أكد وزير التربية والتعليم رئيس وفد المملكة إلى الدورة 22 للمؤتمر العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أن مشكلة الوطن العربي تربوية قيمية أخلاقية، وأن المخرج الوحيد من هذا النفق هو في تطوير التعليم والعناية بمخرجاته. وقال "الفيصل" في كلمة له خلال أعمال اليوم الثاني للمؤتمر الذي يعقد حالياً بالعاصمة التونسية: "هذه القناعة زادت بعدما تسلمت زمام هذه المهمة في وزارة التربية والتعليم واستمعت بإصغاء لكل الأطروحات المتخصصة من داخل الوزارة ومن خارجها، ثم رسمت مع زملائي في وزارة التربية والتعليم خطة لتطوير التعليم العام ببرنامج تنفيذي ضخم يركز على مجموعة مبادرات".
وأعرب وزير التعليم عن سروره واعتزازه بمشاركته في هذا المؤتمر العربي 22 للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
وأضاف: "لقد شرفني سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود باختياري لأشرف مهنة في الوجود "مهنة التعليم" التي يكفيها شرفاً ومكانة أن أول كلمة نزل بها القرآن الكريم هي "اقرأ" تلك الكلمة الرسالة في عالم كان يملؤه الجهل والأمية".
وأردف: "أنا أعتز بانتمائي لهذه المهنة العظيمة، وأعتز بانضمامي لهذه الكوكبة المتميزة من قيادات العلم والثقافة في الوطن العربي الذين يجمعهم هذا المؤتمر بروح الأخوة وعبق العروبة الأصيل".
وأردف: "مناقشات المؤتمر أكدت قناعتي بأن المشكلة في الوطن العربي تربوية قيمية أخلاقية، وأن المخرج الوحيد من هذا النفق هو في تجويد التعليم والعناية بمخرجاته عبر برنامج تنفيذي ضخم يركز على مجموعة مبادرات هي: إيجاد مميزات وظيفية على مراتب عليا لمديري التربية والتعليم وحوافز مادية مجزية لمديري المدارس والمعلمين المتميزين، إضافة إلى التركيز على مبادرة التأهيل النوعي للمعلمين حيث سيتم إيفاد 25 ألف معلم ومعلمة للخارج للتدريب في مدارس الدول المتقدمة لاكتساب الخبرة ونقل التجربة بالإضافة إلى برامج داخلية".
وتابع: "البرنامج يتضمن كذلك مبادرة التوسع في رياض الاطفال الحكومية بافتتاح الوزارة 1500 روضة أطفال إضافية لما هو قائم حاليا، إلى جانب مبادرة مشروع ربط جميع المدارس والفصول بالإنترنت والتعليم الإليكتروني ومبادرة زيادة مخصصات المدارس حيث سيتم تعزيز اعتماد بنود المستلزمات التعليمية ونفقات النشاطات الرياضية والثقافية ومبادرة مراكز الخدمات المساندة للتربية الخاصة حيث سيتم إحداث خمسة عشر مركزاً متخصصاً لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة واكتشافهم".
وقال "الفيصل": "البرنامج يشتمل على مبادرة أندية مدارس الحي والأندية المدرسية الموسمية المسائية حيث ستجهز الوزارة ألف نادي حي و800 ناد موسمي للبنين والبنات لتكون متنفساً للطلاب والطالبات وأولياء أمورهم وجيرانهم تحت إشراف تربوي ومبادرة المدارس المتخصصة التي تخدم الموهوبين والموهوبات من الطلاب والطالبات في مجالات مختلفة".
وأشار إلى مبادرة وقف التعليم العام حيث سينشأ وقف ضخم يكون ريعه لصالح التعليم العام للاستفادة من الأصول القائمة ولتعزيز الموارد البديلة ومبادرة القسائم التعليمية حيث سيتولى القطاع الخاص تقديم الخدمة التعليمية لبعض الشرائح المستهدفة وتتولى وزارة التربية والتعليم تغطية تكاليف دراستهم من خلال هذه القسائم.
وتطرف الوزير إلى مبادرة المباني المدرسية حيث ستبني الوزارة خلال مدة تنفيذ البرنامج قرابة ثلاثة آلاف مبنى مدرسي حديث ومبادرة استحداث وظائف للحراسات في المدارس.
وقال "الفيصل": "هذا البرنامج التنفيذي تم رفعه لخادم الحرمين الشريفين بتكلفة تتجاوز 80 مليار ريال، وهو ما يعادل قرابة 22 مليار دولار، بالإضافة إلى الميزانية السنوية للوزارة التي تصل إلى 120 مليار، فوافق على تخصيص المبالغ اللازمة لهذا البرنامج فوراً لإيمانه العميق بأن الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان".
وأضاف: "إنني أذكر التجربة لتحفيز زملائي وزراء التربية في الوطن العربي على أهمية المبادرات النوعية لتجويد التعليم".
وأردف: "القرار الذي اتخذته وزارة التربية والتعليم يصب في توجه الجميع نحو العناية باللغة العربية في التعليم حيث تم إلزام جميع المعلمين والمعلمات في مدارس التعليم العام بالحديث باللغة العربية الفصحى في الفصول الدراسية والبعد عن اللهجات والألفاظ العامية وتعويد طلابهم عليها ووضع الحوافز الكافية لتشجيع هذا التوجه".
وأعرب عن شكره وامتنانه لتونس حكومة وشعباً على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وما غمروا به الجميع من تكريم، مقدماً الشكر لمدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" الدكتور عبد الله حمد محارب والعاملين معه على جهودهم المتواصلة لإنجاح العمل العربي المشترك من خلال هذه المنظمة العتيدة.