أجمع أهالي محافظة "هروب" بمنطقة جازان على عدم رضاهم عن مستوى الخدمات التي تشرع عدة جهات حكومية في تقديمها لهم؛ من نظافة وطرق، وتعليم، مطالبين بتدخل الجهات الرقابية ميدانياً لتنفيذ المشاريع لديهم, وخاصة في مجالات الطرق والنظافة ومشاريع الحماية من تساقط الصخور على الطرقات , ومشاريع إنارة لم تنفذ للقرى. وأشار الأهالي إلى مشروع مدرسة الهياج الذي سلمت أرضه لإدارة تعليم صبيا منذ نحو عشر سنوات ولا زال متعثراً؛ حيث تحمل الأهالي مبالغ كبيرة لنقل أبنائهم, وكذلك مشروع مستشفى هروب العام الذي لم ينفذ بعد.
وتحدثوا كذلك عما تتعرض له المستوصفات من ضغوط كبيرة بسبب كثرة المراجعين على طبيب أو طبيبين وممرضتين في المستوصف الواحد.
من ناحيته قال المتحدث الرسمي لأمانة منطقة جازان، طارق الرفاعي، رداً على "سبق"، بشأن سحب مشروع مقبرة الهياج من مقاول وتسليمها لآخر: "المقاول الأول لم يباشر الموقع منذ سبعة أشهر على الأقل؛ حيث تم توجيه المقاول للمقابر فاعترض المواطنون وتم توجيه المقاول لمواقع أخرى".
وقال أهالي قرى "بني مجهل" في حديثهم ل"سبق": إن الطريق العام الذي يربط قرية الرمايد بالهياج والجشا بالمحافظة هروب؛ متوقف منذ فترة تصل لعامين.
وطرح الأهالي علامات الاستفهام فيما يتعلق بحفر حفرتين عميقتين بدون حاجة لذلك؛ حيث استنفد ذلك وقت المشروع رغم تجهيز المعدات ثم تركها في الطريق العام الموصل بين محافظتي العيدابي وهروب.
وتتعرض أرواح السكان المجاورين لهذه المنطقة للخطر عند هطول الأمطار.
وشكا أهالي قرى الجشاء بسبب إغلاق شركة " الفقاس" وتحويل الطريق المؤدي إلى هروب لمنطقة أخرى أبعد وأكثر خطورة على المواطنين , مشيرين إلى وجود حلول أخرى أفضل.
وأكد الأهالي أن الطريق لا يتسع إلا لسيارة واحدة بسبب عدم توسعته، وهو طريق بديل ولا تتوافر فيه أي من وسائل السلامة .
ورصدت "سبق" خلال جولة قامت بها انهيارات في الطريق جراء الأمطار، وعدم تماسك الموقع؛ حيث طالب أهالي الهياج مقاول شركة المواصلات والطرق بتسوية اراضي المواطنين بالطرق؛ لما سببته ردمياته في تجمعات المياه وتكلف المواطنين عناء دفن عدد من المواقع .
طريق إنعام: واصل أهالي قرى بني مجهل بمحافظة هروب كشف معاناتهم بقولهم: "الطريق الذي يربط جبل منجد بمحافظة العيدابي ومحافظة هروب؛ من خلال قرية إنعام ووادي ضيفان ووادي صبيا، إلى محافظة العيدابي , ومن خلال قرية إنعام بالعكس إلى محافظة هروب, ثم فاجأتنا وزارة المواصلات والطرق عند مراجعتنا لها؛ بأن المشروع رقم ( 282 )، وأفاد موظف الوزارة بأنه سيتم تنفيذه بعد" 15 سنة".
وأوضحوا أن الطريق مقطوع منذ ثلاثة أشهر وأنهم أبلغوا مدير فرقة هروب من أجل إصلاحه.
وطالب أهالي قرية الجوف بهروب بإنشاء جسر لقريتهم للحد من انقطاعات السيل.
