رسالة إليك.. أبي ما رأيت العيش يصفو لأحد دون كد أو عناء أو نكد نعم هي الحياة هكذا سيرتها ومسيرتها عندما نسمع حوادث اليمة وفواجع كاسرة اصابت سهامها أياً من بني البشر فإن الذهول يتملكنا ونلجأ إلى الدعاء لخالقنا الباري جل وعلا (الحمدلله الذي عافانا من كثير مما ابتلي به خلقه) إن المواقف هي إهتزاز المعاني والرموز الغالية يكون ناتجها أكثر إرهاقاً ومعاناة. إذا ما اهتز أو انكسر معنى من معانينا أو رمز من رموزنا فإن محيطنا لا يحتوينا حيث يتحول إلى قسوة لا يمكن لإنسان محب لرمز من رموزه أو معنى من معانيه أن يتحمل تلك القسوة أو يطيقها شعوره. نعم في أواخر شهر ذي القعدة 1428ه وحينما ابتلى العزيز الحكيم الوالد الغالي الرمز والمعنى عبدالله السليمان الخليفي بعارض صحي تطور شيئاً فشيئاً حتى اختطفته يد المنون منتصف ليلة الثلاثاء الثاني من شهر ذي الحجة 1428ه. لقد وقع علي خبر وفاته وقع الصاعقة بل الزلزال.. ألجمني الخبر شل تفكيري أعاق كل أجزاء جسدي عدا عيني من إنزال الدموع. خطوات الوداع الأخير ثقيلة على النفوس والجسد تحطم الأفئدة ويقشعر منها البدن ويعتصرها الأسى ليكشف الصراع النفسي المختبئ داخل النفس تبوح عنه الدموع الحزينة التي سالت على الخد للكثير ممن حضروا جنازتك المهيبة جمعت بحمد الله القاصي والداني وفاءً بوفاء لك رحمك الله فكم كنت للجميع وفياً في أفراحهم وأتراحهم فجزاهم الله خيراً.. في حياتك سيدي ومنذ نشأتك وأنت في جهادكم اتذكر من مواقف وعبر خلال مسيرتك.. كم اطمأنت بك ولك النفوس وإنشرحت بك ولك الصدور.. إن في مشوار الحياة عبر كثيرة ومشوار حياتك الحافل بحمد الله بالعطاء ثم العطاء ثم العطاء لمسقط رأسك وللمحتاجين. سيدي: لا أملك إلا أن أرفع أكف الضراعة للباري جل جلاله ان يستضيفك في جنات النعيم وأن يوسع لك في قبرك وأن ييمن كتابك وييسر حسابك وأن يلحقك بوالدتي الغالية التي سبقتك إلى دار الخلد وكنت مضرب المثل في الوفاء لها رحمكم الله وجمعنا بكم ووالديكم في عليين ورزقنا اللهم بركما إنه على ذلك قدير وأخيراً يا سيدي أظل في حقك مقصراً فسامحني أبي. فلو أن ينبوع المياه محابر وكل نبات في البسيطة أقلام وراموا بأن يحصوا إليك تشوقي لما أدركوا معشار عشر الذي راموا إبنك محمد العبدالله السليمان الخليفي - البكيرية الأم الأمة والجدة الجمة ما بين موسمين عظيمين من مواسم المسلمين هاتفني أخي وشقيقي عبدالمجيد يسألني عن رؤيا رآها فقلت له أرجو أن تكون خيراً، فعقب أليست هذه الرؤيا عادة تعني وفاة أحد المقربين لصاحبها وكان هذا لايخفى علي وقد يكون غير ذلك فدعوت الله أن تكون خيراً. وقبيل الفجر يهاتفني أخي بأن الجدة الغالية (نورة بنت محمد المطلق رحمها الله وأسكنها فسيح جناته) قد توقف قلبها وهي في العناية المركزة وبعد ذلك بأسبوع وفي الوقت نفسه يخبرني بانتقالها إلى الرفيق الأعلى. فإنا لله وإنا إليه راجعون ولكل أجل كتاب فقد حزن القلب وسال الدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها). اللهم