أكثر من 25 عاما مضت على سكان قرى الحمة والشاحطة والملح التابعة لمحافظة الطائف وهم ينتظرون سفلتة الطريق الترابي المؤدي لهذه القرى التي يسكنها مئات السكان ويجدون معاناة بالغة في التنقل في ظل وعورة الطريق. وبدأ السكان في طلب سفلتة طريقهم منذ عام 1404، وفي كل مرة كانوا يتلقون وعودا باعتماد سفلتتها في الميزانيات المقبلة، لكن هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح، وكان آخرها العام الماضي- بحسب خطاب من مدير عام الطرق والنقل في منطقة مكةالمكرمة، تحتفظ "الوطن" بنسخة منه- يفيد فيه بأنه تم إدراج الطريق ضمن ميزانية 1429 1430 ولكن الميزانية مضت دون اعتماد، لتعود إدارة طرق الطائف من جديد، وتقول ل"الوطن" إنهم سيطلبون إدراج الطريق في الميزانية المقبلة ويأملون اعتماده. "الوطن" زارت القرى الأسبوع الماضي ورصدت وعورة الطريق الذي يبلغ طوله أكثر من 12 كيلو مترا، وهو الطريق الوحيد بين عشرات القرى الذي لم يسفلت، ويضطر السكان لإيقاف سياراتهم الصغيرة عند نهاية الأسفلت في منطقة "حداد بني مالك"، ثم يستقلّون سيارات تتحمل وعورة الطريق الذي يخترق جبال وأودية قبل وصوله لهذه القرى التي يمكن أن تستثمر كوجهة سياحية نظرا لطبيعتها الخلاّبة ووقوعها في منتصف الطريق السياحي الذي يربط الطائف بالباحة. وفي هذا السياق، قال المواطن عواض المسيلي إنهم منذ أكثر من 25 عاما وهم يطالبون بسفلتة الطريق ويحتفظون بأرقام أكثر من 12 معاملة أولها برقم 628/83 بتاريخ 30 /2 /1404 وآخرها برقم 2742 في 23 /5 /1427 وفي كل مرّة يتلقون وعودا بسفلتة الطريق لكنها لم تنفّذ. وأشار إلى أن جميع القرى والهجر المجاورة تمت سفلتتها ولم يلتفت لقراهم التي يقطنها مئات الأسر ويعيشون معاناة يومية في التنقل خاصة مع هطول الأمطار، لافتا إلى أن أصحاب السيارات الصغيرة يضطرون لإيقاف سياراتهم في نهاية الطريق المسفلت، ويستقلون سيارات كبيرة تستطيع تحمل وعورة الطريق لتنقلهم إلى قراهم ومزارعهم ومواقع مواشيهم. وأشار المواطن محمد الحارثي إلى أن طلاب المدارس والمعلمين والموظفين يعانون من وعورة الطريق ودائما ما تتعطل بهم سياراتهم ويتأخرون عن الدوام. كما أن المرضى وكبار السن يعانون من تحمّل مشقة الطريق قبل الوصول للمراكز الصحية والمستشفيات التي لا تتوفر في قراهم. ويطالب المواطنون سالم المسيلي وسعد نويمي وعيضة الحارثي باعتماد سفلتة الطريق وتوفير الخدمات الصحية والتعليمية لإنهاء معاناة السكان اليومية عند انتقالهم عبر الطرق الوعرة للوصول إلى المدارس والمستشفيات والأسواق في المناطق المجاورة. "الوطن" توجهت بالسؤال إلى مدير إدارة الطرق بمحافظة الطائف عمر الحسيني، فأكد أنه سبق أن طلبوا إدراج الطريق الذي يبلغ طوله 12 كلم في ميزانية الوزارة لمنطقة مكةالمكرمة لعام 1431 بأولوية رقم 35، ولم يتم اعتماده. وتعهد الحسيني بأنه ستتم إعادة إدراجه في ميزانية عام 1432-1433 معربا عن أمله في اعتماده. وأشار إلى أن الإجراءات التي تعقب اعتماد سفلتته هي عمل دراسة وتصميم للطريق قبل تنفيذه حسب المعتمد في الميزانية.