أكدت أسر مرضى التوحد بمحافظة الطائف أنهم رضوا بقضاء الله واستسلموا لصعوبة الواقع، وقالوا: "ليس هناك كلمات تصف معاناتنا، ولا جهة تساندنا ليشع الأمل في دنيانا، ولكن إذا كان المرض بلاء يتطلب الصبر فالإهمال آفة تستوجب الاستنكار". وأطلقت أسر التوحديين بالطائف حملة "مع التوحد ضد الظلم"، ولأن الأسرة هي صوت ابنها الذي أعجزه المرض عن الكلام؛ فإن صرخات الأهالي تتعالى بالنداء للأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، بأن يأتي شخصياً إلى الطائف لمقابلة الأسر ليحدثوه عن معاناتهم التي لا تدل إلا على غياب الضمير ممن أوكلهم الأمانة تُجاههم.
وقالوا في خطابهم المرفوع لوزير التربية والتعليم، تحتفظ "سبق" بنسخة منه: "يا خالد الفيصل، سعدنا بك وزيراً للتعليم لما عُرفَ عنك من أمانة، ووالدنا خادم الحرمين لم يقصر بحق أبنائنا فكانت الميزانيات المخصصة للتوحديين تفي بالحاجة لو أن هناك ضميراً حياً يعرف كيف يوظف الميزانية لخدمة أهل الحاجة".
وأضافوا: "يا خالد الفيصل، رفعنا لكم برقيات لحاجة أهل الطائف لمركز توحد، ووجهتم بسرعة توفيره في المعاملة رقم (5016)، والتي تحمل توقيع أعداد كبيرة من التوحديين، واستبشرنا خيراً حين تم نقل (15) معلمة من مركز التوحد بجدة إلى الطائف، ولكن هل لديك علم بأنه عند ذلك الحد توقف كل شيء، وأنه لم يُفتتح أي مركز بحجة عدم توفر مكان ملائم، وأنه تم افتتاح فصلين بمبنى الروضة ال(18) بالطابق الثاني، والذي يُمثل خطورة على صحة أطفال لا يدركون معنى الخطر، وليتم قبول (10) أطفال فقط، واستثناء أعداد كبيرة، رغم توفر شروط القبول".
وتابعوا: "وهل لديك علم بأن المسؤول لم يُكلف نفسه بتأثيث هذين السردابين، وأن كل صغيرة وكبيرة فيه قامت على صدقات المحسنين وكأن أبناءنا مثار للصدقات؟ وهل تعلم بأننا كلما شكونا قابلونا بكلمات التخدير والتصبير والحث على الانتظار لعل الله يفرج همنا، فكان الانتظار من عمر أبنائنا، وكانت النتيجة أن أطفالنا تجاوزوا السن الذي يوصي الأطباء باستغلاله في تدريبهم؛ لأن بعد ذلك لن يفيدهم التدريب بشيء ماداموا تجاوزوا السن الأفضل في التعليم؟". وواصلوا: "وهل تعلم أن زيارة "نورة الفايز" كانت مخيبة للآمال، فقد تم تزيين الواجهات أمامها وإخفاء العيوب حتى لا ترى حجم الغش ونقص الخدمات في مدارس الطائف التي لم تزرها بفضل الخدعة التي حبك المسؤولون بالطائف صياغتها، فعادت لكم مبتسمةً وراضية عن مستوانا، وهي لا تعلم أي تدليس أعمى بصيرتها؟!".
وقالوا: " يا خالد الفيصل، نسألك بالله أن تضع أبناءنا منذ اللحظة التي تصلك فيها معاناتنا نصب عينيك، وأن تعتبرهم أمانة في عنقك تحتاج منك وقفة صارمة فتُحاسب من ظلمهم عن المركز الذي لم يُفتتح منذ عامين، وعن الميزانية التي لا نعرف أين صرفت وعن مكافأة أبنائنا الشهرية، والذين التحقوا بالروضة، والبالغ قدرها (300) ريال، وهي لا تكفي شيئاً، وما تتعرض له من نقص، فهناك أشهر تأتي ناقصة وأشهر لا تُصرف لهم، وحين نسأل عن السبب يقولون: تأخرت بسبب إجراءات أو لتعديل المعلومات، وأعذار واهية لم تخدم أبناءنا بشيء".
وختموا قائلين: "يا خالد الفيصل، ضحايا التوحد بالطائف لم يلجؤوا إليك إلا وأنت أهلٌ لرد المظالم لأهلها، ووضع الأمور في نصابها ودرء مفاسد مستقبلية أنتم بغنى عنها.. فنحن أصحاب حق، وصوت الحق لابد أن يعلو بقوة مهما امتد الظلم، ونحن مع أبنائنا سنصمد وننتظر العدل، وكلنا يقين بأن الله معنا، وبأن قضيتنا في وداعة الرحمن أولاً، وعلى طاولة العدل أمام خالد الفيصل ثانياً، ونثق بأنك ستنظر لكل توحديي الطائف بعين الرحمة، وستنصرهم ممن سلبوا حقوقهم ولم يخافوا عقوبة رب العباد".