يحرص كثير من رجال عسير على عصب رؤوسهم بالنباتات العطرية بشكل يثير الدهشة، خاصة لزوار المنطقة من السياح، وتكمن دهشتهم وهم يرون هؤلاء الرجال وأبناءهم جميعاً معصوبي الرأس، وهي عادة ورثوها من أجدادهم الساكنين فوق قمم الجبال، وامتدت معهم حتى الوقت الحاضر، خاصة في سهول تهامة، فالناس هناك لم تلههم الأزياء العصرية عن موروثهم، بل تمسكوا بهذه العادة وحافظوا عليها من الاندثار. وتصنع «عصبة الرأس» من النباتات العطرية، كالريحان والكادي والورد والبرك والوزاب والبعيثران والسكب، بغرض تزين الشعر وإعطائه رائحة عطرية، كما أنهم يحرصون على لبسها في المناسبات الاجتماعية، كالزواج والأعياد، فهي علامة بارزة عند رجال عسير خاصة من يقطنون أعالي الجبال. يقول العسيري محمد صالح: «إن عصب الرأس بالنباتات موروث شعبي تلقيناه من أجدادنا، وحافظنا عليه، فهو من السمات الممميزة للرجل العسيري، فبمجرد أن تجد أحدهم يرتدي هذه العصبة، حتى تستنتج أنه من منطقة عسير، فأنا وأولادي حريصون على ارتداء هذه العصبة».