تواصل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة وزير الداخلية جهودها الرامية إلى تحصين الشباب ضد آفة المخدرات وانتشال من وقع في أنفاقها المظلمة من أبناء الوطن، حيث أوصى وزير الداخلية بالسماح ل 120 شخصاً من المتعافين من الإدمان بأداء مناسك الحج هذا العام 1435ه، بهدف تقوية الوازع الدين لديهم وتشجيعهم على الاستمرار على التعافي ولضمان عدم عودتهم للإدمان على المخدرات مرة أخرى. وقامت أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالتنسيق مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات ومستشفيات الأمل؛ بتمكين 120 متعافياً من أداء الحج لهذا العام 1435ه من جميع مناطق المملكة.
وفي هذا السياق أجرت الأمانة حواراً مع بعض المسؤولين من عدة جهات ذات العلاقة بالمديرية وأمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات حول: الرؤية الأساسية لوقوف اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مع المتعافين الذي يأتي امتداداً لجهودها في برنامج "التأهيل" الخاص برعاية ومتابعة المتعافين من إدمان المخدرات، وما إذا كانت هذه الرحلات الإيمانية تعتبر من إستراتيجيات لجنة مكافحة المخدرات، إضافة إلى استشراف الاعتبارات الأساسية التي تم ترشيح المتعافين لحملة الحج على أساسها.
وقال اللواء أحمد سعدي الزهراني مدير عام مكافحة المخدرات عضو للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات: "لقد شعرت المديرية العامة لمكافحة المخدرات واللجنة ب مسؤولية وطنية تجاه المتعافين وقررت بذل كل جهد ممكن لإبعادهم عن الأجواء المحيطة بالإدمان، مع محاولة إشغال المتعافي بالقدر الذي يشعره بالانتماء للوطن كشخص طبيعي ذي أهمية وإعادته لمجتمعه وذويه".
من جهته، قال عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مساعد مدير عام مكافحة المخدرات للشؤون الوقائية عبدالإله بن محمد الشريف: "تحجيج المتعافين من استراتيجيات اللجنة الوطنية ووسيلة من وسائل تحقيق الذات والشعور بالرضا وهذه الفئة تأتي على رأس أولويات ومهام اللجنة الوطنية حيث توالي تقديم برامجها "التأهيلية " لإشراك المتعافين في مثل هذه الحملات الإيمانية لضمان عدم عودتهم إلى ما كانوا عليه.
وحول الاعتبارات الأساسية التي تم ترشيح المتعافين لحملة الحج على أساسها وعدد مرات قيام اللجنة بمثل هذه الحملات، قال "الشريف": "هذا الترشيح يأتي وفق شروط حددتها أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات مسبقاً بالتنسيق مع مستشفيات الأمل وسكرتارية المجموعات بالمناطق، والتي تشرف عليها اللجنة الوطنية والمديرية العامة لمكافحة المخدرات، ومن تلك الشروط الواجب توفرها هي مدة التعافي والرغبة الصادقة وحسن سلوك المتعافي ونشاطه التوعوي ضد هذه الآفة وهذا ما حرصت عليه حكومتنا لإعادة وتأهيل المتعافي وتقويمه ليكون لبنة صالحة في المجتمع".
وحول ما إذا كان تحجيج المتعافين يعتبر من استراتيجيات اللجنة الوطنية، قال الشريف: "لدى اللجنة إستراتيجيات وخطط وبرامج مستقبلية تعكف عليها حالياً لتحضيرها والعمل بها إلا أن تحجيج هؤلاء يأتي ضمن برامجها القائمة والمعمول بها منذ زمن وهذا الترك يندرج تحت مهام برنامج "التأهيل" وهو من أولويات واهتمامات اللجنة من البرامج التي حرصت على تنفيذها وتسعى لتطويرها".
