انطوت قبل ساعات قليلة صفحة مهمة من صفحات الوفاء الأسطورية بين جمهور مليوني أشعل الساحة صخباً طمعاً في استمرار مدرب فريقه، إلى أن صدر قرار مجلس الإدارة الهلالي بإنهاء التعاقد مع المدرب سامي الجابر. وعاش الجميع إثارة هذه اللحظات مع تلك الجماهير العاشقة، التي سطرّت لمحات جميلة من الوفاء شعراً ونثراً وتدويناً وتغريداً، وامتدت هذه المشاعر إلى صفحات الاختبارات النهائية التي عبّر فيها الطلاب عن شغفهم بالموضوع، في مشهدٍ نادر بتاريخ الكرة السعودية.
وبدأ سامي بن عبدالله الجابر، وهو من مواليد 11 ديسمبر 1972، كلاعب كرة قدم سعودي، وكان مهاجماً بنادي الهلال السعودي والمنتخب السعودي سابقاً، ثم عمل قائداً لهما حتى تسلم دفة إدارة الفريق الهلالي في عقدٍ هو الأعلى قيمة لمدرب محترفٍ سعودي.
وعُرف "الجابر"، بتسجيله أهدافاً حاسمة لناديه في المباريات المهمة، وخاض منافسات كأس العالم أربع مرات متتالية، وحقق كأس آسيا 1996 مع المنتخب، ولقب هداف الدوري الممتاز لعامين 1990م - 1993، كما حصل على جائزة الحذاء الذهبي بعد تحقيقه للقب هداف العرب لعام 1990م.
ولم يخل سجل "الجابر" من بعض الألقاب المهمة مثل: أفضل لاعب في كأس الكؤوس الآسيوية السابعة 1996، أفضل لاعب في كأس السوبر الآسيوية الثالثة 1997، أفضل لاعب آسيوي في أشهر يونيو 1997 يونيو 1998م يناير 1999 ديسمبر 1999.
ويعد "الجابر" أكثر لاعب سعودي تسجيلاً لناديه خارجياً حيث أحرز 50 هدفاً رسمياً، وهو أصغر لاعب في العالم يخوض أكبر عدد من المشاركات الدولية حيث خاض مباراته المائة وهو في سن ال 22، كما اختير سفيراً للنوايا الحسنة للأمم المتحده منذ عام 2005 مع زيدان ورونالدو وعدد من مشاهير العالم.
كان "الجابر" أسطورةً أشعلت علاقته بالفريق الهلالي وجمهوره قريحة الشعراء حيث يقول الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن: "أدري أن القرب من قلبك محال.. بس أحس انك كثير تهمني.. شوف بأعتبرك جماهير الهلال واعتبرني مثل سامي وحبني".
ويعتبر "الجابر" رمزاً وطنياً للرياضة السعودية حيث قدّم كل سنوات حياته لاعباً وإدارياً ومدرباً ناجحاً في تاريخ الكرة السعودية.