رفض "رسام الطائف الجرافيتي"، كما يحلو له تسميته، الكشف عن هويته؛ حتى لا يلاحَق قانونياً، مؤكداً أنه لن يتوقف عن موهبة الرسم التي استغلها بأدوات بسيطة وغير مكلفة، من أجل تزيين الجدران المشوهة، وعلى المنازل الشعبية القديمة، لتحويلها للوحة فنية مليئة بالألوان الجميلة، في حين أكد أنه أوقف لمدة 12 ساعة بأحد مراكز الشرطة في الطائف أواخر رمضان الماضي بعد ضبطه يرسم، وتم إطلاقه بعد تكليفه بإزالة الرسوم التي نفذها على أحد الجدران، وأشار إلى أن الأمانة تلاحقه وتطمس فنه. ويعرف "الفن الجرافيتي" بأنه هو الرسم على الجدران العامة أو الخاصة باستخدام أدوات خاصة، بطريقة فنية لكلمات مقصودة أو مسميات أو عبارات مستهدفة، وبتعبير حر، وغالباً تكون من أشخاص مجهولين؛ لأنها أفعال مخالفة للقوانين، واعتداء على ممتلكات الآخرين. هذا في الأصل، لكن من الممكن التعامل معهم والاستفادة من هذه المواهب الخفية بهدف تزيين الجدران الخاصة.
"رسام الطائف الجرافيتي" يبلغ من العمر 17 عاماً، ويدرس في الصف الثالث الثانوي بإحدى المدارس في الطائف، وكان قد أبهر الكثير من المتابعين برسوماته وفنه، الذي يعتمد على شخصيات كرتونية في مجملها، وبعض الشخصيات الأخرى؛ إذ شوهدت رسوماته على بعض الجدران والأسوار في داخل الأحياء وبعض الشوارع الرئيسية بالمحافظة، التي لم يتجاوزها، بخلاف الرسومات التي ينفذها على أسوار أحواش مهجورة، وسرعان ما يتم طمسها من قِبل "أمانة الطائف" باعتبارها مخالفة؛ ويجب متابعة من ينفذها والقبض عليه.
ويقول في حديثه ل"سبق": بدأت هذا الفن وإظهاره للناس ورؤيته منذ عام ونصف العام تقريباً، وأرفض بشدة تشويه جدران المرافق الحكومية أو الممتلكات ببعض الكتابات والرسومات، وهذا بالطبع أمر مخالف للقانون وبشدة. لكني قاطعته الحديث، وقلت له: والذي تقوم بفعله ماذا تسميه؟ فكان رده: أنا أجمّل الجدران المشوهة، التي لا يُعتنى بها، وليست ممتلكات. فمثلا أسوار أحواش مهجورة، أو منازل مهجورة وآيلة للسقوط، فلا يمنع أن أرسم عليها من أجل إعطاء صورة جميلة عن الحي.
وأشار إلى أن معظم رسوماته توجد بحي أم العراد بشهار في الطائف، وأنه لم يسبق له أن خرج في فنه عن المحافظة لمدن أخرى كونه يخاف من الملاحقة القانونية، مشيراً إلى أن "المدن الأخرى بها الكثير مثلي، وتبقى رسوماتهم، ولا تُطمس كما تُطمس رسوماتي".
وعن آخر عمل قام له قال: حولت جداراً مشوهاً بالحي على مساحة كبيرة لجدار أنيق، وكان على منزل شعبي قديم. مؤكداً أن هذه الجدران هي من توصل فنه للناس، وأن هناك الكثير منهم أعجبوا به، وأنه مقتنع بما يفعله.
عدت وقاطعته وقلت: ولكن أن ترسم على الجدران فهذه مخالفة واضحة، والقانون لا يسمح لك بذلك، فلماذا لا تستغل موهبتك في مكانها الصحيح؟ فأجاب: أنا لم يشتكِ مني أحد؛ إذ أرسم على الجدران المهملة والمهجورة، ولا يمكن أن أرسم على المرافق العامة مهما كان، وأتحدى من يثبت العكس، وأدواتي بسيطة جداً "بخاخات وبوية".
وبيّن أنه يختار أوقات الظلام لممارسة هوايته المحببة لديه، منتقداً الرسومات والكتابات التي تتزايد على جدران المرافق الحكومية، وأنه على استعداد لاستبدالها برسومات تجميلية كما يفعل على الجدران المشوهة والمهجورة.
وطالب بدعمه والمواهب المماثلة من قِبل الجهات المعنية، وتخصيص جدران لممارسة الهوايات عليها من أجل تجميلها، رافضاً ما يقال عنهم بأنهم "مرضى"، ومقترحاً إيجاد أماكن مخصصة، تجرى عليها المسابقات والفعاليات، حتى وإن كانت ضمن برامج التنشيط السياحي.