تقاعدت الصحفية الأمريكية المخضرمة المتخصصة في شؤون البيت الأبيض هيلين توماس التي قامت بتغطية أخبار كل رئيس أمريكي منذ جون كنيدي بشكل مفاجئ الاثنين وسط عاصفة من الانتقادات بسبب قولها: "إن اليهود ينبغي عليهم مغادرة فلسطين والعودة لديارهم في ألمانيا أو بولندا". وأعلن تقاعد هيلين (89 عاماً) ككاتبة عمود في سلسلة صحف هيرست بعد أن شوهدت في لقطات فيديو لدى حديثها مع الحاخام دافيد نسينوف على هامش اجتماع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي للاحتفال بشهر التراث اليهودي وهي تقول عن الإسرائيليين: "أبلغوهم أن يغربوا بوجوههم عن فلسطين". وقالت عن الفلسطينيين: "تذكروا أن هؤلاء الأشخاص محتلون وهذه أراضيهم". وأثارت تصريحات المراسلة الصحفية الكبيرة نداءات متعددة لإقالتها، حيث قال أري فليشار المتحدث السابق باسم البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش: "يجب أن تخسر وظيفتها بسبب ذلك". واعتذرت هيلين توماس التي تعتبر عميدة مراسلي البيت الأبيض عن تلك التصريحات. وقالت في بيان صدر مطلع الأسبوع: "آسف بشدة للتصريحات التي أدليت بها الأسبوع الماضي فيما يتعلق بالإسرائيليين والفلسطينيين. وهي لا تعبر عن إيماني العميق بأن السلام لن يحل في الشرق الأوسط إلا عندما تعترف كل الأطراف بالحاجة إلى الاحترام المتبادل والتسامح، وأن هذا اليوم سيأتي قريباً". ودفع هذا الجدل الوكالة التي تنظم لهيلين توماس أحاديثها العامة إلى التخلي عنها كما أدى إلى إلغاء خططها لإلقاء كلمة في بداية الدراسة بمدرسة ثانوية في إحدى ضواحي واشنطن. وقالت مجموعة "هيرست نيوز سيرفيس": "أعلنت هيلين توماس الإثنين إنها ستتقاعد بأثر فوري... جاء قرارها بعد أن سجلت تصريحاتها المثيرة للجدل بشأن إسرائيل والفلسطينيين على شريط فيديو وبثت على نطاق واسع على الإنترنت". وجاء البيان الخاص بهيرست بعد وقت قصير من وصف روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض لتصريحاتها بأنها "مسيئة وكريهة". وغابت توماس عن الإفادة الصحفية في البيت الأبيض الإثنين حيث يحجز لها عادة مقعد بوسط الصف الأمامي. ووصفت رابطة مراسلي البيت الأبيض تصريحاتها بأنها "لا يمكن الدفاع عنها" ورتبت قبل الإعلان عن تقاعد هيلين توماس لعقد اجتماع لبحث مسألة المقعد المخصص لها في الصف الأول في غرفة الإفادات الصحفية بالجناح الغربي بالبيت الأبيض وهي كاتبة أعمدة رأي. وأصبحت هيلين توماس كاتبة عمود في سلسلة صحف هيرست في السنوات الأخيرة بعد أن عملت لعدة عقود مراسلة يونايتيد برس انترناشيونال بالبيت الأبيض. ورأت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن هيلين نظراً لكونها ابنة لمهاجرين لبنانيين فإنها لم تستطع إخفاء تعاطفها مع العرب والفلسطينيين حيث وصفت اعتراض القوات الإسرائيلية لسفينة مرمرة التركية الأسبوع الماضي بأنها "مذبحة".