عُرف عن مواجهاتهما على مر التاريخ الندية والإثارة داخل الملعب بل ان كل مباراة تجمعهما تشتعل قبل أن تبدأ داخل المستطيل الأخضر، فالفترة الزمنية التي تسبق أي مباراة بينهما تشهد شداً وجذباً بين جماهيرهما وكل المنتمين لهما، حتى وإن كانت الكفة في السنوات الأخيرة تميل بشكل كبير للهلال إلا أن نصر كارينو غير وهو ما يؤرق الهلاليين لا سيما وأن آخر "دربي" انتهى نصراوياً، هذا هو حال لقاءات العاصمة بين الهلال والنصر. الفريقان يقطنان في ذات المدينة (الرياض) بل ان مقريهما لا يفصل بينهما سوى شوارع قليلة بيد أن ذلك لم يشفع بأن يكون هنالك توافق بين الناديين وجماهيرهما بل أكاد أجزم بأن الود بينهما مفقود في الجانب الرياضي. الهلال والنصر يعتبران من ركائز الكرة السعودية الأساسية ويُحسب لهما تفريخ النجوم للمنتخبات السعودية، وتاريخياً قدم الفريقان نجوماً كُثر حملوا لواء الكرة السعودية في مناسبات خارجية عده، وأضافوا لها عدداً من الإنجازات التي أبرزت الكرة السعودية للعالم. نجوم الفريقين حققوا الإنجازات للسعودية وأوصلوها للعالمية النصر برز منه عدد من اللاعبين الرائعين على مدار السنوات الماضية نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ناصر الجوهر ويوسف خميس وسالم مروان ومبروك التركي وماجد عبدالله ومحيسن الجمعان وفهد الهريفي، أما الهلال فأنجب للكرة السعودية عبدالله فودة وسلطان بن مناحي وصالح النعيمة وفهد المصيبيح وسامي الجابر ونواف التمياط ومحمد الشلهوب. جميع الأسماء التي ذكرناها من الناديين تعتبر الأبرز ليس على صعيد العالمي والزعيم بل في تاريخ الكرة السعودية، المنافسة بين الغريمين التقليديين وقطبي العاصمة خلقت صراعاً أزلياً في الشارع الرياضي السعودي حول من هو الأفضل، ماجد عبدالله أم سامي الجابر؟. ويعد النجمان من أفضل المهاجمين اللذين أنجبتهما الكرة السعودية إذ قادا المنتخبات السعودية للإنجازات العالمية وهو ما صنع منهما مادة دسمة في وسطنا الرياضي بالرغم من اعتزالهما اللعب منذ فترة طويلة، جماهير الهلال تجزم بأن سامي الجابر أفضل وجماهير النصر تمنح الأفضلية لماجد، ومع الاختلاف الحاصل بين جماهير الفريقين لا تملك "دنيا الرياضة" سوى أن تسلط الأضواء على مسيرتهما من خلال القراءة التالية: "بيليه الصحراء" وصل بالأخضر السعودي والنصر للعالمية ماجد أحمد عبدالله الذي ولد في جدة عام 1955م بدأ حياته الكروية مع النصر عام 1977م وقاد المنتخب السعودي لتحقيق عدد من الإنجازات أبرزها فوزه بكأس أمم آسيا مرتين متتاليتين (1984-1988م)، كما قاد الأخضر السعوي لأول أولمبياد عالمي في لوس انجلوس (1998م)، وكان ماجد عبدالله حاضراً عندما تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم (1994م) للمرة الأولى في تاريخه، النصر حقق إنجازات كُثر بقيادة ماجد عبدالله بلغت 11 بطولة بين محلية وخليجية وقارية لعل أبرزها البطولة الآسيوية التي أوصلت النصر للعالمية (1998م) وهي آخر بطولة رفعها ماجد إذ أعلن بعدها إعتزال كرة القدم. سامي شارك في كأس العالم أربع مرات.. وماجد متمسك برقمه القياسي هدافاً للدوري ست مرات على صعيد الألقاب الشخصية يعتبر ماجد عبدالله أول لاعب عربي و آسيوي يتصدر عمادة لاعبي العالم وكان ذلك في (1995م) إذ استمر عميداً للاعبي العالم ثلاث سنوات، ولا يزال ماجد متمسكاً برقمه القياسي كأكثر لاعب سعودي يحقق لقب هداف الدوري (ست مرات)، وهو الأمر ذاته بالنسبة للقب هداف الكأس (خمس مرات)، كما حصل على هداف العرب والحائز على الحذاء الذهبي مرتين (1981-1989م)، ونال ماجد عبدالله لقب الهداف في مناسبات عدة أبرزها هداف دورة الخليج السادسة للمنتخبات بالمناصفة (1982م)، وهداف التصفيات النهائية المؤهلة لأولمبياد لوس أنجلوس (1984م)، وهداف دورة الألعاب العربية