خدمات البلدية في قرى بني مجهل: وطالب أهالي قرى: إنعام, الضحي , الجشاء , الهياج , الرمايد, القاطرة , القطعاء , قناة آل يزيد ,رغوان قلة يزيد , الخطى , المسلمة , الضيعة , وادي صبيا , السروية, دخل البير , دخل الثوعة , الجش , ردا القدوح , السلباء , ضيفان، بإرسال فرق النظافة بشكل دوري للتعامل مع كثرة النفايات.
وشدد أهالي قرية ضيفان عبى ضرورة إيصال التيار الكهربائي لقريتهم؛ حيث إن قرى جبل منجد قد عمها مشروع الكهرباء، مشيرين إلى أنهم تلقوا وعوداً بلا تنفيذ؛ مما اضطرهم إلى النزوح.
هروب بلا تصريف لمياه الأمطار: وكشف مسعود محمد المجهلي المكلف بالمتابعة للخدمات قاسم جابر المجهلي، وعبدالله محمد المجهلي، محمد قاسم المجهلي، وأحمد محمد المجهلي، وسليمان محمد المجهلي، ومحمد حسن المجهلي، ومفرح أحمد المجهلي؛ أن طرق المحافظة وقراها تعاني من المستنقعات بعد هطول الأمطار, مطالبين بوضع عبارات أكبر من الموضوعة في وادي السعدية والطرق التي تشهد مجاري السيل من الشعب.
وفيما يتعلق بمستشفى هروب فلا زال أكثر من 70 ألف نسمة يتسابقون على مستوصفات محافظة هروب, التي لازالت تابعة لقطاع صبيا؛ حيث لم يعتمد إنشاء المستشفى, فيما يبعد أقرب مستشفى عن الأهالي بنحو 40 كم من وسط المدينة , ويعيش سكان جبال هروب أشد المعاناة في التنقل حتى الوصول لمستشفى صبيا العام.
وأكد أهالي هروب أنهم يعانون كذلك بسبب عدم إيصال المياه، وخصوصاً أن متعهدي السقيا لا يؤدون عملهم على الوجه المطلوب, فيتكلف أهالي قرى إنعام نحو 500 ريال للحصول على صهريج المياه.
القطعاء ممنوعة من تمهيد الطريق: وقد رصدت "سبق" وعورة طريق قرية القطعاء في هروب واحتياجه الماس لتسوية طريقها، بَيْدَ أنه بات ممنوعاً عليها وصول المعدات الثقيلة عقب سفلتة الطرق المحيطة بها باستثنائها؛ لأن وصول المعدات سيتسبب في ضرر للأسفلت.
وقال أهالي القطعاء: "نعاني بسبب شدة الصعوبة في الطلوع ونزول علماً أن لدينا دوامات مدارس ومرضى، وعجزة لا يتحملون وعورة الطرق , وهناك النساء الحوامل اللاتي تعرض بعضهن للإجهاض".
موتى هروب بلا مغاسل: وتعاني كافة أرجاء محافظة هروب من عدم وجود مغاسل للاموات , عدا إحداها ظلت مغلقة بعدما تبرع بها فاعل خير , وهناك مشروع تمت ترسيته على مقاول، إلا أنه لم ينفذ من قبل بلدية محافظة هروب.
عبارات ضيقة وصخور متساقطة: وقال أهالي محافظة هروب في حديثهم ل"سبق": "مشروع عبارات وادي هروب ضيقة ولا تتسع لوادٍ كوادي هروب , وهي تسد بالصخور التي يجرفها السيل؛ حيث يرتفع منسوب المياه ليصل للمنازل المجاورة والطرق".
وأضافوا: "لا زالت طرق عدة في المحافظة تعاني من تساقط الصخور بسبب عدم إتمام المقاول أعماله؛ مما يعرض الأهالي للخطر".
