ساهمت المملكة في تمويل بناء المسجد الكبير في مدينة ستراسبورغ الفرنسية وذلك بمبلغ خمسة ملايين ريال سعودي.وتقوم السفارة السعودية في باريس بالإشراف وتقديم المساهمة السعودية على دفعات متفرقة لمقاول المشروع على أن يتم الانتهاء من بنائه في شهر رمضان القادم.وسلم سفير خادم الحرمين الشريفين في باريس الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ مدير المسجد مبلغ مائة وسبعة وستين ألف يورو تمثل الدفعة الأولى من مساهمة المملكة. إلى ذلك أفاد السفير آل الشيخ في تصريح صحفي على أن السفارة عنيت بالتقيد بأنظمة المملكة وقوانين الجمهورية الفرنسية ذات الصلة ليتم إنجاز المشروع الذي بدأ العمل فيه منذ العام 2007 وذلك بعد موافقة سلطات إقليم الالزاس في تخصيص قطعة أرض بمساحة عشرة آلاف متر مربع لتضم مسجدا يتسع لحوالي ألفي مصلٍ ومركزا ثقافيا وتعليميا يعنى بعقد الندوات والمؤتمرات الخاصة بنشاطات ابناء المسلمين الفرنسيين في ستراسبورغ.وقال بأن الدفعات القادمة سيتم تسليمها بناء على مستخلصات يقدمها مهندس المشروع المكلف من قبل سلطات المدينة لمتابعة أعمال الشركة المنفذة.وأكد السفير آل الشيخ على أن المملكة تحمل على عاتقها هموم المسلمين أينما كانوا وتسعى لدعمهم وذلك تمشياً مع قوانين الدول التي يعيشون فيها معولا على هذا المشروع في أن يقدم رسالة التسامح السامية للدين الإسلامي وتصحيح الصورة المغلوطة التي التصقت به عند بعض أبناء الديانات والثقافات الاخرى. وأفاد مدير المسجد على أن مبادرة المملكة سيكون لها الأثر الأكبر في قلوب أكثر من ستة ملايين مسلم يعيشون على الأراضي الفرنسية بحكم أن هذا المشروع سيكون ثاني أكبر مسجد في أوروبا بعد مسجد روما،وذلك للمكانة الثقيلة التي تحتلها المدينة من خلال قانون محلي يسمح بممارسة الشعائر بحرية كما يسمح للدولة بتمويل وصيانة المرافق الدينية على خلاف باقي مدن فرنسا التي يحرم فيها القانون على السلطات العمومية تمويل دُور العبادة أياً كانت طبيعتها.كما أشار الى الأهمية الكبيرة التي تحملها ستراسبورغ على الساحة الدولية باعتبارها عاصمة الاتحاد الأوروبي وتضم حوالي 20 مؤسسة أوروبية منها البرلمان الأوروبي ومعهد حقوق الإنسان.وأضاف أن المشروع سيجمع بين فن العمارة الإسلامي والطراز العمراني للمباني الفرنسية كما سيعلو المسجد مئذنة بارتفاع 30 متراً.