قال الشيخ عبد الله بن محمد الجرفالي إمام وخطيب مسجد الميقات بالمدينةالمنورة إنه مع تقدم العصر وتطور التقنية أصبح بعض المعتكفين يخلون بجهاز الكمبيوتر المحمول داخل المعتكف والآي باد والأجهزة الأخرى بدلاً من القرآن، وبدلاً من أن يبكوا من ذنوبهم، وأن يندموا على تفريطهم. وفي التفاصيل، قال "الجرفالي" عن الجوالات وفتحها على المقاطع داخل المعتكف: "حدث ولا حرج؛ ما يجعل البعض يشحن جواله باستمرار من المسجد. وحدثني بعض الموظفين في مسجد كبير عظيم أنهم وجدوا أربعة أشخاص يلعبون الورق وهم معتكفون!".
واستطرد بأن "هذه الصور من الاعتكاف المعاصر لم تعرف معنى الاعتكاف، ولذلك تجدهم يخرجون من الاعتكاف كما دخلوا، بل أسوأ من ذلك".
وذكر الجرفالي أن المعتكف ترك والديه وأولاده وزوجته يرجو رحمة ربه، وليس للنزهة والترفيه عن النفس.
وقال الشيخ الجرفالي إن الاعتكاف هو لزوم المسجد للطاعة، وليس لتضييع الأوقات في تجمعات وجلسات محفوفة بالضحك الذي يسمع من مسافة، والاعتكاف للطاعة وليس لغيبة المسلمين أو التعليق على الأئمة أو السخرية من الآخرين.
وأوضح أن الاعتكاف ليس للمناقشات السياسية ولا لتداول آخر الأخبار، وينبغي معرفة حقيقة الاعتكاف قبل فوات المطاف، والعود بالخسارة والجفاف.
واختتم الجرفالي قائلاً: "طوبى للمعتكفين أصحاب القلوب المنكسرة، طوبى لمن خلا منهم بنفسه وذرفت عينه خشية من الله".