أعلن الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي أن أكثر من 150 من الداعيات والأكاديميات، نصفهن من السعودية، من بين المشاركين في المؤتمر العالمي الحادي عشر للندوة العالمية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، الذي سيبدأ السبت القادم، ويستمر ثلاثة أيام. وقال إن 700 عالم وداعية ومتخصص في قضايا الشباب والمسؤولية الاجتماعية من 80 دولة سيحضرون المؤتمر, ويناقشون 51 بحثاً في خمسة محاور، وأكد مشاركة عدد من كبار العلماء والدعاة. ونفى الدكتور الوهيبي استثناء رموز دعوية وفكرية، وقال: دعونا جميع الرموز الدعوية التي اعتادت حضور مؤتمرات الندوة العالمية؛ فقد وجَّهنا إليهم الدعوات، ولكن هناك من رفض لأسباب صحية وطول مسافة السفر إلى جاكرتا، أو لارتباطات سابقة كانت لديهم. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي مساء الأحد بالأمانة العامة بالرياض، بحضور الدكتور يوسف بن عبدالحميد المزروع الأمين العام المساعد للندوة العالمية للمكاتب والعلاقات الخارجية والدكتور عبدالرحمن الشمراني رئيس اللجنة العلمية والدكتور عبدالكريم العبد الكريم رئيس اللجنة الإعلامية، وعدد من الإعلاميين. وأشار الدكتور الوهيبي إلى مواجهة اللجنة المنظمة مشكلة في الحجوزات والتأشيرات، ولكن تم التغلب على معظمها. وكشف عن انتخاب الجمعية العمومية للندوة مجلس أمناء جديداً يقود المرحلة القادمة، في اجتماعها أثناء المؤتمر. مشيراً إلى نقاشات ساخنة تشهدها الجمعية العمومية ومحاسبة دقيقة لمجلس الأمناء، ومدللاً على ذلك بأن الجمعية العمومية السابقة التي عقدت في القاهرة في المؤتمر العالمي العاشر استمرت سبع ساعات. وأشار الوهيبي إلى أن برنامج المؤتمر طرأ عليه تعديلات طفيفة، خاصة بعد اعتذار بعض الشخصيات لظروف خاصة بهم، مثل الدكتور مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا، وقال: إن البرنامج يتضمن ثلاثة أمور: محاضرات مفتوحة عامة للجمهور، وندوات يشارك فيها العلماء والمفكرون والمشايخ، وجلسات لمناقشة البحوث. وشدَّد الدكتور الوهيبي على دور مؤتمرات الندوة، وقال: إن المؤتمرات لها أهمية كبيرة؛ فهي تجمع العلماء والمفكرين والمختصين. وأضاف د. الوهيبي: إن الندوة تحاول عن طريق مؤتمراتها تحقيق أهدافها الأساسية التي قامت من أجلها، وهي ترسيخ الهوية الإسلامية لدى الشباب وتبني قضاياهم وتهيئة وتفعيل دورهم والبُعد بهم عن التطرف والانحراف ورعاية الموهوبين والمبدعين من أبناء المسلمين من خلال برامجها المختلفة والمتنوعة. وأشار الدكتور الوهيبي إلى انفتاح الندوة على التجارب الإسلامية، خاصة في مجال الشباب والحوار في العالم الإسلامي وبلاد الأقليات، مثل تجربة (كير) في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وشدد على تركيز الندوة في تدريب وتأهيل الشباب. مشيراً إلى تكثيف البرامج التدريبية والتأهيلية لتوطين الدعوة، خاصة في بلاد الأقليات المسلمة. وقال إن استراتيجية الندوة العالمية الجديدة هي مراجعة كل مرحلة، واستحداث الوسائل لتنفيذها. مضيفاً: نحن لا نقف عند هدف واحد ونقول إن هذا هدفنا، ولكن نظرتنا تتسم بالشمولية والتجديد للوسائل والأدوات. وقال: إن لهذه المؤتمرات ميزانيات مستقلة وروافد دعم خاصة بها، ولا يمكن أن تُمسَّ هللة واحدة من التبرعات التي تقدم للندوة لتمويل مشروعات دعوية أو بناء مساجد أو كفالات أو غيرها. مؤكداً ضرورة تطوير العمل الإسلامي، وقال: لقد تم اختيار إندونيسيا مكاناً لانعقاد المؤتمر لاعتبارات عدة، منها أن المؤتمر العالمي للندوة يعقد كل أربع سنوات، ونحرص على أن يُعقد في دولة مختلفة عن الدولة التي عقد بها سابقاً؛ فقد عقد من قبل في كينيا وماليزيا والأردن ومصر، واستأثرت الرياض بالنصيب الأكبر؛ لذلك رجحت اللجنة التحضيرية اختيار "جاكرتا" مكاناً لعقد هذا المؤتمر؛ لأهمية إندونيسيا بوصفها دولة مسلمة جغرافياً وديمروغرافياً، ولأهمية منطقة دول الآسيان، وكذلك أهمية وجود الندوة العالمية في هذه المنطقة، خاصة أن لدينا مكتباً في إندونيسيا له نشاط فاعل. وأكد الدكتور عبدالحميد المزروع دور المؤتمرات العالمية للندوة، وقال: إنها مؤتمرات متخصصة تناقش قضية من القضايا بحضور علماء وأكاديميين ومختصين، وتتوصل إلى توصيات تُرفع إلى الجهات المختصة. مشيراً إلى وجود لجنة لمتابعة تنفيذ التوصيات، تقوم بعملها بعد انتهاء المؤتمر. وأضاف د. المزروع أن هناك مشكلات كانت خاصة بسفر بعض المشاركين مثل الحصول على التأشيرات، وقد تم حلها. وقال: إن هناك مشاركات فاعلة من الرموز الدعوية والفكرية والأكاديمية من 80 دولة، ومشاركة سعوديات من الداعيات والمتخصصات ومن اللجان النسائية في الندوة . وكشف المزروع عن اجتماع الجمعية العمومية للندوة، وقال: تُمثَّل فيه الجمعيات التي تتمتع بعضوية عاملة في الندوة، وعددها مئة جمعية، وهي متخصصة في العمل الشبابي الإسلامي، وتقوم الجمعية بانتخاب مجلس الأمناء، والمؤتمر يكون فرصة للنقاش والحوار والتعارف بين القائمين على هذه الجمعيات. وتناول الدكتور عبدالرحمن الشمراني البحوث التي يناقشها المؤتمر، وقال: لقد تلقت اللجنة العلمية 110 بحوث في المحاور الخمسة للمؤتمر، وأحيلت إلى لجنة علمية محكمة، قامت بقراءتها والحكم عليها، واختير منها 51 بحثاً، وإن كان معظمها في الجانب النظري لموضوع المسؤولية الاجتماعية، ولكنَّ هناك استعراضاً لتجارب شبابية تطبيقية في محورَيْن من محاور المؤتمر. مشيراً إلى تجربتي "4 شباب" و"صناع الحياة".