قبضت قوات الأمن اليمنية على طالبة طب في العاصمة صنعاء، للاشتباه في تورطها في عملية إرسال طردين ملغمين عثر عليهما في طائرتين للشحن في دبي وبريطانيا. جاء القبض على الطالبة في دارها بصنعاء بعد أن استدل على مكان وجودها من خلال رقم الهاتف الذي تركته عند شركة الشحن التي أرسلت بواسطتها الطرود. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول أمني يمني قوله: إن الطالبة (ابنة مهندس بترول)، قد اعتقلت في منزل يقع في إحدى ضواحي صنعاء. كما قبضت السلطات الأمنية اليمنية على والدتها، رغم أنها ليست من المشتبه بهم في العملية، حسب ما أفاد به محامي الطالبة. وأكد المحامي، واسمه عبد الرحمن برمان، لوكالة رويترز أن الطالبة اعتقلت بشبهة التورط في إرسال الطردين الملغومين. وقال المحامي: "يقول معارف الطالبة: إنها هادئة الطبع، ولم يعرف عنها أنها كانت على علاقة بأي جماعة دينية أو سياسية. ولذا فأنا قلق من احتمال أن تكون هذه الطالبة مجرد ضحية، إذ ليس من المعقول أن يترك من يرتكب عملاً كهذا رقم هاتفه ونسخة من هويته". وكان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قد صرح في وقت سابق بأن قوات الأمن تحاصر منزلاً يأوي امرأة يشتبه بضلوعها في قضية الطرود المفخخة. وصادرت السلطات اليمنية 26 طرداً أمس، السبت، للتحقيق في محتوياتها بعد يوم من إعلان الولاياتالمتحدة عن ضبط طردين بريديين مصدرهما اليمن، كانا في طريقهما نحو معبد يهودي في مدينة شيكاغو في الولاياتالمتحدة. وقال صالح: إن اليمن مصمم على مكافحة الإرهاب وإنما بوسائله الذاتية ولن يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه الداخلية. وأكد الرئيس اليمني في مؤتمر صحفي أن الولاياتالمتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة زودتا بلاده بالمعلومات التي ساعدتها على التعرف على الطالبة. وأكد صالح تصميم بلاده على الاستمرار في محاربة تنظيم القاعدة "بالتعاون مع شركائها". إلا أنه أضاف: "لن نقبل أن يتدخل أحد في شؤون اليمن الداخلية عن طريق مطاردة القاعدة". ويأتي هذا رداً على تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب جون برينان بأن "بلاده على استعداد لدعم الحكومة والشعب اليمنيين في مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب". وشدد برينان على أهمية "التعاون الوثيق" بين البلدين ضد الإرهاب، وعلى "ضرورة العمل معاً في التحقيق الجاري حول أحداث الأيام الأخيرة". من ناحية أخرى أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الطرد المفخخ الذي عثر عليه داخل طائرة شحن في بريطانيا "كان معداً لينفجر في الطائرة". ويأتي الإعلان تأكيداً لما صرحت به وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي في وقت سابق أمس السبت، بأن الطرد المفخخ الذي عثر عليه في طائرة شحن تابعة لشركة يو بي إس الأمريكية في مطار إيست ميدلاندز بوسط إنجلترا، كان يحتوي على "مواد متفجرة"، وكان من الممكن انفجاره على متن الطائرة" . وكشفت شرطة دبي أن الطرد الذي كان مرسلاً للولايات المتحدة، وجرى اعتراضه في دبي، كان يحوي قنبلة مخبأة في طابعة، وأنه يحمل بصمات القاعدة. وأضافت الشرطة أن الطرد يحوي مادة ترينيترات بنتيريثريتول المتفجرة، التي استخدمت في محاولة فاشلة لتفجير طائرة فوق أراضي الولاياتالمتحدة في شهر ديسمبر الماضي. وأضاف بيان الشرطة أن الطرد كان معداً بطريقة متقنة بحيث تم إيصال دائرة كهربائية مغلقة بشريحة هاتف محمول أخفيت داخل الطابعة. هذا وقد أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية أن الطرد المفخخ الذي تم اعتراضه في مطار دبي الجمعة الماضية أرسل من صنعاء إلى الدوحة ومنها إلى دبي عبر الخطوط الجوية القطرية.