أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    ورشة عمل لتسريع إستراتيجية القطاع التعاوني    إن لم تكن معي    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فنجان قهوة نقله من حواري سكيرينة إلى قيادة الهلال والمنتخب السعودي
نشر في المدينة يوم 16 - 07 - 2010

من مظاهر النجاح أن تجد جمهورا عريضا يحبك، ورصيدا من الإنجازات تفخر به، واعترافا دائما بأصدقائك ورفقائك الذين بدأت معهم رحلة عطائك، هل حقق الذئب، أو مدمي الشباك، أو سام6، أو المونديالي، أو جابر العثرات، أو رجل النهائيات، أو سيد منطقة الجزاء، أو سامي الجابر، هل حقق كل هذا؟ كنت أفكر به طول الوقت، لا أخفي أنني أحبه، التقيته كثيرا في مناسبات كروية وغير كروية، كنت أتابع أحاديثه في الصحف، وتعليقاته، وجنونه بالكرة، تابعته مهاجما في الهلال وفي المنتخب، وقائدا لناديه الذي حلم وهو في الرابعة من عمره أن يكون بين لاعبيه وتحقق حلمه، تابعته والعيون تبكيه بعد أن أعلن اعتزاله أمام الملايين من محبيه، والتي لم تتركه يهنأ بالاعتزال طوال شهر كامل، فأمطرته بالمكالمات والرسائل تناشده أن يتراجع، كل هذا كان في ذاكرتي وأنا اكتب قصة نجاحه. سكيرينة بنى شهرتها الجابر: سكيرينة (حارة) بنى سامي الجابر شهرتها طفلا، هذا ما يؤكده خبراء الكرة السعودية، وهكذا يروي من هم على مقربة من أول عشرة منازل في ذلك الحي القديم، فالحارة التي لم يكن يذكرها أحد قد صارت لها هالة وهيلمان. لكن سكيرينة تختفي من حياة جابر بعد أن قررت الأسرة الانتقال إلى حي الشفا في جنوب الرياض، نزل هذا القرار نزول الصاعقة على قلب الفتى الناشئ، حيث كان عليه أن يفارق أصدقاءه في الطفولة الذين طالما مارس معهم الشغب وشاركهم الركض خلف تلك الكرة الصغيرة، ومما زاد مساحة الحزن في نفسه ايضًا تركه لمدرسته الابتدائية التي كانت تحتوي على ملعب واسع لممارسة الرياضة، هذه الحصة التي كان سامي يترقبها بفارغ الصبر من بين كل حصص الجدول الدراسي، ورغم كل ذلك الحزن الذي راح يعتصر قلبه لم يكن أمامه سوى الرضوخ لرغبة الأسرة في الانتقال إلى الحي الجديد، هذا الحي الذي شهد مرحلة جديدة من مسيرة عشق كرة القدم، كان فريق الحي الجديد يحمل اسم (الأمجاد). يؤكد الجابر أنه كان من الصعوبة بمكان أن يخترق فريق الأمجاد الذي يطمح للعب معه في حلة بن دايل أثناء منافسة الفرق على دوري الأحياء، وهو يحكي عن ذلك قائلا: كنت أبحث عن مدخل للفريق، أشاركهم التسديد، أحاول إظهار مهاراتي قبل التمرين (أنطط الكرة) ولكنهم يرفضون مشاركتي عند بدء التمرين، وفي إحدى المرات جاءت الفرصة، الفريق بحاجة إلى حارس، أنا جاهز، أجاهر بالصوت علهم يسمعون، وفعلا في موقع الحراسة بدأت، ولكن ما إن انتصف اللعب إلا وأنا رأس الحربة، تركت الحراسة دون سابق طلب وانطلقت للمراوغة بالكرة بعد أن قال لي أحد اللاعبين: أشعر بالتعب فأقنعته بالحراسة، ووافق، ومنذ ذلك الوقت صار أعضاء الفريق يلحون في طلبي للعب معهم في المباريات. وتحقق الحلم: ويؤكد سامي أنه قبل هذا الوقت من قبوله لاعبا في فريق الأمجاد كان يشاهد في سن الرابعة عبر التلفاز كابتن الهلال