أعلنت شرطة دبي أمس، أن الطرد الذي ضبط في مطار دبي قادما من اليمن يحتوي على متفجرات ومزود بنظام تفجير يحمل خصائص مشابهة لأساليب سابقة نفذها تنظيم القاعدة، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية، وهو ما ذهبت إليه جانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية أمس عندما قالت إن الطردين المفخخين اللذين أرسلا من اليمن وكانا متجهين إلى الولاياتالمتحدة يحملان بصمات تنظيم القاعدة أو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وفيما قال مصدر يمني إن السلطات الأمنية في بلاده ضبطت أمس 26 طردا مشبوها واعتقلت موظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن في مطار صنعاء الدولي. أبدى مصدر يمني آخر، استغرابه من قيام وسائل إعلام بالزج باسم بلاده في قضية اكتشاف مواد متفجرة في طائرات اقلعت من بلاده متجهة إلى أمريكا، مؤكدا عدم وجود طائرات تقلع من المطارات اليمنية بشكل مباشر أو غير مباشر إلى مطارات بريطانيا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية. واوضح بيان صادر عن شرطة دبي ان "التحقيقات التي اجرتها بشأن الطرود المشبوهة والتي عثر عليها فريق البحث والقادمة من اليمن عبر شركة فيدرال اكسيبرس الامريكية للشحن الجوي (فيديكس)" بينت انها "طابعة كمبيوتر تحتوي على مواد متفجرة وضعت في الحبر الخاص بالطابعة". واضاف انها "اعدت بطريقة احترافية تعمل من خلال دائرة كهربائية تتصل بشريحة هاتف النقال اخفيت داخل الطابعة". وتابع البيان ان "اسلوب الاستهداف يحمل خصائص مشابهة لأساليب سابقة نفذتها تنظيمات ارهابية كتنظيم القاعدة".واضاف المصدر ان الخبراء بشرطة دبي قاموا بإبطال مفعول تلك العبوة. وقالت شرطة دبي انها "تلقت معلومات عن طريق الاتصال الدولي تفيد باحتمال وجود مواد متفجرة مخفية في بعض الطرود البريدية المقبلة من اليمن عبر شركة فيدكس إلى مطار دبي الدولي"، بحسب البيان. واوضحت شرطة دبي ان "المواد المكتشفة هي +بيتن+ وايزايد الرصاص وهي مادة شديدة الانفجار تستخدم في صواعق التفجير". وختم البيان بتأكيده انه "بتلك الاجراءات السريعة والمتلاحقة احبطت شرطة دبي عملية ارهابية كانت محتملة الحدوث في الجهة التي من المفترض أن يصل إليها" الطرد. من جهتها، قالت جانيت نابوليتانو وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية أمس إن الطردين المفخخين اللذين أرسلا من اليمن وكانا متجهين إلى الولاياتالمتحدة يحملان بصمات تنظيم القاعدة أو تنظيم القاعدة في جزيرة العرب. وتابعت في مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي نيوز) التلفزيونية «أعتقد أننا متفقون على أنهما (الطردان) يحملان كل بصمات تنظيم القاعدة وخاصة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وقالت «التحقيق جارٍ وبما ان لدينا عدوا يواصل الضغط على النظام ويحاول تنفيذ مؤامرة نواصل نحن العمل على الوصول للمصدر والتأكد من حل هذه المشكلة». إلى ذلك، ضبطت السلطات اليمنية أمس، 26 طردا مشبوها واعتقلت موظفين في شركات نقل جوي وفي قسم الشحن في مطار صنعاء الدولي، على ما افاد مصدر قريب من التحقيق. وقال المصدر طالب عدم كشف اسمه ان السلطات ضبطت 26 طردا مشبوها ويجري التدقيق فيها حاليا. وتابع انه "في الوقت نفسه اوقف موظفون في شركات نقل جوي وقسم الشحن في مطار صنعاء لاستجوابهم"، دون ان يحدد عدد الموقوفين. واوضح المصدر ان ضبط الطرود وتوقيف الموظفين يندرج في اطار التحقيق الذي تجريه السلطات اليمنية اثر ضبط طردين في دبي وبريطانيا قادمين من اليمن ويحويان متفجرات. من جهة أخرى، تعهد الرئيس الامريكي باراك اوباما امس الأول بألا تدخر السلطات الامريكية جهدا من اجل العثور على مصدر الطردين وهي العملية التي وصفها بأنها "تهديد امني ذو مصداقية". وقال اوباما انه ستتم زيادة اجراءات امن السفر جوا ما دام ذلك ضروريا. وقال مسؤولون امريكيون انهم بحثوا عن مزيد من الطرود التي يمكن ان تكون جاءت من اليمن. واثار هذا التهديد الامني قلق الامريكيين قبل ايام فقط من تصويتهم في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والتي تهيمن عليها المخاوف الاقتصادية وليس قضية الارهاب. وحامت الشبهات حول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يعمل انطلاقا من اليمن واعلن مسؤوليته عن مؤامرة فاشلة لتفجير طائرة امريكية فوق ديترويت في عيد الميلاد في 2009. وهذه الجماعة تابعة للقاعدة التي قتل مقاتلوها نحو ثلاثة الاف شخص باستخدام طائرات ركاب مخطوفة في هجمات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة في 2001 . وقال اوباما في بيان صحفي في البيت الابيض ان"الفحص المبدئي لهذين الطردين خلص الى احتوائهما بوضوح على مادة ناسفة." وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الطردين كانا يحتويان على مادة (بي ئي تي ان) وهي نفس المتفجرات الكيماوية التي استخدمت في القنبلة التي اخفاها النيجيري الذي حاول تفجير طائرة ركاب فوق ديترويت في يوم عيد الميلاد في ملابسه الداخلية وهي مؤامرة دبرت في اليمن. ونسبت الصحيفة ما قالته الى النائبة الديمقراطية جين هارمان العضو في لجنة الامن الداخلي بمجلس النواب والتي اطلعتها ادارة امن وسائل النقل على ماحدث. واردفت قائلة للصحيفة ان الشحنتين البدائيتين كانتا تحتويان على خراطيش طباعة مليئة بالمتفجرات ولكن احداهما كانت تستخدم هاتفا محمولا كمفجر والاخرى كان بها جهاز توقيت. ولم يؤكد مسؤولو انفاذ القانون الامريكيون هذا التقرير وقالوا ان اختبارات ما زالت تجري على المتفجرات. وقال البيت الابيض ان"كلا الطردين جاء من اليمن" وتم اطلاع اوباما على هذا التهديد الخميس. واكتشف احد الطردين المريبين على متن طائرة شحن تابعة لشركة (يو.بي.اس) في مطار ايست ميدلاندز على بعد 260 كيلومترا إلى الشمال من لندن. وعثر على الثاني في مكتب لشركة فيديكس للشحن في دبي. وقالت الشركتان انهما اوقفتا نقل شحنات من اليمن. وتم تفتيش طائرات لشركة (يو.بي.اس) ثم سمح لهما بالطيران في نيوجيرزي وفيلادلفيا.