في خطوة تصعيدية تنذر بفشل المصالحة الخليجية بشكل رسمي، عاودت قناة الجزيرة القطرية مسارها المعهود منذ سنين لبث الفتنة بين الدول العربية، ومهاجمة السعودية قيادة وشعباً، وهو المسار الذي من أجله تم إنشاء هذه القناة. وفي تقرير للجزيرة، هدفه إثارة الفتنة بين مصر والسعودية، حمل عنوان "رسالة عبدالله للسيسي.. تهنئة أم أمر ملكي؟"، استدعت فيه الكارهين والحاقدين على بلاد الحرمين الشريفين بأخذ آرائهم حول هذه البرقية التي زعمت فيها أن المصريين، وخصوصاً مؤيدي السيسي، شعروا بالغضب من هذه البرقية، وقدمت قائمة طويلة من الاتهامات التي تتحدث عن أن السعودية تحارب الإسلام، ووصلت مزاعم التقرير إلى استهداف القيادة السعودية والعائلة الحاكمة واتهام السعودية بتهم غير لائقة، من ضمنها أنها أداة أمريكا في المنطقة. وفي الحال جاء الرد عبر وسم "الجزيرة تسيء للسعودية من جديد" على تويتر، انبرى فيه المئات من المغردين السعوديين والخليجيين للدفاع عن السعودية وعن الملك عبد الله ومواقفه المشرفة، وطالبوا بمعاقبة قطر، وبتشديد العقوبات على قطر، وخصوصاً أن النظام في قطر دأب منذ سنوات على مهاجمة السعودية في الخفاء والعلن، والتخطيط لتقسيم السعودية، وهو مخطط أنفقت عليه المليارات، وما زالت مستمرة في تنفيذه. من جهته، قال سلمان الدوسري رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية في تغريدة له ردًّا على هذا التقرير: "بعض الخلافات تنحدر؛ فلا تستطيع الانحناء للرد عليها". وأضاف في تغريدة أخرى: "من علامات المنافق: إذا خاصم فَجَر". وقال الأمير الدكتور خالد آل سعود ردًّا على هذا التقرير: "صدق الله القائل في كتابه {قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر}". وفي السياق نفسه عبَّر الدكتور عبدالعزيز الخميس رئيس تحرير صحيفة العرب اللندنية أبرز الداعين إلى تشديد العقوبات على قطر بقوله: "قُلْتها مراراً، لن يرتدعوا بل سيزيد غيُّهم وحربهم على بلادنا. الكرة في مرمى صانع القرار بأن يكون الرد حاسماً وقوياً". وسرت تقارير إعلامية تتحدث عن أن النظام القطري طلب من السعودية والإمارات إبعاد شخصيات إعلامية سعودية وإماراتية، هاجموا قطر في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر منابر إعلامية أخرى، وهي الخطوة التي وصفها العديد من المراقبين بأنها علامة على عدم رغبة النظام القطري في تنفيذ اتفاقية الرياض باختلاق أعذار وشروط غير منطقية. وتسربت تسجيلات صوتية، تثبت تآمر النظام القطري على السعودية، ورغبته في تقسيم السعودية عبر التخطيط مع البريطانيين والأمريكان، وبمشاركة معمر القذافي، واستهداف السعودية عبر محاور عدة من الداخل والخارج، وعبر قناة الجزيرة التي دأبت منذ سنين طويلة باستهداف السعودية بشكل مستمر.