لا يسيء لسمعة السعودية، ويشوِّه مكانتها الحضارية إعلامياً أكثر مما يحدث حالياً عند استقبال الجماهير الرياضية للمشاهير من مدربي ونجوم كرة القدم الدوليين المنضمين للأندية السعودية عند وصولهم للمطارات المحلية، وما يصاحبها من أحداث مزعجة، وفوضى، وزحام، ومشاجرات، ومضايقات للنجوم وغيرهم من المسافرين الآخرين، تتناقلها وكالات الأنباء العالمية في كل مرة بشكل مخجل، يعكس "مهازل" تنظيمية، وفوضى إدارية، تتشارك في مسؤوليتها إدارات المطارات، والأندية الرياضية، والجهات المنظمة لمثل هذه المناسبات، والتي لا تقدم صورة مشرّفة عن الوطن. إن الذين تابعوا ما تكتبه وكالات الأنباء، وما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي، وما يتناقله الملايين حول العالم من متابعي كرة القدم، وتناولهم بالسخرية، والتعليقات الطريفة عن "حفلات" الاستقبال المعتادة، وصور ولقطات الفيديو للجماهير الرياضية السعودية في المطارات، وفوضى استقبالهم اللاعبين، ومطاردة المشجعين للمدربين... ليثير الاستفهام حول استمرار هذه المناظر المزعجة التي شوَّهت صورة بلادنا أمام الآخرين، وهي أحداث لا يمكن أن نراها في مطارات الدول الأخرى؛ حيث الترتيبات تكون على مستوى عالٍ من الانضباط، والأمن.
إن ما تم تداوله أخيراً من صور ولقطات لمدرب الهلال الجديد لدى وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وهو يهرب راكضاً، والعسكري يسحبه بقوة من يده عبر أروقة المطار، نزولاً إلى السلالم حتى مواقف السيارات، وبعض الجماهير تطارده قبل أن يضطر للهروب في سيارة أحد المصورين لهو مشهد فوضوي مخجل أساء كثيراً لصورتنا، ولجماهيرنا، والتي قال عنها أحد الإعلاميين الرومانيين: "ما حدث أمر مزعج ومنظر مقزز ومعيب". وهي لقطات تعيد للأذهان المشاهد الغريبة، والفوضى الكبيرة عند وصول نجم برشلونة الأرجنتيني "ميسي" عام 2012م للرياض للمشاركة في مباراة ودية بين منتخبي الأرجنتين والسعودية، وصوره وهو يظهر مرعوباً، ومحاصراً من الجماهير الكثيفة، ومن رجال الشرطة السعودية بأسلحتهم الرشاشة التي انغرس أحدها في وجهه. كما لا تزال ماثلة صورة تذمُّر المصارع العالمي "جون سينا"، وهو في ينتظر حقائبه لفترة طويلة في صالة الوصول في مطار الرياض، وغيرها من المواقف والأحداث التي لا تعكس الصورة الحقيقية التي نريدها عن الوطن.
وكان عدد من المغردين السعوديين قد شنَّ في مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً حاداً على طريقة استقبال مدرب الهلال الجديد، ووصفوه ب"الفضيحة". وتساءل بعضهم: "كيف يكون استقبال مدرب بهذا الشكل؟".
أما عن أسباب سوء التنظيم فيوضح ل"سبق" مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران المدني السعودي أن هذه الفوضى التي تحصل عند استقبال اللاعبين، والمدربين سببها إدارات الأندية، والجهات المنظمة لمثل هذه المناسبات التي لا تنسق مع الهيئة سلفاً بموعد وصول اللاعبين أو المدربين إلى المطارات السعودية، وأن هذا هو السبب المباشر لسوء التنظيم الذي يحصل في كل مرة. مؤكداً أهمية وضع الترتيبات لضمان عدم الازدحام داخل المطارات، وتخفيف الازدحام في المواقف وعدم الإزعاج؛ فالمطار منفذ جوي لمختلف المسافرين، على حد تعبيره.
إن حدوث مثل هذه التصرفات من الجماهير الرياضية لمختلف الأندية في المطارات عند استقبال اللاعبين والمدربين يسبب التزاحم، ويربك عمل المطارات، ويزعج المسافرين الآخرين، ويتطلب من الجهات المسؤولة في القطاعات الأمنية، والرياضية، وإدارات المطارات السعودية، والأندية السعودية، والرئاسة العامة لرعاية الشباب، والاتحاد السعودي لكرة القدم التنسيق المسبق؛ لوضع تنظيم ملزم، وانضباط حاسم عند استقبال المدربين والنجوم القادمين إلى البلد؛ حتى لا تتكرر مثل هذه المناظر المسيئة لنا.