صبغت الطبيعة في جنوب المملكة الإنسان في تلك الأماكن بكثير من العادات والتقاليد التي لا تجدها إلا في عدد من مدن الجنوب, إذ ساهمت طبيعة تلك الأماكن بما تحتويه جبالها وأوديتها وغاباتها، أن تشكل الإنسان بالعديد من العادات الشعبية والتقاليد الاجتماعية التي ما تزال متوارثة من جيل إلى آخر، مما أعطى تلك التقاليد طابعها الجنوبي الذي يميزها عن المناطق الأخرى في المملكة, في جوانب اجتماعية مختلفة يأتي في مقدمتها طريقة بناء المساكن، ونوعية الملابس وطرق ارتدائها، إلى جانب العديد من المظاهر الاجتماعية في المناسبات المختلفة، التي يأتي في مقدمتها الاحتفال بالأعياد، والاحتفال في الأعراس وغيرها. ومن هذه العادات التي يتميز بها الرجال في عدد من مناطق الجنوب لا سيما في تهامة، ما يتوج به الرأس ويوضع عليه في شكل طوق دائري، ليعطي مرتديه جاذبية وشكلا جذابا لكونه متخذا من عطريات البيئة، لإعطاء رائحة مميزة, حيث تتعدد أسماء هذا الطوق من مكان إلى آخر في تهامة لكن الشكل متقارب حيث يسمى في أماكن ب" العصابة العسيرية" للدلالة على أن الرأس يعصب به, ويسمى كذلك ب" المخضارة" وبعضهم يسميها " الغدارة " كما تسمى - أيضا - باللوية. عادة ما يقوم بإعداد العصابة النساء اللاتي يصنعنها لأزواجهن وأبنائهن، أو يقمن بإعداده وبيعه، حيث يقمن بإعداده بطريقة جمالية تقوم على حسن توزيع النباتات العطرية في الطوق الذي غالبا ما يتم توليفه من مجموعة نباتات عطرية يأتي قي مقدمتها الكادي والبرك والريحان والورد والبعيثران والوزاب والسكب وغيرها، لكونها أفضل النباتات العطرية في المنطقة الجنوبية من جانب، ولما تعطيه هذه النباتات من منظر جمالي من جانب آخر. اما الرجل الذي يضع العصابة على رأسه، فيرتديها من منطلق عادة تزيين شعر الرجل ولما تضفي عليه من روائح عطرية فواحة، إذ يحرص الرجال أكثر من شريحة الشباب على لبس اللوية عند حضور المناسبات الاجتماعية، إلى جانب حرصهم على ارتداء الغدارة أثناء الذهاب لأداء الصلاة وخاصة صلاة الجمعة , كما يحرص الكثير من أبناء تهامة عسير على التزين بالعصابة العسيرية تعبيرا عن اعتزازهم بموروثاتهم الشعبية. ومع قدرة العصابة على الاحتفاظ براوئحها العطرية حتى بعد أن تذبل، مما يجعل البعض يقوم بطحنها ووضعها في المنزل عدة أيام، ومع ما تمثله العصابة من عادة ما تزال محل اهتمام كبار السن، إلا أن تراجعها لدى شريحة الشباب مظهر بارز، وخاصة بعد أن أصبح يقوم بإعدادها أيد وافدة.