من جهته؛ قال شيخ بني مجهل عبد الله المجهلي ل"سبق": "منذ عشر سنوات وأنا أطلب وأقدم للمواطنين في القرى بالطرقات ومداخل القرى حتى تعم جميع القبائل من حولي , وسبق أن نزلت الميزانية قبل ثلاث سنوات لكنها لم تنفذ , وذهبت للأمانة وتحركوا قليلاً، وللأسف لم يستمر التحرك لأسبوع , وخطوط قرى بني مجهل من أسهل الطرقات فيما يتعلق بالسفلتة".
وأضاف: "أطالب بسفلتة طرق مراوة ومداخل قرى بني مجهل منذ فترة طويلة ونحن نطالب، ولكن للاسف أنا في انتظار أن تستدعيني محافظة هروب بعد أن أحيلت شكواي من الإمارة لها بتاريخ 3/1/1436".
وأردف: "مدرسة الهياج منذ ست سنوات سلم صكها للتعليم على أمل أن تنهي معاناة الأهالي مع النقل".
بلدية هروب تردّ: على الجانب المقابل؛ ردّ المتحدث الرسمي لأمانة منطقة جازان طارق الرفاعي، في تصريحات ل"سبق"، بقوله: "البلدية فيما يخص قرى بني مجهل قامت البلدية بتنفيذ حديقة الهياج وتعديل خط الهياج عن مجاري السيول، ومسح الطرق الوعرة تمهيداً لسفلتتها، وتم التنفيذ على ثلاث مراحل".
وأضاف: "المرحلة الأولى جارٍ استلامها من المقاول، وهي من منهبة إلي ما بعد مراوة، والثانية إلى العبارة تم تمهيدها، ومن ثم سفلتتها، وثالثة بعد الانتهاء من العبارة، وبعدها يكمل الطريق إلى الهياج بطول ستة كيلومترات".
وأردف "الرفاعي": "لقد قامت البلدية بتوجيه المقاول لمقبرة الهياج، إلا أنه تم اعتراض المقاول من قبل المواطنين وتم توجيه المقاول إلي موقع آخر حتى انتهاء الاعتراض من الشرطة والإمارة".
وبخصوص النظافة قال "الرفاعي": "جميع القري التابعة لبلدية هروب تتم خدمتها , وضيفان تبعد عن منجد كيلومترين في طريق جبلي وعر، وستتم الإنارة قريباً من المرحلة الثانية لكون المرحلة الأولي منتهية، وهي إنارة منجد الأعلى والأسفل".
وفي مفاجأة لم تكن متوقعة، شدد المتحدث الرسمي لأمانة منطقة جازان على أنه لا وجود لأي مشاريع متعثرة في هروب.
وقال "الرفاعي": "تسوير المقابر جارٍ التنفيذ بها، وقد تم تسوير المقابر في الزهب والحمرة ووساع وجوه شهدان والعزيين، وغيرها من القرى".
وأضاف: "مشروع حماية الطرق تم الانتهاء منه وتم استلامه من قبل الأمانة، وكذلك مشروع تصريف مياه الأمطار تم الانتهاء منه وتم استلامه من قبل الأمانة".
ونفى صحة ما ردَّده الأهالي بخصوص مصدات وادي هروب الضيقة وعبارته التى تسببت في رفع منسوب المياه ودخولها على المجاورين للوادي.
وقال "الرفاعي": "هذا كلام غير صحيح؛ فالحوائط الاستنادية وضعت على حواف المنازل مباشرة للحماية من السيول , وأما العبارة فهي تتحمل أقوى السيول".
في سياق متصل؛ قال مدير عام الطرق بمنطقة جازان المهندس ناصر الحازمي: إنه كان في جولة ميدانية الأسبوع الماضي، واطلع على الاوضاع بهروب ولكنه لم يشاهد الحفرة.
وأضاف أنه سيقوم بتحريك المختصين في إدارته للوقوف على الحفر على طرق "العيدابي هروب".