أوضح سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن "أشد الناس حاجة إلى البيان هم فئة الشباب المتحمس لدين الله، والذي يحتاج إلى الاحتواء والتوجيه، فلينوا في أيديهم وافتحوا صدوركم لهم وبينوا لهم المنهج الصحيح والدين الحق وأهمية لزوم الجماعة وطاعة ولاة الأمور والرجوع إلى العلماء والأمراء في قضايا الأمة ومصيرها"، مؤكداً أن "علم الشريعة الإسلامية هو ميراث النبوة وعنوان الرسالة، لا فلاح في الدارين إلا به ولا سبيل للنجاة إلا بالتعلق بسببه، فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك". وقال سماحته في كلمة خلال اجتماع الجمعية العمومية التاسع للجمعية الفقهية السعودية الذي عقد مؤخراً: "إن لعلماء الشريعة في الأمة منزلة عظيمة ورتبة كبيرة فهم ورثة الأنبياء ومصابيح الدجى، وضعهم الله أمناء يعلمون الناس شريعة الله ويرفعون عنهم الجهل والظلام ويبينون لهم طريق الحلال والحرام، فآثارهم محمودة وأفعالهم في الناس مشهودة، فهم أفضل الناس منزلة وعملهم من خير الأعمال".
وأضاف: أمتنا اليوم هي أشد ما تكون في حاجة إلى العلم الصحيح المبني على الكتاب والسنة، وفي أشد ما تكون حاجة إلى العلماء الراسخين الذين يبينون الأمور إذا اختلطت ويقمعون البدعة إذا ظهرت ويبينون سبيل الرشاد ويحذرون من الفتن والشرور"، وقال: "المسلم أمانة في أعناقكم فقوموا بما أوجب الله عليكم من بيان الحق ودفع الشبهات والرد على الغلاة والجهلة الذين يريدون هدم الكيان وتشويه صورة الإسلام والمسلمين وتكسير دعائمه".
وتابع سماحته يقول: سمعتم وسمع غيرنا ما تقوم به طائفة من الناس وشرذمة قليلة ممن ضلوا الطريق وتنكبوا السبيل وانحرفت أفكارهم وغسلت أدمغتهم وأثر على عقولهم فكفّروا العلماء والحكام وأجازوا لأنفسهم القتل والترويع واستباحة الدماء باسم الدين ونصرته، وانساق معهم شباب متحمسون استغل هؤلاء الغلاة حماسهم وحبهم لدينهم فأوردوهم المهالك وضلوا بهم السبيل، ومع الأسف فهم يعتقدون صواب أنفسهم وصحة طريقهم، فلعب الشيطان بأفكارهم حتى ظنوا أنهم بفعلهم هذا يصلحون ولا يفسدون، قال تعالى: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء، فالواجب الحذر من هؤلاء والتحذير منهم والوقوف مع ولاة الأمر في دفع شرهم حفظاً لكيان الأمة واستبقاءً لعزها ونصرها، وعلى المسلمين عموما أن يكونوا يداً واحدة وصفاً واحداً ممن يأتي ليهدم وحدتهم ويخترق صفهم ويزعزع أمنهم.
وأضاف سماحته: إن واجب العلماء واجب كبير وواجب الآباء والأمهات واجب عظيم بحسن التربية ومتابعة أبنائهم إلى أين يذهبون وبمن يختلطون. يقول صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".
وبين سماحة مفتي عام المملكة أن من محاسن هذه البلاد المباركة وفضائلها قيامها بإنشاء الجامعات والكليات ورعايتها ودعمها للجمعيات العلمية والمراكز البحثية والمجامع الفقهية ليلتقي العلماء بعضهم ببعض فيتبادلون الآراء ويعقدون اللقاءات والحلقات العلمية وينشروا الأبحاث والكتب النافعة والمفيدة، وإن من أهم هذه الجمعيات وأنشطها الجمعية الفقهية السعودية التي صدر قرار جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في 16/ 8/ 1421 ه بالموافقة على إنشائها وانعقد أول اجتماع للجمعية العمومية لها يوم الأربعاء 25/ 7/ 1423ه وتم انتخاب أول مجلس إدارة لها، ومر عليها الآن أكثر من اثني عشر سنة والجمعية تواصل نشاطها وعملها ومر عليها أربع دورات تولى القيام عليها وإدارتها عدد من العلماء والمشايخ.