خصص أربعة شبان معرضا لنقل ودعم فن الجرافيتي بعد أن كانت الجدران مسرحا لهواياتهم وغيرهم من محترفي هذا الفن. ويستهل عبدالعزيز حسن حديثه: «بدأ الفن الجرافيتي منذ الفراعنة غير أنه لم يشتهر بالمعنى الحقيقي في العصر الحديث إلا في ستينات القرن الماضي في مدينة نيويورك تحديدا. وهو بالمناسبة فن يسعى إلى توصيل أفكاره ورسالته عبر الحيطان أو عبر الكتابة على الجدران وتزيينها بالرسوم بشكل فني جميل، فكل شيء يرسمه الفنان وكل كلمة يخطها من المفترض أن تحمل رسالة هادفة إلى الناس، ومن المفارقات العجيبة أن يكون بدأ هذا الفن على أيدي العصابات الإجرامية والتي كانت تترك أثرا على جدران كل منزل تقوم بسرقته لغرض توصيل رسالة معينة إلى صاحبه إلا أنه ازدهر وانتشر بعد ذلك على أيدي أشخاص مبدعين سعوا إلى تطويره ليناسب روح العصر الذي نعيشه»، وتابع «في المملكة بدأ هذا الفن منذ عام 2006 من خلال مبادرات شبابية بسيطة إلا أنه لم يجد الاهتمام الكافي حتى هذه اللحظة، تقدمنا قبل فترة بمقترح ورفض من قبل الجهات المختصة، حيث كنا نسعى إلى وضع لمساتنا الإبداعية على شوارع جدة وتزيينها بالفن الجرافيتي». ويضيف عبدالله زهير (20 عاما)، بدأت ممارسة هذه الهواية منذ عام تقريبا وتحديدا في سطوح البيت فقد قمت بتزيين جدرانه برسوم جمالية نالت استحسان أهلي وتلقيت دعم والدي حين رأى مواهبي تسير في هذا الاتجاه، ويضيف «معرضنا مخصص لهواة هذا الفن، حيث نوفر لهم المعدات التي يحتاجونها والتي تتألف من بعض البخاخات والقبعات التي تشبه الأغطية الصغيرة، وبالنسبة للبخاخات فأبرزها البخاخ الذهبي حيث يندرج تحته أكثر من 200 لون ويستخدم عادة في المساحات الصغيرة، وكذلك البخاخ الأسود أيضا ويندرج تحته ما يزيد عن 180 لونا ويستخدم غالبا في المساحات الكبيرة، والبخاخ الأبيض والمخصص للتلميع»، وتابع «شاركنا في عدد من المسابقات المحلية وحصلنا على جوائز عديدة أبرزها مسابقة الكورنيش التي عقدت برعاية الأمانة عام 2012م، وحصلنا خلالها على المركز الأول، كما خارجيا في باريس وألمانيا». ويقول مازن الشمراني «أعتقد أن هذا الفن يعطي الجدران بعدا جماليا لدرجة ترى الحائط يتحرك ويكون ساحة خصبة للفكر، وتفريغ طاقات الشباب المبدعين، ونتمنى في المستقبل أن نجد دعما لمواهبنا، لنفجر طاقاتنا الإبداعية في جدة ونزيدها جمالا وإبداعا». ويتابع ضياء رمبو «كل شيء في المعرض الذي أقمناه من ابتكارنا وحاولنا أن نصممه قدر الإمكان بشكل اقتصادي وصديق للبيئة، فاستخدمنا القوارير الفارغة للأحذية المستهلكة وأشرطة الكاسيت وأشياء كثيرة لا تخطر على بال أحد، في تصميم ديكور المحل ورسم جدرانه بشكل غريب، وجديد بعض الشيء، أما الإضاءات فاستخدمنا أنابيب وصنابير المياه في تصميمها بشكل اقتصادي إذ قمنا بتصميمها ومن ثم استخدامها كرفوف للكتب، وأتمنى أن يتم السماح لنا بممارسة هوايتنا في الأماكن العامة وأن يكون هناك محترف أو مكان مخصص للرسامين ومبدعي الفن الجرافيتي أسوة بالدول المتقدمة».