كشف الكاتب الصحفي خالد السليمان مقالاً كتبه قبل 8 سنوات عن "غصون" التي ماتت على يد زوجة أبيها، وأعاد اليوم نشر نفس المقال، مع استبدال الأسماء فقط، محذراً من إعادة نشر المقال مرة ثالثة، ومطالباً الإدارات الحكومية وغير الحكومية بالتحرك لحماية أطفالنا. وفي مقاله "سامحينا يا رؤى!" بصحيفة "عكاظ" يقول السليمان في مقاله الجديد القديم: "لن أرثي الطفلة «رؤى» فمثلها اليوم يسبح في نعيم الجنة، ولكنني سأرثي الإنسانية التي غابت عن حياة «رؤى» وتركتها فريسة لزوجة أب قاسية انتزعت الرحمة من قلبها !.. ماتت «رؤى» بعد أن أثخنت جراح إهمال الأب وقسوة زوجة الأب جسدها الغض النحيل، ماتت لتكتم الأنين وتسكت الآهات ويرتاح الجسد من قسوة الإنسان وترتاح الروح من ظلمة النهار ومواجع الليل !".
ويؤكد السليمان "ذهبت «رؤى» إلى خالقها لتطلب العدالة عنده بعد أن تخلى عنها البشر وخذلتها قوانين البشر، خذلتها الأنظمة والقوانين ولم تظللها عشرات الإدارات الحكومية وغير الحكومية المعنية بحماية الطفل والرعاية الاجتماعية وحقوق الإنسان التي نصبت لها المباني وفرشت لها المكاتب وخصصت لها الميزانيات!".
ويقول الكاتب: "لقد تقدمت الأم بثلاث شكاوى إلى دار الحماية الاجتماعية بالرياض منذ عامين بشأن تعرض أطفالها للإيذاء والعنف على يد زوجة أبيهم دون أن تحرك الدار ساكنا بعد أن أصيبت الضمائر بالضمور والمسؤولية بالتبلد، والآن سيودع جسدها ثرى النسيان لتطوي الأرض مأساتها ويغطي التراب جروحها وتصعد روحها إلى بارئها تاركة الأرض بما ضمت لمن قتلها وخذلها!".
ويضيف السليمان: "ماتت رؤى وماتت معها مشاعرنا التي لا تستفز إلا بعد فوات الأوان، وماتت أحاسيسنا التي لا تملك غير الرثاء، وماتت إنسانيتنا التي لم نعد نعرف حقيقتها من زيفها ! سامحينا يا «رؤى» فقد قتلك عجز إنسانيتنا قبل أن يقتل انعدام إنسانيتهم!".
وينهي السليمان قائلاً: "مقال كتبته عام 2006 عندما ماتت «غصون» على يد زوجة أبيها، كل ما فعلته هنا أنني أبدلت اسم الضحية، وكم أخشى من يوم آخر أستبدل فيه اسم ضحية جديدة ما دام هناك من لا يعتبر ولا يتعظ!".