بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في فرنسا الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ، دشن وزير الداخلية مانويل فالس، نيابة عن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مسجد ستراسبورغ الكبير وذلك وسط احتفال رسمي حضرته شخصيات رسمية فرنسية وإسلامية. وقد ألقى وزير الداخلية الفرنسي كلمة في الحفل أشار فيها إلى أن المسجد كان حلما تحمله القلوب لكنه تحول إلى حقيقة على الأرض، مؤكدا أن مسلمي فرنسا يجب أن يتمتعوا بأماكن مقدسة لعبادتهم، و توجه بالشكر إلى المملكة إزاء مساهمتها في تمويل بناء المسجد الكبير في ستراسبورغ، وذلك بمبلغ خمسة ملايين ريال سعودي. مسجد ستراسبورغ الكبير من جانبه، أوضح السفير الدكتور محمد بن إسماعيل آل الشيخ في تصريح صحفي على هامش الافتتاح بأن المشروع بدأ العمل فيه منذ العام 2007م، وذلك بعد موافقة سلطات إقليم الالزاس في تخصيص قطعة أرض بمساحة عشرة آلاف متر مربع لتضم مسجداً يتسع لقرابة ألفي مصلٍ. وأضاف السفير قائلاً "خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) يحمل على عاتقه هموم المسلمين أينما كانوا" مضيفاً بأن توجيهات خدم الحرمين الشريفين تنص على دعم المسلمين في الدول الغربية بما فيها فرنسا بما يتلاءم ويتطابق مع قوانين الدول التي يعيشون فيها. وأشار السفير إلى أن المملكة تعول على كافة ما تدعمه من مشاريع في نشر تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه التي تؤكد على نشر التسامح والتعايش بسلام، إضافة إلى تصحيح الصورة المغلوطة التي التصقت عند بعض أبناء الديانات والثقافات الأخرى". من جهة أخرى ، ذكر رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية محمد موسوي أن مبادرة المملكة سيكون لها الأثر الأكبر في قلوب أكثر من ستة ملايين مسلم يعيشون على الأراضي الفرنسية، بحكم أن هذا المشروع سيكون ثاني أكبر مسجد في أوروبا بعد مسجد روما، وذلك للمكانة الكبيرة التي تحتلها المدينة من خلال قانون محلي يسمح بممارسة الشعائر بحرية، على خلاف باقي مدن فرنسا التي يحرم فيها القانون على السلطات العمومية تمويل دُور العبادة أياً كانت طبيعتها. هذا وتنبع أهمية هذا المسجد بوقوعه في مدينة ستراسبورغ، والتي تعد عاصمة الاتحاد الأوروبي، وتضم قرابة 20 مؤسسة أوروبية، منها: البرلمان الأوروبي، ومعهد حقوق الإنسان.