تحولت أروقة المقر الرئيس لجمعية الأطفال المعوقين بالرياض، أمس الأحد، إلى ساحة منافسة من نوع خاص، إذ شهدت الجمعية على مدى نحو أربع ساعات سباقاً بين نخبة من أبناء الوطن من أجل الظفر بموقع تطوعي وخيري من خلال العضوية بمجلس الإدارة، بما يتيح لكل منهم الإسهام في استكمال مسيرة هذه المؤسسة الخيرية الرائدة. وبالتوازي مع منافسة السباق نحو عضوية مجلس الإدارة، كان أعضاء الجمعية العمومية أيضاً على الموعد؛ إذ حرص العشرات على الحضور والمشاركة في هذا العرس التطوعي في أجواء تميزت بالحميمية والجدية، خاصة في ظل إشراف ممثلي وزارة الشؤون الاجتماعية، وحرصهم على تطبيق معايير الشفافية كاملة. وكانت الشفافية حاضرة أيضاً وبقوة في التقرير المالي الذي قدمه مراقب الحسابات المكلف من قبل الوزارة، والذي أشاد بأداء الجمعية المالي والتزامها التام بالمعايير المحاسبية الدقيقة، وتطبيقها للرقابة عبر عدة مراحل، الأمر الذي حاز على إعجاب وتشجيع الأعضاء، وكان محل اعتزاز الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس الإدارة، والذي قال في كلمته: "إن الجمعية التزمت دوماً بمعايير مهنية راقية وجودة في الأداء، وإبداع في برامج تنمية الموارد". وأعلن أن الجمعية تواجه تحديات عدة في مقدمتها الوصول بمداخيل الأوقاف الخيرية والمشروعات الاستثمارية إلى نسبة 65% من ميزانية الجمعية السنوية التي ستصل إلى نحو 100 مليون ريال مع تشغيل المراكز الجديدة. وقال: "إننا سنعمل على توسيع دائرة برامج التعاون طويلة المدى مع الشركات والمؤسسات الوطنية، كما سنعمل في الدورة القادمة للمجلس على تطبيق الإدارة اللامركزية لتشغيل المراكز بما يمنحها المزيد من المرونة والديناميكية في الأداء، مع استمرارية تطبيق معايير الحدود النوعية في برامج الخدمة والرعاية". وأكد أن "الجمعية تحظى بدعم ورعاية متميزين من قيادات المملكة في إطار الاهتمام الدائم بقضية الإعاقة واحتياجات المعوقين، مشيراً إلى أن الجمعية لم تتبن يوماً مقترحاً وجد رفضاً أو تحفظاً من أصحاب القرار، بل كان الدعم والمساندة دائمين على مدى 30 عاماً". وكانت الأمسية قد بدأت بتدشين الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز لجناح الشيخ محمد بن عبدالعزيز الجميح، والذي يضم قاعة الاجتماعات الجديدة ومكاتب للاستقبال، وقد تم تطويره على نفقة الشيخ محمد الجميح، ثم انطلقت فعاليات اجتماع الجمعية العمومية بعرض فيلم تسجيلي لما تحقق خلال العام الماضي. بعدها ألقى أحد خريجي الجمعية كلمة أثارت إعجاب وتشجيع الحضور، حيث قال الطالب بكلية علوم الحاسب بجامعة الملك سعود الشاب محمد عبدالله الغامدي: "هنا في هذه الجمعية كانت بداية قصتي مع الأمل.. رغم كل مشاعر اليأس التي كانت تحيط بمن حولي، وجدت في هذه الجمعية أناساً مختلفين.. آباء وأمهات وإخوة وأخوات لا هم لهم إلا العمل والحب والتشجيع". وأضاف محمد: "هنا تعلمت كيف أتغلب على ما يراه البعض عجزاً أو إعاقة.. هنا تعلمت الحياة.. هنا تعلمت أن الجميع يريد أن يعيش على قمة الجبل، لكن الكثيرين لا يعرفون أننا نحصل على السعادة في الرحلة إلى تلك القمة، وبأي طريقة وصلنا إليها؟ إنها السعادة والفخر اللذان أعيشهما الليلة، وقد كنتم جميعاً صناعها". واختتم الطالب كلمته قائلاً": "لا أملك إلا الدعاء لكم بأن يجزيكم الله خيراً". عقب ذلك قبل الأمير سلطان بن سلمان رأس الطالب في لفتة أبوية حانية أثارت موجة من تصفيق الحضور والدعاء له. وتلى ذلك تكريم أعضاء الجمعية العمومية الذين مرّ على عضويتهم 20 عاماً، وكذلك عدد من منسوبي الجمعية، ثم قدم المحاسب القانوني تقريره عن الميزانية العمومية للجمعية للعام المالي المنقضي. وفي كلمة الأمير سلطان بن سلمان قال: "لقد تمكنا بفضل من الله، ثم بدعم ومساندة حكومة خادم الحرمين الشريفين، والعديد من القطاعات، وأيضاً تفاعل الأعضاء المميز، من الانطلاق في تحقيق الكثير من تلك الأهداف". ورفع أسمى آيات الشكر والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى مقام سمو ولي العهد الأمين، وإلى مقام سمو ولي ولي العهد؛ لما تفضلوا به -حفظهم الله- من دعم ومؤازرة للجمعية، وكذلك وافر التقدير لحكومة خادم الحرمين الشريفين، وللوزارات والهيئات والشركات والمؤسسات وللبنوك ووسائل الإعلام، ولأصحاب المبادرات من أهل الخير الذين كانوا وراء تواصل أداء الجمعية بهذا القدر المشرّف من المهنية. وفي نهاية الاجتماع أعلن مندوب وزارة الشؤون الاجتماعية عن أسماء الفائزين بعضوية مجلس الإدارة وفقاً لعدد الأصوات، وهم: الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، والدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السويلم، والدكتور زايد بن صالح العلي الزايد، والمهندس عثمان بن حمد الفارس، والدكتور محمد بن عبدالرحمن المهيزع، وحمد بن علي الشويعر، والمهندس عبدالمحسن بن محمد الزكري، والدكتورة ماجدة بنت عبدالحميد بيسار، والمهندس علي بن عثمان الزيد، والدكتور محسن بن علي فارس الحازمي، والدكتورة فوزية بنت محمد أخضر، والدكتور طلال بن سليمان الحربي، وحامد بن محمد العامود، وأسامة بن علي ماجد قباني، والدكتور صالح بن حمد التويجري.