وأضاف: "البرامج التأهيلية المعمول بها حققت عدداً من النجاحات من أهمها رعايتها لعدد كبير من المتعافين في عموم مناطق المملكة وتحجيجهم، وما زالت الأمانة العامة للجنة تسعى لاستقطاب المزيد من هؤلاء والإشراف عليهم ودعمهم ليكونوا لبنة صالحة وفاعلة بالمجتمع، وهي تتعاون في ذلك مع المديرية العامة لمكافحة المخدرات ووزارة الصحة ممثلة بمجمعات الأمل".
بدوره، قال الدكتور عبدالإله بن عبد الله المشرف مستشار اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عضو لجنة دراسة تطوير المناهج الدراسية في مجال مكافحة المخدرات: "لا شك أن الرؤية الأساسية لوقوف اللجنة إلى جانب هؤلاء المتعافين ذات أبعاد منها الحس الوطني والواجب الديني والنظرة للمدمن باعتبار أنه شخص مريض يجب علاجه ورعايته والاهتمام به ودمجه بالمجتمع ليكون عنصراً فعالاً ذا سلوك حسن".
وقال المدير التنفيذي على مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض مستشار الامانة الدكتور محمد بن مشعوف القحطاني: "أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات تؤدي دوراً فاعلاً في دعم برامج المستشفيات المتخصصة في علاج الإدمان والحرص على ما فيه مصلحة المتعافين من المخدرات، وتعد هذه الرحلة إلى الأماكن المقدسة إحدى الآليات المتبعة لدى مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض في علاج المتعافين من الإدمان وإرشادهم إلى الطريق السليم في هذه الحياة".
وأضاف: "مثل هذه الرحلات والفعاليات تشهد إقبالاً كبيراً من المرضى لرغبتهم الصادقة في تعويض ما فاتهم في أمور دينهم والانطلاقة الحقيقية للبعد عن هذا العالم المظلم الذي وقعوا فيه، وقد تم اختيار المرضى المشاركين بمعرفة الفريق العلاجي حيث يتم التركيز على من قطعوا شوطاً لا بأس به في رحلة التعافي". على الجانب المقابل، يقول المتعافي "ع- ص": "كانت بدايتي انحرافاً في السلوك وقت المراهقة ثم تم طردي من المنزل من قبل والدي لأسباب تافهة وكان عمري (14) سنة، وتعرفت على أصدقاء سوء وقعت معهم في السرقات والمخدرات، وقد عشت أياما مريرة مع المخدرات وواجهت حياة سيئة جديدة وعصابات استغلتني حتى نصحني أحد أصداقئي السابقين والذي ترك المخدرات بمراجعة مجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، فترددت ثم عزمت على المراجعة وبدأت برنامجا علاجيا وعانيت في البداية من الأعراض الانسحابية حتى استطعت بفضل الله تجاوز هذه العقبات". و أضاف أن خبر إدراج اسمه في رحلة الحج كان بمثابة المكافأة له على تصميمه على ترك المخدرات حيث يقول: "كانت فرحتي لا توصف وكانت أمنية لي تحققت أن التحق برحلة للحج والحمد لله الذي يسر لي ذلك والشكر بعد الله للأمير محمد بن نايف على حبه لنا وحرصه على مصلحتنا والخير لنا".
ويقول المتعافي "خالد": "أنقذني الله من المخدرات على يد جاري الطيب بعد أن ساءت علاقتي بوالدي، فكان جاري متفهماً لوضعي بعد أن شرحت له أنني مريض ولم أبين له أنني متعاط فذهب إلى المستشفيات لمعالجة إدماني حينما سمع قصتي، وبالفعل ذهب بي جاري إلى مستشفى الأمل بالرياض وراجعت الطوارئ واستمررت في مراجعة العيادات الخارجية والرعاية اللاحقة وأنا حالياً مستمر في المراجعة ومتوقف من التعاطي وسأواصل رحلة التعافي".
وأضاف: "لا يمكن وصف شعوري بعد علمي برحلة الحج فأنا أحب مكة وأحب المشاعر المقدسة وأحس فيها بالطمأنينة والراحة".