واجهت العديد من المكتبات والقرطاسيات في حائل مساء أمس السبت محاولات من عدد من طلاب المدارس الذين طالبوا بطباعة المقررات الدراسية أو المخلصات في محال الطباعة باستخدام خط صغير جداً (8) أو تصويرها مصغرة لوضع الملخص في صفحة أو صفحتين؛ ليسهل الدخول به إلى قاعة الامتحان من أجل الغش. وقدم الطلاب مبالغ تصل إلى خمسين ريالاً لتصوير أو طباعة الورقة الواحدة (A4) ، التي تحتوي على دروس عدة، يقوم الطالب بقصها إلى أجزاء. "سبق" تجولت في القرطاسيات والمكاتبات ومكاتب خدمات الطلاب حتى الساعة الثانية عشرة صباحاً، موعد إغلاق تلك المحال، ولاحظت الطلب المتزايد على التصغير، سواء في تصوير الملخصات أو إعادة كتابة الدروس وملخصاتها، إلا أن طلباتهم تلك قوبلت بالرفض التام من العاملين في القرطاسيات أو خدمات الطلاب، خاصة أن العاملين فيها عمالة أجنبية.
وذكر بعض العمالة ل"سبق" أن تعليمات أصحاب القرطاسيات ومكاتب الخدمات الطلابية تفيد بعدم تصغير تصوير الأوراق أو الكتابة بخط أقل من 12 في أيام الاختبارات. كما أضاف بعض العمالة بأنهم لا يثقون بمن يطلب ذلك ليقينهم بأن الجهات الرقابية كثفت حملاتها التفتيشية على ذلك، بدءاً من عصر أمس الأول الجمعة.
وتعمدت "سبق" دفع 80 ريالاً لبعض مكاتب خدمات الطلاب مقابل إعادة كتابة قوانين لمادتي الرياضيات والفيزياء، وتصغيرها بحجم 8 لخط الكلمة، إلا أن الطلب قوبل بالرفض التام؛ ما أثبت أن جميع محال خدمات الطالب لا تسمح بذلك خلال أيام الاختبارات.
فيما أشار بعض الطلاب إلى أن سوقاً سوداء انتشرت لإعادة كتابة الملخصات وبعض دروس الكتب الدراسية داخل منازل الأجانب العرب، وتحصل الطلاب على وسائل الاتصال بهم عن طريق الجرائد الإعلانية التي تصدر أسبوعياً في حائل، ويعرض بها هؤلاء خدماتهم التعليمية على الطلاب.
وقال مصدر رقابي ل"سبق" إن الجهات الرقابية المعنية بدأت بالجولات التفتيشية السرية على مراكز خدمات الطلاب والمكتبات والقرطاسيات، فيما طالب بعض المعلمين الجهات الرقابية بوضع وسائل تحفيزية ومكافآت لمن يدلي من الطلاب بمعلومات عمن يساعد أبناءنا الطلاب على الغش بوسائله كافة؛ وذلك لكشف السوق السوداء في منازل العمالة الوافدة، خاصة العرب منهم.
"سبق" التقت بعض الطلاب الذين طلبوا خدمة تصغير التصوير أو إعادة كتابة الدروس مرة أخرى بخط أصغر للدخول بها في الامتحانات، وأشار الكثير منهم إلى صعوبة الأسئلة وتعمد بعض المعلمين وضع أسئلة تعجيزية لطلابه، فيما أشار البعض منهم إلى أنه ليس جميع المواد تتطلب الغش فيها خلال الامتحان، مبينين أن بعض المعلمين يتوعد طلابه بصعوبة الأسئلة؛ ما يُدخل في نفوسهم الخوف من الرسوب. وبرر بعض الطلاب لجوءهم للغش بأن بعض المناهج طويلة، ويصعب حفظها أو فهمها.
وأرجع بعض التربويين ظاهرة محاولة الغش في الامتحان إلى ضعف التربية، خاصة من قِبل الوالدين والمعلمين الذين لا يحدثون طلابهم عن حرمة الغش، وتبيين آثاره وعواقبه على التحصيل العلمي، وعلى الطالب وسلوكه.
وعن استخدام الأجهزة الحديثة قال الطلاب إن لجنة المراقبة على القاعات أثناء الامتحانات تمنع بشدة الدخول بأجهزة الجوالات، خاصة الحديثة منها.
وأنهت إدارة مرور منطقة حائل الاستعدادات للاختبارات النهائية من خلال الخطة المرورية الميدانية، بما ييسر على الطلاب الوصول للمدارس بكل يسر وسهولة، ويضمن انسيابية الحركة المرورية على الطرق المؤدية للجامعات والكليات والمعاهد والمدارس بمراحلها كافة.
وأوضح الناطق الإعلامي لمرور حائل المقدم بندر بن ماشع الحربي أنه سيشارك بالخطة المرورية العديد من ضباط وأفراد المرور، وذلك بالانتشار عند الإشارات المرورية والتقاطعات ونقاط التهدئة أمام المدارس. وذكر "الحربي" أن مدير إدارة مرور حائل العقيد بدر العتيبي وجَّه بأهمية تكثيف العمل الميداني وتوفير السلامة المرورية، مهيباً بالجميع الالتزام بالأنظمة والتعليمات، ومتمنياً للجميع قيادة وسلامة آمنة.