اجعلها في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر آمين. وعزائي في مصابي هذا ذكر شيء مما يسعفني به الوقت وتحضر به الذاكرة من صفاتها الجميلة وأخلاقها الحسنة حيث جمع الله لها بين الحسنيين (ولا نزكي على الله احداً) فهي عابدة ذاكرة، لله ساجدة، وقد ختم الله لها بنطق الشهادة ولله الحمد والمنة، كما أنها امرأة واصلة لرحمها مكثرة للصدقة تسعى في حوائج المسلمين وهمتها عالية في ذلك وهذه أعمال خير لها ومتعدية لغيرها. كانت رحمها الله تشفع لكل من يستشفع بها (ومن يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها) وقال صلى الله عليه وسلم "اشفعوا تؤجروا" وقد شفعت لامرأة غريبة مسكينة عند حفيدها (محمد، ابن خالتي) قبل نطقها بالشهادة أربع ساعات ولله الحمد وقدمت شفاعتها بقولها: لا تنهرن غريباً حال غربته... وذلك من شفقتها رحمها الله على تلك المسكينة فهي من ابن السبيل. وأخيراً ومن فضل الله أني أرى ما بذرته جدتي الغالية رحمها الله في ابنتيها حفظهما الله من حب المساكين والسعي في حوائجهم والمبادرة في صلة الرحم وغير ذلك من الأخلاق الحميدة فأسأل الله أن يجعل في جميع ذريتها خلفاً صالحاً ساعياً للخير ودالاً عليه مجتنباً للشر وناهياً عنه. ثم ليعلم القارئ ان ما سبق ذكره غيض من فيض رغبة في عدم الإطالة كما - أضيف لهدف "اذكروا محاسن موتاكم" العبرة والفائدة وليس مجرد الثناء ولا ضير أن نفخر بمن طاع ربه واقتدى اثر نبيه - وقبل ذلك - (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر): كما ان في موته صلى الله عليه وسلم - عزاء لمصابنا، فهنيئاً لذريتها وأخص أمي الغالية وخالتي الحبيبة، وأنوه بأن ذكر ما سبق لا يعني أن نكل العبد إلى أعماله الصالحة حاشا وكلا وإنما نسأل الله أن يتغمدنا وإياها في واسع رحمته.. إنه جواد كريم. فلنحسن الظن بربنا الجواد الكريم الغفور الرحيم الذي تفضل علينا بجوده وكرمه أن كتب على نفسه الرحمة ووسعت رحمته كل شيء وكتبها للمؤمنين الذين يعملون الصالحات . وليد بن صالح الحماد كلمة حق لتلك المرأة الصالحة تلقيت بكل حزن وأسى خبر وفاة أم فهد بن عبدالرحمن الدامر ووالدة حرم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز ليلة الجمعة العاشر من محرم قبل صلاة العشاء خبر صدقته لإيماني بقضاء الله وقدره وصدقوني وقد أرجعت الكلام لمن هاتفني بالخبر (صحيح ماتت) بدون شعور مني وأستغفر الله وأتوب إليه، هذه ليست مقدمة ولكنها نبذة عن من هي أم فهد هي هيا عبدالهادي المجيدير هذه الوالدة العزيزة على قلوب من عرفها فهي قارئة لكتاب الله ودائماً ما اجده امامها مصلية مزكية صائمة متصدقة وليس هذا الكلام من عندي بل ممن عرفها فأكثر معارفها هم المحتاجون لقد قامت ببناء مسجد وشاركت في بناء مسجد وأعطت المنازل لبعض أقربائها من المحتاجين هذا شيء بسيط مما تقدمه شهرياً ودورياً لأسر محتاجة جعل الله ما قامت به شاهداً لها في يوم