حذر مدير مركز الدعوة والإرشاد بإمارة دبي فضيلة الشيخ الدكتور عزيز بن فرحان العنزي، من تأثير المخدرات الرقمية على أجيال الشباب، مشدداً على ضرورة التصدي لها ومواجهة انتشارها. ودعا "العنزي" إلى تضافر الجهود لإنقاذ شبابنا من الوقوع في فخ إدمان المخدرات الرقمية نظراً لسهولة انتشارها وسرعة تداولها؛ وقال: "هذا يتطلب خطوات فاعلة للحد من تفشيها في مجتمعاتنا العربية سواء من خلال خطاب ديني موجه أو إجراءات قانونية واجتماعية".
جاء ذلك أثناء استضافة "العنزي" في الصالون الثقافي بالجناح السعودي الذي يواصل مشاركته وأنشطته الثقافية في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتتابع فعالياته "سبق".
وتؤكد الملحقية من خلال هذا التنوع في الأنشطة على نهج الجناح السعودي الذي ينطلق من توجيهات وزارة التعليم العالي المنطلقة من دعوة خادم الحرمين الشريفين للحوار الذي يستوعب مفاهيم وآفاق رسالة الإسلام والدعوة للتعايش ومد جسور التواصل المبني على العدل والتعاون والأمن والاستقرار من خلال مشاركات استثنائية لها أهميتها في معرض الشارقة الدولي والذي يعد فرصة لتقديم أوجه المملكة المتعددة من خلال هذه الأنشطة الثقافية الثرية.
وأشاد الشيخ عزيز بن فرحان العنزي بمبادرة الملحقية بتنظيم هذه الأنشطة وتنوعها والاهتمام الكبير من قبل الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات والحضور الكثيف المرتب لها.
وذكر فضائل وآثار "الرفق واللين في الدعوة" وأشار إلى أنه ينبغي على المسلم استثمار تعاملاته للتعامل الحسن مع الآخر، موضحاً الحكمة من تشريع الخالق عز وجل لهذه الأسلوب في التعاملات لتحقيق التقوى في قلوب المسلمين وتعميق مفهوم الإحسان بالإيمان من خلال استشعار المؤمن الحق بمراقبة الله له.
وأشار "العنزي" إلى أنواع التعاملات وأساليبها من خلال الرسائل السماوية والأنبياء المرسلين لقيادة البشرية وعباده المؤمنين، وفي مقدمتها الرفق واللين والملاطفة في الدعوة والنصح، مشدداً على التحلي بهذه الخلق الجليل كونه مفتاح الخيرات كلها في الدارين.
وتحدث "العنزي" حول مظاهر هذا الرفق مؤكداً أن الله عز وجل رفيق يحب الرفق وأنه يجب على المسلم الاقتداء بسيرة النبي "صلى الله عليه وسلم" في التعاملات الحياتية؛ مستعرضاً في ذلك نماذج عدة لتعاملات النبي صلى الله عليه وسلم بالرفق في تعامله ومن ذلك تعامله مع الكفار حيث كان يخاطبهم ويناظرهم ويقبل هديتهم ويعود مريضهم ويجيرهم ويحسن إليهم إذا اقتضت المصلحة ذلك مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)، مما يدل على أهمية هذا الخلق وحاجة الخلق إليه في سائر شؤونهم.
وأوجز "العنزي" في عدة نقاط أساليب لتطبيق اللين والرفق كقاعدة منهجية في تعاملاتنا الحياتية حيث أوصى بالابتسامة وطيب الكلام وحلاوة اللسان والرحمة في تعاملاتنا مع بعضنا البعض، مشيراً إلى آثار الرفق على النفوس موضحاً أنه المسلك الحق من توفيق الله للعبد وتيسيره.
وهنّأ في ختام لقائه من اقتدى بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكان رفيقاً لطيفاً متسامحاً تاركاً للعنف والشدة هينا قريبا يألف ويؤلف.
وفتح اللقاء بعد ذلك الحوار مع الجمهور الحاضرين الذين أكتظ بهم الجناح حيث أجاب "العنزي" عن سؤال حول اختلاف أساليب الخطاب الديني بين الشكل والمضمون بحيث أصبح الشكل مغاير عن فحوى المضمون؛ بقوله: "المضمون لا يقل أهمية عن الشكل ولا بد أن يحدث اتساق كلي بين الشكل والجوهر وأن يكون الخطاب قائما على العلم الشرعي، ومنطلقا من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، متخلقاً بآدابهما على الدوام، مستمسكاً بالتوجيه الحكيم: ادْع إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن".
ورداً على سؤال آخر حول إمكانية التجديد في الطرق الدعوية والخطاب الديني ليصل إلى أجيال الشباب عبر منابر التواصل الاجتماعي الحديثة وغيرها من سبل الاتصال الحديث، قال "العنزي": "الإسلام صالح للزمان والمكان وهذا يقتضي الشمولية والتجديد والاستمرار، ومن الأهمية تطوير الخطاب الديني ومواكبته العصرية للنفاذ إلى الشباب في عصرنا الحالي عبر القنوات التي يسلكونها والتي باتت أكثر تقدما مع تطور تقنيات التواصل الحديث".
وأضاف: "الخطاب الديني في العصر الحاضر أصبح خطاباً "بصرياً وسمعياً" مع التزامه بضوابط الحوار الشرعية بعيداً عن المغالطات في الخطاب الدعوي وذلك من خلال الإخلاص في البحث عن الحقيقة، والاهتمام بالموضوعية، والتواضع، والالتزام بأدب الخطاب، والسماع بعناية لوجهة النظر الأخرى، والتحديد الدقيق للمشكلة المطروحة للحوار، وقبول الحجة المنطقية، والبعد عن التعميمات في الحكم، وإجراء الحوار بحسن نية، والصبر على الرد على وجهات النظر المقابلة".