يواصل سكان قرى الحمة والشاحطة والملح - جنوبالطائف- منذ 27 عاماً مطالباتهم الرسمية بسفلتة وصلة أسفلت لا يتجاوز طولها 12 كيلومتراً. ومن المفارقات العجيبة أن طلبات "الوصلة القصيرة" مرت على عدد من الوزراء الذين أداروا دفة وزارة المواصلات قبل أن يتغير اسمها إلى "وزارة النقل" دون أن يتم تلبيتها! والطريف في قضية قرى الحمة هو أن أول خطاب رفع لوزارة النقل بات ينافس شباب القرية في العمر! يقول الأهالي في حديثهم مع "سبق" عن المعاناة التي تجرعوها من وراء الطريق الوعر وتأخير تنفيذ مطالب سفلتته: يئسنا، فالوزراء تغيروا والوزارة تغيّر اسمها، ومشاريع الطرق عمت المناطق المجاورة وغيرت معالمها سوى قرى وادي الحمة فلا تزال كما هي على مر عشرات السنين، مطالبنا لم يلتفت إليها، لدينا عشرات الخطابات الرسمية، ولكن لا حياة لمن تنادي". وناشد السكان المسؤولين في إمارة مكةالمكرمة ووزارة النقل بالعمل على سفلتة الطريق الترابي الذي لا يتجاوز طوله 12 كلم. يقول الأهالي: أحلامنا تجددت قبل عامين بعدما أبلغنا باعتماد المشروع في ميزانية عام 1429ه بخطاب رسمي يثبت ذلك، إلا أن حلمنا ذهب أدراج الرياح دون معرفة السبب، حيث عاود مسلسل الانتظار نشاطه لنحتفل بذكرى ال27 عاماً من تاريخ تقديم أول مطالبنا. يقول الأهالي: عانينا من كثرة المراجعات وقدمنا أكثر من 20 معاملة، ولا نعلم أين تذهب هذه المطالب؟ اضطررنا أكثر من مرة إلى تمهيد الطريق من جيوبنا الخاصة نتيجة انقطاع الطريق بسبب كثرة الأمطار في القرية، وضعنا بالفعل يثير الاستغراب. ويشير السكان إلى أن عددهم بالمنطقة يتجاوز 1500 مواطن ويضطرون إلى قطع الطريق الترابي الوعر من أجل الوصول إلى المرافق العامة بمركز حداد لقضاء احتياجاتهم ومعالجة مرضاهم . ويقول المواطن هلال المسيلي إنه يضطر إلى إيقاف سيارته الصغيرة في مركز حداد ويقوم بالركوب في سيارة أخرى من أجل الوصول للقرية لوعورة الطريق، وأكد أنه إضافة إلى وعورة طريق القرية فلا تتوافر بها تغطية للجوال أو موبايلي، كما لا يتوافر فيها مركز صحي، مع العلم أنه توجد بالقرية مدارس للطلاب والطالبات للابتدائية والمتوسطة. وكشف الأستاذ عيضة المسيلي الذي يعمل في مدرسة حداد أن طريق قرى الحمة ينقطع في غالبية الأيام بسبب كثرة الأمطار ويتسبب ذلك في تعطيل دراسة الطلاب ومنعهم من الذهاب إلى المدارس الثانوية بمركز حداد، ما يؤثر في تحصيلهم العلمي. وأكد عدد من المواطنين أن طريق المنطقة له عدة أشهر لم يتم تمهيده، وقد حاول الأهالي جاهدين مخاطبة وزارة النقل أكثر من مرة لتمهيد الطريق إلا أنهم لم يجدوا أي تجاوب .