وقتها عبدالله فودة (العمدة) وهو يرفع درع أول بطولة دوري في السعودية ولم يكن يدور بخلده أنه سيكون النجم الأول في السماء الزرقاء، غير أن الحلم قد تحقق فيما بعد وتحول إلى واقع ملموس وهو يرتدي الفانلة ذات اللونين الأزرق والأبيض مع الفريق الأول. طفل بنصف طفولة: ويتوقف جابر عند طفولته قائلا: أنا طفل بنصف طفولة، وهلال يملأ القلب وحب بلذة العسل لجمهوري، مشيرا إلى لحظات مأساوية وحزينة عاشها وأسرته بعد عجزه عن تحريك الجهة اليمنى من جسمه، حيث كاد الخوف يقتلعهم من أن يكون قد أُصيب بالشلل خاصة بعد فشل الأطباء في تشخيص الحالة فضلًا عن معالجتها وبعد رحلة طويلة مع الحزن والألم. ولم تجد الأسرة أمامهم سوى التداوي بالقرآن على يد أحد المشايخ في منطقة القصيم، كانت هذه الحادثة وسامي لم يتجاوز بعد الثالثة عشرة من عمره، أخبرهم الشيخ وهو يتولى علاجه بتلاوة آيات من القرآن الكريم بأن عين الحسد التي أصابته تمنعه عن المشي والحركة. كان سامي الصغير قد بدأ بممارسة الكرة في حارته القديمة (سكيرينة) في وسط الرياض ورغم صغر سنه وجسمه النحيل فإنه استطاع أن يلفت إليه أنظار أهل الحي والأصدقاء بمواهبه وقدرته على مداعبة الكرة، حيث ظهرت عليه علامات النبوغ في سن مبكرة وهو الأمر الذي فسرته أسرته بالعين. رفضت عرض البكيرية بأربعة آلاف ريال: ويحكي جابر عن هذه الفترة قائلا: في أثناء وجودي بالشيحية والتي تبعد عن بريدة مسافة 40 كم وبعد أن شعرت بالتحسن وأصبحت قادرًا على تحريك قدمي بدأت في مداعبة عشقي الذي طالما سكن قلبي، كانت مهاراتي سببًا في معارك بين شباب الحي حيث يرغب الجميع في انضمامي إليهم، غير أن هذه المشاجرات غالبًا ما تنتهي بطريقة ودية بعد تدخل الكبار من أهالي الحي، وأصبحت سيرتي كفتى قادم من مدينة الرياض تتردد على الألسنة وراحت تنسج الحكايا عني، حتى وصل الأمر إلى المسؤولين بنادي الأمل في البكيرية فعرضوا عليّ التسجيل مقابل أربع آلاف ريال، إلا أن العودة إلى الرياض وقفت حائلًا دون إتمام هذه الصفقة. حلة ابن دايل: ويواصل جابر: بعد العودة من القصيم رجعت إلى رفاقي في (سكيرينة) فأخذت أحدثهم عن رحلة العلاج وعن مبارياتي التي خضتها مع الأطفال هناك، وقصصت على زملائي في ابتدائية عمار بن ياسر كيف عُرض عليّ التسجيل بنادي الأمل بالبكيرية مقابل آلاف الريالات. وكانت هذه القصص كفيلة بزيادة مساحات الإعجاب بي، وتنامي الثقة في نفسي الطموحة، وكنت أشعر بالحزن والألم أن إخوتي لم يكونوا يوافقون على انضمامي للعب معهم في (حلة بن دايل) أثناء منافسات دوري الأحياء إذ كانوا يعتذرون لي بأنني لا أزال طفلا صغيرا. متعثر في الدراسة: ويكشف جابر عن أنه لم يكن متفوقا بالدراسة، وأنه كثيرا ما كان يخونه الحظ في مادة الرياضيات، وقد أكدت شهاداته الدراسية هذا التعثر النسبي، لقد كان يعرف شيئا واحدا هو عشقه لنادي الهلال الذي كبر معه، يقول: عشقي للهلال كبر معي، أسترق السمع عن الهلال من أشقائي الكبار، يتحدثون عن الهلال فأصمت لأسمعهم.. أردد حديثهم لزملاء الحارة.. وفي المدرسة أفاخر بهلاليتي وألصق صور نجومه، وهكذا صار قلبي هلالًا ولونًا أزرقًا موشحًا