العرض، فصدقوني لم يكن أحد يعلم بهذه الأمور إلا الله ومن هو قريب منها رحمها الله رحمة واسعة وقد كانت رحيمة بأقاربها وغير أقاربها وإن سمعت بحاجة أحد لا تتردد بالسؤال عنه ومساعدته ونحمد الله انها ابقت لها صدقة جارية وأولادا يدعون لها فهذا هو ابنها البار فهد الدامر وأولاده سيكونون إن شاء الله في مكانها في كل شيء وسيسيرون على نهجها التي نهجته لنفسها وهاهي ابنتها حرم الأمير مشعل بن عبدالعزيز الأميرة د. منيرة محمد البواردي حفظها الله تسير على سيرتها فهذه الابنة الطيبة من تلك الوالدة الحنونة التي هي مقر لكل محتاج من قريب أو بعيد لقد كان منزلها مفتوحاً للأقارب وغير الأقارب وأذكر أنني لا أتردد في زيارتها لانه ليس هناك وقت محدد لزيارتها نزور ونجد الاستقبال الطيب فهي تهتم رحمها الله في جودة وطيب ما تقدم لضيوفها ناهيك عن نصائحها وسؤالها عن الصغير والكبير ولولا راحتها ببعض الأحيان لأطلنا الجلوس ولكن نؤثر راحتها، رحمك الله يا أم فهد وسيفقدك من تحنين عليهم ولكنّ عزاءنا في ابنها وابنتها ان يسيروا فيما سارت عليه رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وللعلم قبل وفاتها ودخولها في غيبوبة كانت تأمر خادمتها ان تعطيها اللبن على نية صوم الخميس كعادتها غير ان القدر سبق وتوفيت وهي إن شاء الله صائمة وفي ليلة جمعة وصلي عليها يوم جمعة، وهذا من فضل الله ومن حسن خاتمتها أدعو الله ان يحسن خاتمة الجميع إنه سميع مجيب. @ محمد ناصر القريوي القحطاني @ عضو مجلس بلدي في محافظة الدرعية حزني الجديد الموت نهاية كل انسان فقد كتبه الله على كل نفس قال الله تعالى (كل نفس ذائقة الموت). فيجب أن نتذكر الموت دائماً ونكثر من ذكر هادم اللذات ونجتهد في الطاعات والعبادات لأن الموت مصيرنا. فالموت انقطاع ومفارقة نفتقد معه أحد الوالدين أو أحد الأبناء أو أحد الأقارب. وما أصعب فراق الوالدين، ما أصعبها من لحظات أن تفتقد أمك التي حملتك وأرضعتك وربتك وعشت معها سنين طويلة وهي ترعاك بحنانها وعطفها وتقدم ما تستطيع لاسعادك وراحتك. والأصعب أن تفتقد أمك ومحبوبتك الغالية مع المرض، خاصة وقد زاد خوفك عليها وارتباطك بها، واهتمامك بها قد زاد وأشتد، وابتهالك الى الله بالدعاء لها لا ينقطع، ولكن ارادة الله كانت فوق كل شيء وجاء أجلها فأخذ الله امانته بعد معاناة من المرض. فأمي الغالية (هيا الغدير) التي أبكي حين اتذكرها ويعتصر قلبي ألماً لفراقها تلك المحبوبة التي لاقت وجه ربها في دارها وبين أسرتها كانت أماً غير الأمهات، كانت أماً عصامية، عفيفة، تقية، طيبة النفس، ظريفة المعشر، طاهرة القلب لذا أوجدت بينها وبين الناس محبة عظيمة فأحبها كل من عرفها لأنها لا تحمل الا الخير في قلبها. وبموتها افتقدت (اسرة الجديد) انسانة عظيمة كرست حياتها لطاعة الله وأعمال الخير فأفتقدنا جميعاً تلك الدوحة الغناء والخيمة الوارفة التي تلم شملنا ونجتمع حولها كل حين تنير لنا دروب الحياة بعلمها ورجاحة عقلها. انتقلت تلك الغالية الى ربها وذكراها الطيبة تعطر كل لسان فبكاها الجميع وهم مؤمنون بقضاء الله وقدره وألسنتهم تلهج بالدعاء (اللهم اغفر لها وأرحمها وأسكنها فسيح جناتك). وجزاك الله عنا كل خير يا أم خالد. ابنتك بأي ذنب قتلت؟ قال تعالى (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي في جنتي). ها أنت يا روح الطفولة المعذبة البريئة ترقدين عند بارئك بسلام، بعيداً عن مخالب الغدر والشر التي قتلت نفساً بغير حق وبلا رحمة أو انسانية! اثارني ما قرأت في صحفنا المحلية عن الطفولة المغدور بها "غصون" وصدمني الخبر! انني اكتب وقلمي يرتجف واردد حسبنا الله ونعم الوكيل؟ كيف اغتال هذا الأب طفلته اين قلبه ورحمته؟ ألم يعلم بأن الله يراه؟؟ كيف طالت يدك ايها الظالم على جسد صغير لا يحتمل ربع العذاب الذي وقع عليه! ما أثارني اكثر هو القتل والتعذيب الوحشي الذي وقع عليها (فحسب ما قرأت) عُذبت الطفلة قرابة السنتين في بيت والدها وزوجة ابيها وبعلم المستشفى والمصيبة الأعظم قرار المحكمة بإعادة الحضانة لوالدها على الرغم من وجود الاثباتات والقرائن التي تشير إلى ما تلقته هذه الطفلة من تعذيب! لماذا يا سيدي العادل حكمت ببراءة الذئب وقتل (الحمل المغدور) لماذا!! اما والدة الطفلة المكلومة فعسى الله ان يكون في عونك وعظم الله اجرك فحسب ما قرأت انك استنجدتِ بحقوق الانسان ولكن ما من مجيب مع ان هذه المنظمات تستطيع ان تفعل الكثير لو أرادت؟ سؤال صريح وليس تلميحاً اين جمعية حقوق الانسان والعدالة اين جمعية حقوق الاطفال والعنف الاسري والا كما يقول المثل (طاح الفاس بالراس) وبعد ان تموت البراءة وتغتال الطفولة تظهر الشعارات والخطابات!! والآن وبعد ان مضى على وفاتها ايام ترى من سيكون التالي طفلُ مَن؟ لقد كانت هذه الطفلة تحلم بحياة بسيطة كلها حب وحنان وعطف وامن واستقرار.. مطالب بسيطة لم تفق الخيال! من قتل روحها؟ فليس من قتلها والدها فقط بل المجتمع شريك في هذه الجريمة الشنعاء؟ انها جريمة كاملة وواضحة ولكن من عادة مجتمعاتنا غض الطرف وكأن شيئاً لم يكن!! هذه الجريمة ليست الأخيرة بل هي ربما رقم ألف او ألفين ولكن نحن لا نريد ان نصل لأرقام قياسية في ازهاق ارواح بريئة.... كل ذنبها انها اتت لواقع يرفضها وليس لها حيلة؟؟ من حق الطفلة المغدورة علينا في مماتها ألا نصمت. فقد قال صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان). نحن في عصر الصحوة بقيادة والدنا العادل ملك الانسانية خادم الحرمين الشريفين الذي يحثنا على ان نكون (كالبنيان يشد بعضنا البعض). لنتكاتف يداً بيد ويكون كل مواطن سعودي وكل قلم ضد الظلم والوحشية وان نستنكرها فلا حجاب بيننا وبين ولاة امرنا.. فلنغير المنكر قبل ان يعم الظلم والفساد وتموت فينا الانسانية والرحمة!! لنحب بإنسانية وليكن كل بيت هو منظمة حقوق انسان ومنظمة تستنكر العنف الاسري ولنقف بوجه الظلم والعدوان الذي طال الانسانية بقيادة ولادة امورنا. ريما الرويسان