كشف الرئيس التنفيذي لشركة تقنية المياه المتقدمة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ؛ أنه سيتم ترسية مشروع محطة تحلية المياه بمحافظة الخفجي باستخدام الطاقة الشمسية خلال شهر من الآن؛ أي بنهاية شهر أكتوبر، ومدة التنفيذ 24 شهراً. وأشار آل الشيخ خلال فعاليات اليوم الثاني لورشة عمل " تحلية مياه اقتصادية ومستدامة" لتقنية التناضح العكسي لدول مجلس التعاون؛ إلى أن هذه المشاريع الوطنية المهمة تأتي ضمن المشاريع التي بدأت بمبادرة خادم الحرمين الشريفين بتطبيق الطاقة المتجدِّدة كمصدر للطاقة لتحلية المياه المالحة , وهو عبارة عن استخدام تقنية التناضح العكسي لإنتاج الماء بمقدار 60 ألف متر مكعب يومياً , وكان المشروع في الأصل بمقدار 30 ألف متر مكعب، ومن ضمن الخيارات أن يرفع إلى 60 ألفاً؛ وذلك لزيادة الطلب على المياه في مدينة الخفجي .
وبين أنه من المتوقَّع توقف محطة تحلية الخفجي الحالية التابعة للمؤسسة خلال ثلاث سنوات، والتي تنتج حوالي 20 ألف متر مكعب؛ لذلك رؤي أن من المناسب أن ترفع الكميات لتغطية الحاجة المتزايدة، بالإضافة إلى تعويض الكمية التي ستتوقف خلال السنوات القادمة والتوجه إلى إنتاج 60 ألف متر مكعب.
وأضاف آل الشيخ أن هناك بعض التحدِّيات لموقع المشروع؛ فهو يقع قريباً من المنطقة الحدودية مع دولة الكويت، وهي منطقةٌ الماءُ فيها ضَحْلٌ جداً، وكذلك نوعية الماء قد لا تكون أحسن نوعية من المياه؛ ولذا كان من المناسب مد المآخذ للمياه لمسافة حوالي 6 كيلومترات؛ تفادياً لنوعية المياه الأقل , وسيكون المشروع متزامناً مع مشروع آخر لإنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية ويربط بمحطة التحلية. وتعتبر هذه المرة الأولى لاستخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه في المملكة، وكذلك قد تكون الأولى في العالم بهذا الحجم.
وبين أنه بعد نجاح هذا المشروع سيتم تطبيق نفس التجربة على الساحل الغربي للبحر الأحمر، ومتوقع إن شاء الله أن من ضمن مبادرات خادم الحرمين الشريفين أن تكون هناك محطة بطاقةٍ أكثر من 300 ألف متر مكعب بنفس التقنية, ولابد من التركيز على هذا المشروع , وهناك تضافر للجهود بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة تقنية المياه المتقدمة؛ وهي إحد شركات "تقنية" القابضة، وذلك بالتنسيق مع المؤسسة العامة لتحلية المياه ، وقد تم بحمد الله تصنيع اللقطات الشمسية "PV" في مدينه الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، والتي سيتم استخدامها في هذا المشروع الجبار بإذن الله، وهذا من ضمن الأهداف لنقل وتوطين التقنية لشركة تقنية المياه المتقدمة.
من جانبه أكد الدكتور مسوري كريما، من مجموعة "يابان ميقا طن"؛ أن دافع تواجد الشركة بورشة العمل سمعة المملكة، وخاصة تحلية المياه المالحة بصفتها أكبر منتج للمياه المحلاة بالعالم، وبهدف تبادل الخبرات والمعارف لتحقيق تطلعات العالم في مجال صناعة وتقنية التحلية، مضيفاً أن برنامج "ميقا طن" الذي ينتج مليون متر مكعب من المياه المحلاة في اليوم؛ مشروع طموح حقق نجاحات كبيرة، وتهدف المجموعة لنقل هذه التقنية وتطبيقها بالمملكة لإثبات قدرات التناضح العكسي من خلال التعاون مع خبرات المؤسسة لتطبيق هذا المشروع على أرض الواقع.
وأضاف مسوري أن تكلفة البرنامج تبلغ 40 مليون دولار، واستطاع المشروع خفض ما بين 30 في المائة إلى 20 في المائة، فضلاً عن مصادقته للبيئة، مضيفاً أن أغشية البرنامج قادرة على الاستمرار حتى 10 سنوات، بدلاً من 5 سنوات التي تطبق حالياً.
فيما أشار مدير التشغيل والصيانة بالساحل الغربي رئيس إدارة النقاش في الجلسة الأخيرة من الفعاليات المهندس محمد الثبيتي؛ إلى أن الهدف هو جمع الأوراق العلمية والدراسات والبحوث والتقنيات الجديدة في قالب واحد؛ لتطبيقها على أرض الواقع بأنجع الطرق وأقل التكاليف ومصادق للبيئة وضمان استدامتها.
ونوه الثبيتي أن تطبيق الدراسات التي عملت في المراكز العلمية التي اختبرت وأثبتت كفاءاتها؛ أحد أهداف المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، والتي تعمل بأسس منهجية وعلمية تواكب التطور والتقنية الجديدة الملائمة لتوجُّهات الدولة لخفض تكاليف استخدام الطاقة.
وأكد نائب المحافظ للتشغيل والصيانة المهندس عثمان النجدي؛ أن التحلية تعد أكبر منتج للمياه المحلاة من البحر في العالم، وسجل المؤسسة يحفل بالإنجازات وأمامها مجموعة من التحديات والمتغيرات، ونحن بإذن الله مستعدون لمواجهتها، وذلك بالتعاضد والتكاتف فيما بيننا والاستثمار في خبراتنا التراكمية وموارد المؤسسة البشرية والمادية، والعمل بفاعلية وكفاءة لتحقيق رؤية المؤسسة والأهداف التي تصبو إليها .
ولفت إلى أن تقرير قطاع التشغيل والصيانة لهذا العام بين دفتيه معلومات وبيانات عن معدلات إنتاج المياه وتوليد الطاقة الكهربائية، وما تم تصديره للجهات المستفيدة، ويلقي الضوء على مستويات وكفاءة الأداء بالمحطات والأنظمة التابعة لها ، كما يستعرض أهم النشاطات والأعمال المنجزة في مجالات الإعمار، التصنيع، التأمين، ويُعدِّد الإنجازات والصعوبات التي حصلت في الإدارات التابعة لهذا القطاع.
وبين النجدي أنه فيما يخص الطاقة الإنتاجية بلغ إجمالي المياه المنتجة لعام 2013م "1055" مليون متر مكعب وبزيادة نسبتها "5.9%" مقارنة بالعام السابق، ويعزى ذلك – بشكل كبير- إلى زيادة الإنتاج في محطات تحلية جدة بنسبة 23.8%، وكذلك زيادة الإنتاج في محطات تحلية ينبع بنسبة 11.2%، كما بلغ إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة في العام 2013م "24.9" مليون ميجاوات ساعة وبزيادة نسبتها "5.3%" مقارنة بالعام السابق، ويعزى ذلك - بشكل كبير- إلى زيادة التوليد في محطات تحلية الجبيل بنسبة 23.6%، وكذلك زيادة التوليد في محطات تحلية جدة بنسبة 21.4%.