بالبياض. ويعترف أنه كان يجد صعوبة طوال سني حياته الدراسية في التوفيق بين اللعب والدراسة، يقول: كنت أواجه صعوبة فائقة في التوفيق بين اللعب والدراسة ولكني وفقت في الحصول على شهادة البكالوريوس.. كنت أتمنى مواصلة الدراسة ولكن واجهت صعوبة كبيرة. عبدالله العثمان: ويشير الجابر إلى رجل تكررت صوره بصحبته في مناسبات مختلفة: هذا الرجل خطفني من الحارة إلى الهلال، ويحكي عن الرجل الذي قاربت شهرته شهرة الجابر ويحمل اسم عبدالله العثمان فيقول: هذا الرجل مدير أشبال الهلال سابقا، كان يقدم لي هدايا رياضية، مرة يفاجئني بفانلته وأخرى بحذاء رياضي وهكذا، بل إن عبدالله هو الذي غير موقعي من الوسط إلى رأس الحربة بعد أن لعبت مع فريق الشفاء الذي يلعب له سلطان خميس وعبدالعزيز الرزقان وغيرهما ممن أصبحوا نجومًا فيما بعد. إخوتي تآمروا عليّ: ويحكي الجابر مواقف طريفة تؤكد تعلقه المبكر باللعب مع فريق الهلال فيقول: أتذكر أن والدي قام بشراء دراجتين (سيكل) لأشقائي، وكانوا يذهبون للتمارين ويتركونني، وفي إحدى المرات تآمروا على بعد أن شعروا برغبتي في الذهاب معهم، ركب خالد وعبدالمحسن على الدراجة وشقيقاي الآخران على الأخرى وابن عمي على دراجته، قالوا لى: سنجري سباقا وأنت الحكم، وسننطلق من نقطة البداية التى هي أنا، وابن عمي بدراجته سينتظرهم عند نقطة النهاية ليقرر الفائز، ووافقت، وما إن انطلقوا حتى قالوا لي: عد للمنزل، وأحسست بالقهر، وعدت للمنزل وقلت لوالدتي: إن عادوا وطرقوا الباب اتركيهم في الخارج (اتركيهم ينامون في الشارع)، ووافقت وهي تضحك من انتقامي. وقعت للهلال: لكن اهتمام عبدالله عثمان كان النقطة الأخطر في حياة جابر، فقد كان -والكلام لجابر-: يشركني مع فرق تفوقني مستوى.. مع فريق البديعة والأحمدي وغيرهما، وفي إحدى المرات عدت من الحارة فوجدت سلطان خميس وعبدالعزيز الرزقان في انتظاري أمام المنزل.. أخبراني أنهما يريداني في موضوع مهم قلت لهما ما هو؟ قالا لي: اركب معنا السيارة وركبت فأخذاني إلى نادي الشباب وأخبراني في الطريق أن الأمير خالد بن سعد طلبني للتسجيل للشباب وأخذا يقنعاني بذلك، ووافقت شفويًا وأنا من داخلي قد قررت الرفض، قابلت الأمير خالد بن سعد في مكتبه بنادي الشباب، أخبرني عن رغبته في تسجيلي قلت له لا بد من أخذ رأي والدي في ذلك، فاحترمني كثيرًا وقال: أنتظر منك الرد وعدت إلى المنزل. فوجدت أن بعض النصراويين زملاء شقيقي خالد لدينا في المنزل وكانوا يريدون مني التسجيل للنصر بحكم أن خالد يلعب في النصر.. حاولت الاختباء وبالصدفة جاء عبدالله عثمان فأخبرته وذهبنا ندور بالسيارة حتى رحلوا.. أخبر عبدالله عثمان الهلاليين بذلك وبالذات عبدالرحمن بن سعيد وطلب مني عبدالله عدم الذهاب للمدرسة في اليوم التالي.. وكنت قد أخبرت والدي برغبتي في الهلال فرفض خوفًا علي وبالتالي نفذت رغبة عبدالله وغبت عن المدرسة. وفي اليوم التالي جاء إلى منزلنا عبدالرحمن بن سعيد وهو صديق لوالدي وقال: لن نشرب قهوتك إلا بتنفيذ طلبنا؛ فوافق الوالد، فقال عبدالرحمن بن سعيد: قهوتنا سامي فهو لا بد أن يسجل للهلال فوافق الوالد وسجلت في الهلال