ترتبط النباتات العطرية "المشقر" ارتباطاً وثيقاً بيوم الجمعة؛ وخاصة في المناطق الريفية بالمنطقة الجنوبية؛ حيث يحرص الكثير من المصلين على اصطحاب النباتات العطرية معهم، بعد الفراغ من لبس أفضل الثياب، ووضع النباتات العطرية في الجيب أو تحت العقال أو في اليد؛ حرصاً على الرائحه الطيبية. ولا تكاد تدخل مسجداً؛ إلا وترى النباتات العطرية عند الباب أو على أرضية المسجد أو على رؤوس كبار السن، الذين يثبّتونه تحت العقال؛ مكوِّنة جواً معطراً، يشمه كل من في المسجد.
وتذهب بعض الأسر إلى جلب النبتات العطرية إلى المسجد بكميات كبيرة، ويقوم أحد صغار السن بتوزيعه على المصلين قبل صعود الإمام على المنبر، ويضع الفائض أمام المصلين أو عند باب المسجد؛ ليتمكن المتأخرون من الحصول على حصتهم، ويغرسها البعض في فناء المسجد أو في الممرات القريبة المؤدية إلى المسجد؛ وخاصة في القرى، ولعل الريحان هو أكثر النباتات العطرية تداولاً وشعبية؛ وذلك لرائحته الفواحة.
يقول أحد المصلين، التقته "سبق" في أحد جوامع منطقة عسير بعد صلاة الجمعة: "المشقر عادة قديمة توارثتها الأجيال منذ زمن بعيد، وتكون رائحته زكية في المسجد؛ وخاصة يوم الجمعة؛ حيث يحرص مَن لديه حديقة في منزله على جلب: الريحان، والشذاب، والشيخ، والكادي، والبعيثران، والوزاب، والحبق، وغيرها من النباتات العطرية إلى المسجد؛ وذلك لتوزيعها على المصلين؛ متمنياً ألا تندثر هذه العادة الطيبة".
يُذكر أن أغلب المنازل في المناطق الريفية لا تخلو من حدائق تحتوي على هذه النباتات.