ينتظر خريجو جامعة الملك سعود الشهر المقبل نصيبهم من طلبات التوظيف التي تقدموا بها نحو الجهات الحكومية والقطاع الخاص التي استقبلتهم في البهو الرئيسي بالجامعة منذ الأحد الماضي حتى الخميس. وقطعت تلك الجهات على نفسها وعداً بالاتصال بهم حال فرز الطلبات لزفهم مجدداً إلى سوق العمل.
وقال الخريج عبدالعزيز آل محسن خريج كلية العلوم الإدارية إنه تقدم بطلب التوظيف لعدد من الجهات وحصل على المميزات وقام بتعبئة النموذج وينتظر وعدهم في الاتصال به خلال الشهر المقبل.
وأوضح الخريج ريان الكحيل أن تخصصه إذاعة وتلفزيون ولم يجد أحداً يقبله في نفس التخصص، مما اضطره للتسجيل في وظائف أخرى، مشيراً إلى أنه وجد الكثير من العروض والوظائف للتخصصات الأخرى.
ومن الجدير بالذكر أن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث كان حاضراً في المعرض ويستقبل ملفات الخريجين لعدد من التخصصات، ويقول ممثل التوظيف رائد محمد الأحمد إن المستشفى كما هو معلوم رائد في خدماته الطبية ويحتل المرتبة 38 في التصنيف العالمي، ويحضر دائماً في مواطن التوظيف بالمملكة وكذلك دول الابتعاث مثل بريطانياوأمريكا وكندا.
وأضاف "نحاول في أسبوع المهنة استقطاب الطلاب الخريجين أو من هم على وشك التخرج وكذلك أصحاب الخبرة، ولدينا تخصصات نرغب في شغلها منها الإدارية والفنية والطبية والعلمية وأيضاً مجال المعلومات".
وأكد أنهم استقبلوا أكثر من 2000 طلب توظيف، ويجري فرزها والتنسيق مع أصحابها لإجراء اختبارات اللغة الإنجليزية خلال الشهر المقبل بواقع مائتي طالب يومياً.
ويشير أحد العاملين لدى شركة "علم" لتقنية المعلومات، في مجال التوظيف، إلى أن حجم الإقبال كان كبيراً جداً، وبين أن المعرض يقام لأول مرة في الجامعة، وأن تركيزهم منصب على خريجي قسم الهندسة الصناعية بالدرجة الأولى وكذلك محررو اللغة الإنجليزية.
من جانبها، لم تغفل الجهات المشاركة في معرض التوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، وبدؤوا في استقبال السيرة الذاتية لكل متقدم مما أدخل البهجة والسرور على نفوسهم عندما لاحت أمامهم بارقة أمل الاحتواء والتوظيف.
أما الشيء المزعج للطلاب كما يرويه الخريج سعد الورثان من كلية التنمية والاستثمار أن القطاعات المتواجدة تشترط الخبرة وإجادة اللغة الإنجليزية، كذلك تطلب التقديم عبر الموقع الإلكتروني مما يعقد العملية في نظرهم.
هند السهلي خريجة علم نفس إكلينيكي من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بتقدير امتياز بمرتبة الشرف، قدمت على المستشفيات الموجودة بالمعرض "دلة ومستشفى الملك فيصل التخصصي، ومستشفى سليمان الحبيب"، وأكدت أن المعرض جميل جدا وقالت "أتمنى توسعة المجالات الوظيفية في المستقبل".
وتتمنى مها السهلي، موظفة في بنك الرياض،مسؤولة علاقات عملاء، باحثة عن فرصة عمل أفضل من عملها الحالي، أن تجد وظيفة في بنك آخر أو في شركات أخرى.
أما دلال الخلف الموظفة في بنك الرياض فقدمت إلى المعرض، حيث أكدت أنه يعد فرصة، وتتمنى في المرات المقبلة أن تكون هناك فرص أكبر.
وتبحث ماريا اليوسف، المتخرجة حديثاً من جامعة الإمام محمد بن سعود قسم دعوة وإعلام، عن وظائف إدارية وقدمت على كل الشركات والبنوك عدا المستشفيات لأنها لا ترغب فيها. وتتمنى جميلة عبدالكريم خريجة ثانوية عامة، ولديها دبلومات في اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي، إتاحة الفرصة لغير السعوديين للعمل أيضاً.
أما" أزهار القرين" وهي مبتعثة عائدة من أمريكا تحمل درجة الماجستير في التدريب والتطوير، وتبحث عن وظيفة مناسبة منذ خمسة أشهر في عدة أماكن، فجاءت إلى معرض أسبوع المهنة لتقدم على الوظائف المتاحة في الجامعة.
وأكد الدكتور محمد أحمد السديري وكيل الجامعة لتطوير الأعمال ورئيس اللجنة العليا المنظمة لأسبوع المهنة، أن أسبوع المهنة والخريج سيبقى شاهداً زمنياً على كثافة الحضور وجدية المشاركة من قبل الطلاب والخريجين والزوار وجهات التوظيف، وهذا الأمر أثلج صدر اللجنة المنظمة.