بعد أن بذل عبدالله عثمان قصارى جهده لتسجيلي في الهلال وبصمت.. وفي اليوم التالي وقعت في مكتب رعاية الشباب على التسجيل للهلال بوجود عبدالرحمن بن سعيد. لم أسجل بمقابل مادي مشروط وكان همي الأوحد اللعب في الهلال.. في النادي الذي أحببته منذ أن كنت طفلا صغيرا وأخيرًا تحقق الحلم وبالتالي لم أطلب مقابلا للتسجيل. ويواصل جابر الملقب بمدمي الشباك أو الذئب قائلا: كان عمري وقتها خمسة عشر عاما، تدربت مع ناشئي الهلال بوجود المدرب بروشتش ثم انتقلت إلى درجة الشباب ولعبت كلاعب وسط وكأساسي، وشاركت في معسكر مع الفريق استعدادًا لبطولة المملكة للشباب، وكان في خط الوسط منصور الموينع والمدوح وأنا وعدد كثير من اللاعبين، ولعبنا أول مباراة ضد الشباب وتعادلنا صفر / صفر ولعبنا مع التعاون والنصر وأول مباراة رسمية لعبت فيها للهلال كانت ضد القادسية.. وفي السنة التي تليها صعد معظم اللاعبين الشباب إلى الفريق الأول.. كان لدينا مباراة مع الدرعية فجاء عبدالله عثمان إداري فريق الشباب وأخبر مدرب الفريق التونسي بأنني أعطي أكثر في موقع الهجوم والنتيجة آنذاك 0/0 وفي الشوط الثاني وضعني المدرب كمهاجم، ومن ضربة ركنية سجلت هدف الفوز الوحيد في تلك المباراة وبعدها أصبحت في ذلك الموسم هداف المملكة على مستوى الشباب برصيد 18 هدفًا. وفي آخر سنة لي مع درجة الشباب اختارني المدرب كندينيو للفريق الأول، وكنت ألعب أيضًا لدرجة الشباب وأنا في الفريق الأول. ويواصل جابر: أتذكر أننا لعبنا أمام النصر وفزنا 2/1 وبعد تلك المباراة حضرت تمرينا مع شيكاريه وطلبني شكاريه ومساعده اسماعيل راغب.. وقالا لي: تمرن مع الفريق الأول وكنت قد شعرت بأنني سأنتقل للفريق الأول بعد أن قال لي الأمير عبدالله بن سعد وأنا في طريقي للتمرين: كندينيو يبحث عن لاعب مهاجم وأنا رشحتك وقلت له عندي اللاعب الذي سيحل لك مشاكلك، افتخرت كثيرًا بهذا الكلام وتمرنت مع الفريق الأول وكانت هناك مباراة مع فريق درجة ثانية.. وقلت لزملائي خالد حبيب وسلطان الثنيان إنني انتقلت للفريق الأول معهم. وعن كندينو يحكي جابر: كنت أتحرك بالكرة، أسمع كندينو يردد: بسرعة.. جابر بسرعة.. بسرعة سامي جابر.. بصراحة كان زملائي يضحكون ويعتقدون أنه من الصعوبة أن أمثل الفريق الأول، وفي اليوم التالي جاء القرار واسمي في قائمة الفريق الأول وذهبت مع الهلال في معسكر الهلال في البحرين وعدنا فعاد لاعبو المنتخب بعد كأس آسيا 88 م وبصراحة أصبح الكل يردد أنني لن أستطيع الحصول على مركز في الفريق بعودة الجازع وسعد مبارك والثنيان وفي الوسط عبادي والمصيبيح والبرقان وكأن الكل يجمع على أنني ساكون احتياطيًا لفترة طويلة ولكن كندينيو فاجأهم بإشراكي في الوسط مع المصيبيح والهذلول كوسط متقدم ولعبنا أمام الأهلي وانهزمنا 1/0. ويضيف جابر: عندما كنت ألعب للفريق الأول والشباب كان شيكاريه مدرب شباب الهلال يغضب ويعاملني معاملة قاسية.. وقال لي ذات مرة “لا تضع في بالك أنك لاعب كبير، أنت لازلت لاعبا
