.. فجأة وجدت خالد الفيصل أمامي مباشرة.. كنت برفقة عائلتي.. في زيارة لسوق سياحي في مدينة أبها.. كانت تلك زيارتي الأولى لهذه المنطقة.. وجدنا أنفسنا مباشرة.. بجانب سيارة الأمير.. دون عسكر.. وبدون بروتوكولات حماية. تلقينا سلام سموه.. من هول المفاجأة لم نرد السلام.. لكن بعد مروره رفعت يدي بالتصفيق.. وصفق معي أبنائي.. على الأقل أعطينا إشارة للبقية، بأن هذا هو خالد الفيصل.. بعدها رحب البعض وصفق.. يمضي قدماً متجولاً في ساحات السوق الواسعة.. بالتأكيد يرحب.. ويتابع بزيارات ميدانية.. يقول أنا واحد منكم.. وعند وعدي لكم. هذا هو خالد الفيصل الذي شاهدته.. كل مناسبة توحي وتقول.. ليس بالضرورة في الحديث عن العظماء أن نقابلهم.. أو نعرفهم.. العظماء يعرفهم الجميع.. هناك أناس متخصصون في مجال سرد عظمة العظماء.. مميزاتهم الفكرية. وأيضاً إنجازاتهم التي تبقى لكل الأجيال. دار حوار عن السياحة في المملكة مع بداياتها.. أثناء دراستي في اسكتلندا.. بحضور بعض الإخوة العرب.. تحدثنا عن ظاهرة خالد الفيصل.. كأول مسئول عربي يظهر على التلفاز لدعوة الناس وتشجيعهم على السياحة الداخلية.. كان يقدم للعالم بنفسه مدينة (أبها).. شكل جديد من فنون الإعلان والدعاية الصادقة.. كان يعد ويضمن شخصياً الراحة والاستمتاع لكل زائر للمنطقة. كنت أعرف هذا.. وقد شاهدت سموه أكثر من مرة على شاشات التلفزة حول الموضوع. إلا أن الذي لفت نظرنا إلى هذه الخطوة.. كان فرداً عربياً من دولة شقيقة. يقول: تعودنا في العالم العربي على أن تكون الدعاية غير مطابقة للواقع.. لكن أن يظهر الأمير شخصياً.. فلا بد أن يكون الأمر صادقاً وجاداً.. الأمير سيعمل من أجل الوفاء بما يقول.. عندها أدركت هذه الحقيقة.. ثم عرفت أن الأمير قول وفعل. نحن لم نعش عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. لكن عرفنا من سيرته الكثير من العبقرية التي كانت تحلّيه، رضي الله عنه.. كتب كثيرة توضح الأعمال التي كان أول من سنّها للأمة وللبشرية عامة.. وهذا خالد الفيصل بعبقريته.. ستظل الأجيال القادمة تذكره بكل خير.. وستظل إنجازاته سارية. من يعادي خالد الفيصل يعادي العقل.. يعادي الإنجاز.. يعادي سماحة الدين.. يعادي التميز.. يعادي المنطق.. ويعادي التحضر الذي يقدم الإنسان في أحلى أمانيه الإنسانية نحو تحقيق الكرامة.. حتى البيئة اهتم بها خالد الفيصل بجانب الإنسان. خالد الفيصل وظف حزمة من الطاقة التي منحها الله لخلقه.. وظف طاقة التعلم.. لصالح نفسه ثم لصالح مسؤولياته.. لتحقيق إنجازات مميزة.. وظف قوة العمل.. لم نعرف خالد الفيصل إلا رجلاً يعمل بشكل مختلف.. بشكل مميز.. لصالح الإنسان.. وصالح الوطن.. وصالح الأمة بأسرها. وظف طاقة التفكير الخلاق.. وبشكل مثير للدهشة.. خلاق ومبدع في الإدارة.. في الأدب.. في الثقافة.. خلاق ومبدع في كل شيء يتولاه.. حتى في تربيته لأولاده.. وفي تعامله.. وفي منطقه وحديثه.. وحتى في صمته واستماعه. وظف طاقة الطموح والأمل بشكل جاد.. عظمة رؤية واتساع خيال.. طموحات خالد الفيصل ليس لها حدود.. عصي على البعض فهمها.. لقصور في ذاتهم.. نغضب عندما يجهل البعض على هذه الشخصية الفذة.