يعاني مركز النور الإسلامي في مدينة ميلوز الفرنسية منذ 8 أعوام، من التعثر في الإنشاء والتوقف لفترات طويلة لقلة السيولة المالية حتى بات المبنى الأشهر في المدينة جراء عدم اكتمال نموه. ويعد مركز النور الإسلامي المشروع الأضخم على مستوى أوروبا قاطبة، يقع على مساحة تزيد عن ال 4200 متر مربع في واجهة المدينة ويحظى بميزة استثنائية تتمثل في وقوعه على مثلث حدودي بين دول ألمانياوفرنسا وسويسرا.
بدأت فكرة المركز منذ الثمانينات الميلادية، ولكن قلة الموارد آنذاك أوقفت تلك الفكرة ولم تعد من جديد إلا بعد أن تزايد أعداد المسلمين وبلغ ما يقارب 50 ألف نسمة وهو ما يمثل 20٪ من سكان المدينة.
كانت البداية الفعلية عام 2006م حيث وضعت رابطة مسلمي الالزاس- الإقليم الذي تتبع له المدينة- حجر الأساس وكانت الفكرة أن يأتي الدعم المالي من خلال مسلمي ميلوز وعبر الجهات الحكومية الفرنسية ومن خلال الجمعيات الخيرية إلا أن المشروع الضخم لم يكتب له النهاية السعيدة حتى الآن.
يقول نائب رئيس المجلس الإسلامي في المدينة عبدالناصر القاضي: منذ نهاية المخطط الهندسي للمشروع انطلقت الأعمال عام 2009م وسط شلالات من الفرح في أوساط المسلمين، ولكن للأسف توقف المشروع عام 2011م وعاد للعمل قبل عدة أشهر ونأمل أن لايتوقف من جديد، خصوصاً وأن المبلغ الذي نحتاجه قد يصل إلى 15 مليون يورو لضمان الانتهاء من المركز الأضخم أوروبا عام 2016م.
ويستطرد: بلدية المدينة دعمتنا بمنح الأرض في البداية، خصوصاً وهم يعلمون جيداً أن المركز سيقدم العديد من الأعمال الجليلة لأبناء المدينة من المسلمين وغيرهم.
ويتكون المشروع من عدة أقسام متنوعة على ارتفاع أربعة طوابق، ويضم مسجداً للرجال وآخر للنساء ومدرسة نظامية للأطفال تستوعب 300 طالب ومركزاً دعوياً للتعريف بالإسلام والعناية بالمسلمين الجدد، ومعهداً لتعليم اللغة العربية ومبادئ الإسلام ومركزاً للإرشاد الأسري ومركزاً ثقافياً وآخر صحياً ترفيهياً ومنشآت خدمية ترفيهية كالمسبح وسوبر ماركت ومطعم وقاعة أفراح وجميعها سيكون دخلها لتشغيل المركز الإسلامي.
ويعتقد القائمون على المركز أنهم سينجحون بعد تشغيله في جذب الأسر المسلمة وخفض مشاكلهم الأسرية، وسيساعد أيضاً في تعليم اللغة العربية لأكثر من 800 شاب وطفل سنوياً وتخريج ما لايقل عن 20 حافظاً للقرآن سنوياً.
ويضطر أهالي مولوز حين يذهبون لمركزهم الحالي للتزاحم داخل شقة لا تزيد مساحتها على 200 متر يمنون النفس أن ينتهي المشروع سريعاً وينعمون بخدماته الجليلة خلال وقته المحدد.