صغيرا”، ولم أرد عليه وفي اليوم التالي لعبت مباراة مع شباب الهلال وأشاد بي. ويواصل: في العام الثاني لي مع الفريق الأول حققنا بطولة الدوري أمام الأهلي، وفي الموسم الثاني لي أصبحت وصيفًا لهداف الدوري وفي الموسم الثالث حصلت على لقب هداف الدوري وفي الموسم الذي تلاه كنت موقوفًا لذا لم أحصل على اللقب، وفي الموسم الذي تلى الوقف حصلت على لقب الهداف. مراحل أعتز بها: وعن المحطات التي مر بها الجابر واعتبرها علامة في تاريخه الكروي يقول: أكثر مرحلة أعتز بها ذهابي لبطولة النخبة في المغرب؛ فقد عرفني الجمهور خارجيًا وأشاد بي المغاربة كثيرا صحفًا وجمهورا كأصغر لاعب في البطولة ومازلت أعتز بصداقة رشيد الداودي وغيره من لاعبي المغرب في تصفيات بانكوك شاركت منتخب الناشئين وحرمتني الإصابة من الاستمرار، وبعد ذلك شاركته في هولندا وكان إيفو أراديس هو المدرب وعند رحيله أتذكر ما قاله لي حرفيًا.. قال لي: سأواجهك مرة أخرى مع المنتخب الأول وبالفعل حدث ذلك في دورة الخليج بعد إبعاد كارلوس.. وأتذكر أنه عندما دخل الفندق كان أول من قابله أنا.. فصرخ وقال ألم أقل لك سأقابلك مرة أخرى؟ لم أكن أدخل مع اللاعب النصراوي خالد الجابر في خلافات بل كان يوجهني كثيرًا بالرغم من اختلاف الميول، بل إن خالد هو أول من توقع وصولي إلى المنتخب الأول وبالفعل وصلت.. وحكايتي مع المنتخب مليئة بظروف غريبة جدًا.. فأول مباراة لعبتها مع المنتخب كانت ضد نادي أدونيس الدانامركي وأحرزت فيها هدفًا ولكني مررت بضروف غريبة فعلًا. مفارقات: وفي دورة الخليج بالكويت اخترت ولم يشارك المنتخب آنذاك وفي الصين اخترت وحرمتني الإصابة.. وفي المنتخب الأولمبي شاركت فقط ثلث ساعة وتسببت في ضربة جزاء للمنتخب ولم ألعب في المباراتين المتبقيتين، وفي البطولة العربية بسوريا كنت احتياطيًا ولم ألعب إلا كاحتياطي أمام الكويت وفي تلك المباراة أحرزت هدفا ولعبت في المباراة التى أعقبتها أمام مصر كوسط أيمن.. وفي بطولة القارات بالرياض شاركت أمام أمريكا وسببت ضربة جزاء للمنتخب وأصبت أمام الأرجنتين ولم أكمل تلك البطولة.. وفي دورة الخليج بقطر كنت كمتفرج ولم أشارك إلا ربع ساعة فقط أمام عمان ومثلها أمام الإمارات كلاعب وسط. وفي ماليزيا في بداية تصفيات كأس العالم أعتقد أن الحظ كان أفضل وقدمت مستوى قد أقول عنه إنه جيد وعندما عدنا إلى الرياض للمشاركة في مباريات الإياب أصبت أمام ماكاو حقيقة لم ألعب للمنتخب سوى ست مباريات شبه كاملة وفي كل مباراة أحرزت هدفًا، ولهذا أقول إنني واجهت ظروفًا صعبة للغاية. ولفرهامبتون: وعن احترافه مع نادي ولفرهامبتون الإنجليزي لمدة أربع أشهر “أنا راض تماما عن تلك التجربة ويكفي أنني أول لاعب سعودي وخليجي يحترف في انجلترا”. الاعتزال: ويختتم الذئب الحديث عن مشوراه الكروي بقوله: بعد مسيرة دامت لأكثر من عشرين سنة في الملاعب، اعتزلت بحفل كبير شهد مشاركتي في مباراة تكريمية مع الهلال أمام العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد في 21 يناير 2008 وأمام حضور يزيد على السبعين ألفا يتقدمهم رئيس الاتحاد السعودي سلطان بن فهد في لقاء انتهى لصالح الهلال السعودي بثلاثة أهداف سجلها كل من ياسر القحطاني 16 وأنا سامي الجابر 39. وبدر الخراشي 74. مقابل هدفين لمانتشستر يونايتد سجلها كل من كارلوس تيفيز .25 وكرستيانو رونالدو.33. هداف إلى النهاية: وحول تسجيله الكثير من الأهداف مع الهلال والمنتخب السعودي حتى اعتزاله «أليس هذا أمرًا مدهشًا؟ (ضاحكًا) إنه أمر مثير للغاية أن أستمر في إحراز الأهداف حتى نهاية حياتي الكروية”. ---------------------- أشد ما أعجبني في سامي الجابر ردوده في المقابلات الصحافية، خاصة فيما يتعلق بالحياة الخاصة بعيدا عن الملاعب وأضوائها، فعندما تسأله عن الأشياء التي تقلقه فإنه يجيب بيقين المطمئن بأن القلق يساور أي شخص لكنه لن يسيطر عليك إن تغلبت عليه بذكر الله. وعندما تسأله من أصدقاؤك فيجيب بأنهم زملاء دراسة وزملاء ملعب وأقارب، وأصدقائي أيام حارتنا الحلوة، في تأكيد على استمرار الروح وجلائها منذ الطفولة وحتى بعد الاعتزال، ليس هناك منسيون في حياته. وعندما تسأله عن الشعر: هل تحبه فيجيبك بسؤال أشد: ومن منا لا يحبه؟ وعندما تسأله ماذا يعجبك في المرأة فإنه يجيب: بساطتها، وعندما تسأله: متى لا تقوى على الحب؟ فيجيبك ببساطة: حين يكون استبدادًا. وبنفس البساطة والدفء تجيبك زوجته أم عبدالله حينما تسألها عن معجبات لسامي قائلة: بالعكس أعلم تماما أن كل رجل مشهور له جمهوره وخاصة بشخص مثل سامي، وكثيرا ما تأتي معجبات عندما نخرج للأماكن العامة، تطلب أن يقوم بالتوقيع لهن، وحتى عندما نسافر لخارج المملكة كثيرا ما تأتي معجبات تطلب أن تتصور مع سامي، وهذا لا يزعجني لأني أعرف زوجي جيدا وأعرف سمو أخلاقه والحمد لله، ولأني قد قمت بأقلمة نفسي على ذلك، وربما تخصصي (علم نفس) ساعدني جدا حيث جعلني أتكيف على مثل هذه الأجواء. وعندما تسألها عن مشاكل التعصب باعتبار أن عمها نصراوي وزوجها هلالي تجيب: بالعكس والدي واثنان من أعمامي هم نصراويون ولكن علاقتهم بسامي رائعة جدا، فهم يقولون إن سامي يختلف عن كل لاعب فهو دبلوماسي ومحبوب، ولكن عمي إذا شاهد ابني عبدالله يضحك يقول لن أرتاح حتى آخذ عبدالله لنادي النصر. إنها البساطة المتبادلة، والدفء المقيم في علاقة كل منهما بالآخر، والدبلوماسية التي تحلى بها الزوج الشهير وتعلمتها الزوجة وأحبتها. ------------------------- السيرة الذاتية هو: سامي بن عبدالله الجابر تاريخ الميلاد: 11 ديسمبر 1972 م المباريات الدولية: 151 مباراة الطول: 175 سم رقم الفانلة: 9 النادي:الهلال - السعودية المركز: هجوم الحالة الاجتماعية: متزوج، وله بنت وولد سامي الجابر كابتن ومهاجم نادي الهلال السعودي سابقا، وقائد المنتخب السعودي سابقا. يعرف بتسجيله أهدافا حاسمة لناديه في المباريات الهامة، ويعد أحد اللاعبين القلائل على مستوى العالم الذين خاضوا منافسات كأس العالم أربع مرات متتالية، والآسيوي الوحيد الذي سجل في 3 مونديالات عالمية مختلفة. نشأ في بيت شعبي في حي «سكيرينا» القديم في العاصمة الرياض مع تسعة من أشقائه. الإنجازات الشخصية: هداف الدوري موسم 1990 الحذاء الذهبي للاعبين العرب 1990 المركز الثاني للهدافين موسم 1991 أفضل لاعب في البطولة العربية 1995 هداف البطولة العربية 1995 أفضل لاعب في كأس الكؤوس الآسيوية 1997 أفضل لاعب في كأس السوبر