وقال دكتور السديري في تصريح خاص: "أشعرنا الحدث بنبل الرسالة التي قصدتها الجامعة من إقامة هذا الأسبوع؛ فكثافة الإقبال تعد مؤشراً حقيقياً على إنجاز الجامعة لأهدافها من هذا الأسبوع، وهي تعني القبول والقناعة والفائدة، وتعني وجود منافع يحصل عليها الطلاب والخريجون مقابل تجشم عناء الحضور والمشاركة، كما تعكس الرغبة الواضحة لديهم في عرض مؤهلاتهم على شركات متميزة وجادة في التوظيف، وهذا ما لمسناه في اللجنة المنظمة فالخريجون صبوا اهتمامهم على اقتناص الوظائف لأنّ ذلك يمثل الهدف الرئيس لهم من أسبوع المهنة".
وأضاف: لقد أولت اللجنة العليا المنظمة لهذا الأسبوع - وبالأخص خلال أيام انعقاده- جُلّ اهتمامها لتوسيع الفرص الوظيفية والتدريبية أمام أبنائنا الطلاب والطالبات والخريجين والخريجات من طالبي الوظائف، فهذه الغاية وهذا المقصد الرئيس، ويحدونا شوق نحو المساهمة في تحقيق طموحاتهم بالحصول على وظيفة تمكنهم من القيام بدورهم في مسيرة البناء والتنمية.
وتابع السديري: ما رأيناه في أروقة الجامعة خلال الأيام الماضية أشعرنا بالسرور والسعادة سواء من قبل طالبي الوظائف أو من قبل مقدميها، فقد شاهدنا انتماءً ورغبةً وحساً رفيعاً بقضايا الطلاب والخريجين من قبل مقدمي الوظائف من جهة، وانكباباً على التقديم للشواغر الوظيفية من قبل طالبي الوظائف من جهة أخرى.
لقد شاهدنا التوظيف المباشر بعد إجراء المقابلات الشخصية في موقع الحدث، وقابلنا شركاتٍ انتقلت بشواغرها الوظيفية من أقسام التوظيف لديها إلى بهو جامعتنا العريقة.
وأوضح وكيل الجامعة: لقد جاءت عدة شركات بخطتها الوظيفية التي تتضمن عدداً محدداً من الشواغر التي تود إشغالها بأصحاب الكفاءة من طلاب وخريجي جامعة الملك سعود، كذلك لمسنا الجاهزية العالية لدى طالبي الوظائف من الطلاب والطالبات والخريجين والخريجات الذين أتوا بسيرهم الذاتية مستعدين للتقديم وإجراء المقابلات الشخصية، لقد كان المشهد رائعاً وكنا نشعر بتعاظم الإنجاز بتعاظم عدد الحضور والمشاركين في كل يوم، لدرجة أن ممثلي الشركات استمروا بالتوافد للجامعة بطلباتهم للمشاركة في المعرض المصاحب حتى أيامه الأخيرة علهم يحظون بيومين أو أكثر من أيام الأسبوع الخمس.
كما نما إلى مسامعنا من خلال جهات التوظيف بأن عدداً من الطلاب والخريجين قد قدموا من مناطق مختلفة في المملكة للتقديم على الوظائف.
وقال الدكتور السديري: ممثلو جهات التوظيف – من جانبهم- أثبتوا حرفية في عملهم؛ ووقفوا ساعات متصلة يستقبلون طالبي العمل دون كلل أو ملل،يرشدونهم ويوثقون بياناتهم ويقابلونهم ويختارون الأنسب من بينهم، ومن لم يتم اختياره ليشغل وظيفة ما؛ فقد أُدرج ضمن قواعد بيانات تلك الشركات وبالتالي أصبح من المرشحين المحتملين مستقبلاً في أي وقت.
وأضاف: من ناحية أخرى لن نهضم الجامعة حقها، فالجامعة وفرت شريحة واسعة من الكفاءات والتخصصات المتنوعة لجهات التوظيف. والشركات تبذل الكثير من الوقت والجهد والمال في الحصول على بيانات المرشحين، منطلقة من فكرة متعارف عليها في علم الموارد البشرية ملخصها أنّ توسيع حجم الشريحة التي سيتم انتقاء الموظفين منها يزيد من فرص اختيار الأكفأ، والمنهجية المتبعة في تنفيذ هذا الأسبوع ساعدت بصورة واضحة على تحقيق ذلك لجهات التوظيف بأقل جهد ممكن.
واختتم وكيل الجامعة لتطوير الأعمال ورئيس اللجنة العليا المنظمة لأسبوع المهنة تصريحه قائلاً: أسبوع المهنة سيغادرنا الآن ولكن لن تغادرنا منجزاته وآثاره وسنبقى نستظل تحت ظلالها حتى عودته في السنة القادمة- بمشيئة الله تعالى-، إذ سيشكل لنا هذا الحدث حافزاً نحو مزيد من العطاء والإعداد والتهيئة لطلابنا وخريجينا، طالما أن الواقع والتجربة أثبتت إقبالاً ملموساً من قبل جهات التوظيف على مخرجات الجامعة، فهذا الأمر يدل على سلامة المنهج الذي تتبعه الجامعة في تعزيز قدرات خريجيها.
كما يؤكد أهمية الخطوات التي تم تنفيذها قبيل انعقاد أسبوع المهنة لتهيئة الطلاب والخريجين وزيادة جاهزيتهم للانخراط في سوق العمل، وسيتم بعد اختتام فعاليات أسبوع المهنة إجراء تقييم شامل لكافة الفعاليات، يُضاف إلى التقييم اليومي الملحق باستمارة التسجيل للأسبوع، أملاً في التطوير والتحسين المستمر، وبما يعود بالنفع على كافة الأطراف المشاركة في أسبوع المهنة.