كشفت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الأحد ان السعودية تملك مفاتيح هزيمة تنظيم القاعدة في اليمن ، ذلك بعد اكتشاف طردين ملغمين عُثر عليهما في طائرتين للشحن في دبي وبريطانيا واستهدفتا أماكن عبادة لليهود في شيكاغو. وأوضحت الصحيفة ان اختراق القاعدة للمجتمع اليمني يعتبر اكثر سهولة من اختراقها حاليا للمجتمع السعودي ، حيث طبيعة المجتمع الذي يتميز بالقبلية من جهة وبسوء الحالة الاقتصادية-الاجتماعية من جهة اخرى. وتابعت "السعودية وبلدان خليجية اخرى حيث تنتشر الجالية اليمنية، تعرف كيف تتعامل مع الواقع اليمني، وتملك ما يكفي من المال والنفوذ من اجل الحد من انتشار نفوذ تنظيم القاعدة في اليمن". واستعرضت الصحيفة مراحل تطور تنظيم القاعدة وتحديدا منذ نحو عامين حيث يعتقد ان القاعدة في السعودية اندمجت بالقاعدة في اليمن لتشكلان ما بات يعرف بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. واشارت الصحيفة الى محاولة اغتيال الامير السعودي محمد بن نايف على يد عبدالله حسن العسيري ، الأمر الذي يعكس التداخل الاجتماعي والقبلي بين اليمن والسعودية وبخاصة في المناطق الحدودية. ويعد هذا الحادث الأول الذي تستخدم فيه القاعدة تقنية تفجير الهاتف النقال والذي انفجر بالعسيري قبل ان يعطيه للامير الذي كان دعاه الى قصره كونه من احد الذين كانوا من المجندين في القاعدة وقد تركها مع امكانية ان يحث غيره من الاعضاء على ترك التنظيم. جبهة جديدة وفي ذات السياق ، اشارت الصحيفة الى ان قضية الطرود تفتح جبهة جديدة في الحرب على الارهاب، الامر الذي يؤكد التحذيرات السعودية بأن "منظمات ارهابية تتخذ من شبه الجزيرة العربية مقرا لها تخطط لتنفيذ موجة جديدة من التفجيرات". وتعود الاوبزيرفر الى ما صرح به وزير الداخلية الفرنسي ابريس اورتوفو الاسبوع الماضي حين تحدث عن التحذيرات التي صدرت عن الاستخبارات السعودية بامكان حصول هجمات. وتضيف الصحيفة ان هذه التحذيرات تلتها ايضا تصريحات لرئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية (ام آي - 6) جون سوير الذي حذر علنا من "التحركات التي يقوم بها العوالقي في اليمن وترويجه للقاعدة عبر الانترنت". وكان البيت الأبيض أعلن السبت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما هاتف عاهل السعودية ورئيس وزراء بريطانيا بشأن مؤامرة الطرود الناسفة. اعتقال طالبة وكانت قوات الامن اليمنية ألقت القبض على طالبة طب في العاصمة صنعاء للاشتباه في تورطها في عملية ارسال طردين ملغمين عثر عليهما في طائرتين للشحن في دبي وبريطانيا. وتمكنت قوات الامن من القاء القبض على الطالبة في دار في صنعاء بعد ان استدلت على مكان وجودها من خلال رقم الهاتف الذي تركته عند شركة الشحن التي ارسلت بواسطتها الطرود. وكان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح قد صرح في وقت سابق بأن قوات الأمن تحاصر منزلا يأوي امراة يشتبه بضلوعها في قضية الطرود المفخخة. وصادرت السلطات اليمنية 26 طردا السبت للتحقيق في محتوياتها بعد يوم من إعلان الولاياتالمتحدة عن ضبط طردين بريديين مصدرهما اليمن كانا في طريقهما نحو معبد يهودي في مدينة شيكاجو في الولاياتالمتحدة. وقال صالح إن اليمن مصمم على مكافحة الارهاب وإنما بوسائله الذاتية ولن يسمح لأحد بالتدخل في شؤونه الداخلية. واكد الرئيس اليمني في مؤتمر صحفي ان الولاياتالمتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة زودتا بلاده بالمعلومات التي ساعدتها على التعرف على الطالبة. واكد صالح تصميم بلاده على الاستمرار في محاربة تنظيم القاعدة "بالتعاون مع شركائها." الا انه اضاف: "لن نقبل بأن يتدخل احد في شؤون اليمن الداخلية عن طريق مطاردة القاعدة." ويأتي هذا ردا على تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي لمكافحة الإرهاب جون برينان بأن " بلاده على استعداد لدعم الحكومة والشعب اليمنيين في مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب". وشدد برينان على اهمية "التعاون الوثيق" بين البلدين ضد الارهاب وعلى "ضرورة العمل معا في التحقيق الجاري حول أحداث الأيام الأخيرة". في سياق متصل ، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني بالإمارات مساء السبت أن الشحنة التى تم اكتشافها فى مطار دبي الجمعة "تم شحنها من صنعاء على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية القطرية متجهة الى الدوحة، ثم تم شحنها على الخطوط القطرية من الدوحة إلى دبي، حيث تم اكتشافها بعد الاشتباه فيها وإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة بشأنها، والتى أثبتت أنها تحتوي على مواد متفجرة" . ونقلت وكالة أنباء الإمارات "وام" إن التنسيق جارٍ ومتواصل مع الجهات المعنية فى الدول الأخرى حول هذه الشحنة وما يتصل بها. وقالت الشرطة إن الطرد يحوي مادة ترينيترات بنتيريثريتول المتفجرة، والتي استخدمت في محاولة فاشلة لتفجير طائرة فوق أراضي الولاياتالمتحدة في شهر ديسمبر/كانون أول الماضي. وأضاف بيان الشرطة أن الطرد كان معدا بطريقة متقنة بحيث تم إيصال دائرة كهربائية مغلقة بشريحة هاتف محمول أخفيت داخل الطابعة. وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية أن الطرد المفخخ الذي تم اعتراضه في مطار دبي الجمعة ارسل من صنعاء إلى الدوحة ومنها إلى دبي عبر الخطوط الجوية القطرية.