الآسيوية 1997 أفضل لاعب في آسيا شهر يونيو 1997 هداف بطولة الخليج للأندية 1998 المركز الثامن بين هدافي العالم 1998 أفضل لاعب في آسيا شهر فبراير 1998 أفضل لاعب في اسيا شهر يناير 1999 أفضل لاعب في اسيا شهر ديسمبر 1999 المركز 32 في أفضل لاعبي العالم 2000 هداف البطولة العربية 2001 جائزة من أفضل لاعبي العالم الذين قادوا منتخباتهم لكأس العالم 2002 أفضل لاعب عربي 2001 الإنجازات مع المنتخب: سجل 32 هدفا دوليا المركز الثاني كأس العرب 1992 التأهل لكأس العالم 1994 كأس الخليج 1994 كأس آسيا 1996 التأهل لكاس العالم 1998 المركز الثاني كأس آسيا 2000 التأهل لكأس العالم 2002 كأس الخليج 2002 الإنجازات مع النادي: سجل أكثر من 150 هدفًا مع النادي بطولة الدوري تحت 17 لعام 1987 كأس الخليج تحت 17 لعام 1988 بطولة الدوري تحت 17 لعام 1989 بطولة الدوري تحت 19 لعام 1989 بطولة الدوري السعودي أعوام 1990 - 1996 - 1998 كأس الأمير فيصل عامي 1995 - 2000 كأس الاتحاد السعودي أعوام 1990 - 1993 - 1996 - 1999 البطولة العربية لأبطال الدوري 1995 - 1996 كأس السوبر الآسيوي 1997 كأس الكؤوس الآسيوية 1997 كأس الخليج للأندية 1998 البطولة العربية للأندية 2001 كأس الملك عبدالعزيز 2000 ويعتبر سامي الجابر الهداف التاريخي لنادي الهلال ب 280هدفا، وقد اختير سفيرا للنوايا الحسنة من قبل الأمم المتحدة منذ عام 2005 مع زيدان ورونالدو وعدد من مشاهير العالم. ---------------------------- • الأمير سعود بن تركي: تاريخ سامي ناصع وزاهر بالإنجازات على مستوى النادي والمنتخب، والموقع الالكتروني الذي يتضمن تاريخ سامي يجب أن يسمى (متحفا)، وليس موقعا عاديا. • الأمير سلطان بن فهد: سامي نجم كبير قدم الكثير لمنتخب بلاده الكثير. • الأمير محمد العبدالله الفيصل: أفضل مهاجم مر على تاريخ الكرة السعودية على الإطلاق. • الأمير عبدالله بن مساعد: أحد عباقرة الكرة السعودية ولن ننساه أبدا. • الأمير نواف بن فيصل: اسم بارز في سماء الكرة السعودية. • الأمير نواف بن محمد: نجم كروي ومدرسة مستقلة. • ناصر الجوهر: نجومية سامي تتعدى حدود الملعب فهو قائد محنك وسبب الاستقرار النفسي الذي ظل يعيشه منتخبنا الوطني، والعقل المدبر ومفتاح البطولات. • حسام حسن: ملك الكرة العربية. • صالح النعيمة: إمكانات هائلة وصانع الأفراح • يوسف الثنيان: سامي رقم صعب في تاريخ الأخضر والزعيم. • حسين عبدالغني: قائد محنك ومرعب للخصوم. • هلال الطرويرقي: ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها. • عبدالمجيد الشتالي: واحد من أمهر وأبرز النجوم العرب. • بشار عبدالله: سامي أحد مكاسب الكرة الخليجية. • عبدالله البلوشي: الجابر فريق بأكمله. • ماجد عبدالله: اعتزل وهو يملك الكثير. • أشرف قاسم: علامة مضيئة للكرة العربية. • جاسم يعقوب: أسطورة كروية من طراز فريد. • نجيب الإمام: ذكاؤه سر تميزه. • يوسف سيف: عبقري وممتع حد الإبهار. • بصير صلاح الدين: موهبة كروية وسجل مشرف. • حمود سلطان: نجم فوق العادة. • خالد الحربان: سامي جمع المجد.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.