السادسة (1985م)، وهداف دورة الألعاب الآسيوية العاشرة في سيئول (1986م)، وهداف تصفيات أولمبياد سيئول (1988م)، وهداف بطولة الأندية الخليجية مرتين (1991-1997م)، مجلة Asia-Oceania Soccer منحت ماجد عبدالله جائزة أفضل لاعب آسيوي ثلاث مرات أعوام (1984-1985-1986م)، وبحسب ويكيبيديا الموسوعة الحرة فإن ماجد عبدالله سجل للمنتخبات السعودية 139 هدفاً، وسجل لفريق النصر 259 هدفاً رسمياً و64 هدفاً ودياً بما مجموعه 323 هدفاً. ماجد عبدالله أختير لاعب القرن في قارة آسيا وتم تكريمه من رئيس الاتحاد الآسيوي (1999م)، كما اختير كسادس هدافي العالم خلال 120 عاماً خلال الفترة (1888-2008م). المدرب البرازيلي العالمي كارلوس البرتو بيريرا قال عن ماجد: "إنه من أحسن عشرة مهاجمين في العالم"، أما المدرب البرازيلي تيلي سانتانا فقال: "إن ماجد استطاع بموهبته ان يشق طريقه إلى قمة المجد وتربع على عرش النجومية". أعلن ماجد عبدالله إعتزاله اللعب الدولي بعد نهائيات كأس العالم (1994م) واعتزل كرة القدم نهائياً عام (1988م) بعد أن لعب آخر مبارياته مع نادي النصر أمام فريق سامسونج الكوري الجنوبي ضمن نهائي كأس الكؤوس الآسيوية والتي فاز فيها النصر 1-صفر، وبعد اعتزاله اللعب عمل محللاً فنياً. "الذئب" أول سفير في أوروبا وأكثر من شارك وسجل في كؤوس العالم. سامي عبدالله الجابر ولد في الرياض عام (1972م)، لأنه موهبة منذ صغره تنافس على ضمه الشباب والنصر والهلال إلا أن الأخير ظفر بخدماته بعد مجهودات كبيرة بذلها المؤسس الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -يرحمه الله- وكان ذلك في 1407 ه، إنجازات سامي الجابر مع الأخضر السعودي كانت لها قيمتها وتمثلت في الوصول إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات متتالية (1994-1998-2002-2006م) إذ يعتبر الجابر هو اللاعب السعودي الوحيد الذي شارك في نهائيات كأس العالم أربع مرات ويُعد من اللاعبين القلائل على مستوى العالم الذي فعل ذلك، كما حقق الجابر مع المنتخب كأس أمم آسيا (1996م) وقبلها بعامين كان الجابر رفع مع زملائه كأس الخليج للمرة الأولى في تاريخ المملكة (1994م)، قبل أن يعود مجدداً ويلعب دوراً كبيراً في قيادة صقورنا الخضر نحو الذهب الخليجي للمرة الثانية (2002م)، مع الهلال رفع سامي الجابر 18 بطولة تنوعت بين محلية وخليجية وقارية. سامي الجابر الذي يعتبر أول لاعب سعودي يخوض تجربة احترافية في أوروبا وكان ذلك عام (2000م) عندما ارتدى شعار وولفر هامبتون الإنجليزي الملقب ب "الذئاب" هداف الدوري مرتين (1990-1993م)، كما حقق لقب هداف العرب وحصل على الحذاء الذهبي (1990م)، وحصل على لقب أفضل لاعب في مناسبات عدة لعل أبرزها كأس الكؤوس الآسيوية السابعة (1996م) وكأس السوبر الآسيوية الثالثة (1997م) وأفضل لاعب آسيوي في أشهر يونيو (1997-1998م) ويناير وديسمبر (1999م)، سامي الجابر الذي أختير ضمن منتخب نجوم العالم (1993م) يُصنف على أنه أكثر لاعب سعودي تسجيلاً لناديه خارجياً وذلك بتسجيله (50) هدفاً رسمياً أما مجموع الأهداف التي سجلها مع الهلال فبلغت 180 هدفاً، ومع المنتخب السعودي سجل الجابر 44 هدفاً 27 هدفاً منها في مباريات رسمية أثمنها تلك الأهداف الثلاثة التي سجلها في نهائيات كأس العالم في شباك المغرب (1994م) وجنوب افريقيا (1998م) وتونس (2006م)، شهرة الجابر وقيمته الكبيرة جعلت الأممالمتحدة تختاره سفيراً للنوايا الحسنة إلى جانب الفرنسي زيدان والبرازيلي رونالدو (1995م). في 2007م أعلن المهاجم سامي الجابر اعتزال كرة القدم كلاعب لكنه لم يعتزلها نهائياً إذ تحول للتحليل الفني قبل أن يعود مجدداً للهلال ويعمل مديراً للكرة، وبشكل مفاجيء دخل الجابر عالم التدريب إذ رحل من الهلال إلى أوكسير الفرنسي للعمل كمساعد للمدرب.