أكّدت شرطة منطقة مكةالمكرمة في تصريح رسمي لها مساء أمس الثلاثاء، القبض على عصابة الخانسة، والتي خططت لسرقة معرض ذهب ومجوهرات، وكانت "سبق" قد نشرت الخبر منذ خمسة أيام قبل التصريح الرسمي، والذي صدر أخيراً. فقد صرح الناطق الإعلامي بشرطة منطقة مكةالمكرمة المقدم عاطي بن عطية القرشي، بأنه في صباح يوم الجمعة الماضية، تلقت الجهات الأمنية بشرطة العاصمة المقدسة بلاغاً يفيد بقيام مجهولين بسرقة مجوهرات من محل تجاري تقدر بثلاثة ملايين ريال، وبعد إجراء التحقيقات وجمع المعلومات عن المتهمين، تمكّنت فرق البحث الجنائي من القبض عليهم، وضبط جميع المسروقات في فترة وجيزة، واتضح أنهم من جنسية عربية، مؤكّداً أنه تم التحفظ عليهم وإيقافهم رهن التحقيق تمهيداً لإحالتهم إلى الجهات المختصة لتطبيق النظام بحقهم.
وكشفت التحقيقات مع أفراد العصابة الذين سرقوا معرضاً للذهب والمجوهرات بحي الخانسة أنهم قاموا باستئجار محل الجوالات الملاصق للمعرض المراد سرقته، ووضعوا فيه بضاعة عبارة عن إكسسوارات وأجهزة جوالات وعلب وكراتين فارغة، لإيهام المجاورين بأن المحل في طور التشغيل قبل تنفيذ جريمتهم المنظمة.
ولا يزالون رهن التحقيق معهم بشرطة المعابدة والتوقيف الانفرادي لمعرفة تفاصيل المخطط الإجرامي الذي قاموا بتنفيذه، وجارٍ تصديق اعترافاتهم بالمحكمة العامة في انتظار الحكم عليهم شرعاً.
وطالب أحد المسؤولين بإيجاد حراسات أمنية على جميع معارض ومحال بيع الذهب والمجوهرات، وكذلك البنوك والمراكز التجارية، لقطع دابر من تسول له نفسه سرقة هذه المحال والمعارض مستقبلاً.
وكانت الفرق الميدانية التابعة لإدارة البحث والتحري الجنائي بشرطة العاصمة المقدسة قد نجحت خلال زمن قياسي، لا يتجاوز 24 ساعة، في الإطاحة بعصابة متخصصة في الجريمة المنظمة، وسرقة محال الذهب والمجوهرات، مكونة من أربعة جناة من المقيمين اليمنيين؛ خططوا لسرقة معرض للذهب والمجوهرات بحي الخانسة.
وكانت "سبق" قد انفردت بنشر الصور والمعلومات المتعلقة بهذه الجريمة السبت تحت عنوان :"سبق" تحتفظ بتفاصيل مهمة حول الجريمة حتى القبض على الجناة.
وتشير التفاصيل الحصرية، التي تنفرد بنشرها "سبق"، إلى أن الجناة - وهم أربعة مقيمين من الجنسية اليمنية- دخلوا إلى المعرض الذي يقع تحت مسجد في حي الخانسة بجوار محل للجوالات، وتمكّنوا من فتح جدار المعرض عبر إحداث فتحة في المحل، وسرقوا عدداً من الأطقم الثمينة والمجوهرات النفيسة.
وعندما حضر أصحاب المعرض مساء الجمعة فُوجِئوا بالسرقة؛ وباشرت الدوريات الأمنية وفرق البحث والتحري الجنائي والأدلة الجنائية والبصمات وضابط مركز شرطة المعابدة والقيادات الأمنية المختصة كافة بشرطة العاصمة المقدسة الموقعَ، وتم رفع البصمات من المعرض، والاستعانة بكاميرات التصوير التي رصدت الجناة.
وتحت إشراف مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء عساف بن سالم القرشي، ومتابعة ميدانية من مدير البحث والتحري الجنائي العقيد محمد بن عويض الوذيناني، تمكنت الفرق الميدانية للبحث والتحري الجنائي من توقيف أفراد العصابة داخل شقة في عزبتهم بينما كان الجناة يستعدون لتقاسم الغنيمة فيما بينهم، وذلك خلال زمن قياسي لا يتجاوز 24 ساعة.
وعثرت الشرطة بحوزة الجناة على أكثر من 25 كيلوجراماً من الذهب والمجوهرات وبعض الأموال النقدية، وقدِّرت السرقة في مجملها بحدود أربعة ملايين ونصف المليون ريال.
وتولَّى مركزُ شرطة المعابدة وإدارة البحث والتحرِّي الجنائي التحقيق مع الجناة وأخذ بصماتهم وتشكيل فريق عمل أمني للتحقيق معهم وكشف مخططهم الإجرامي، ولا يزال الجناة رهن التوقيف تمهيداً لإحالتهم إلى جهة الاختصاص والحكم عليهم شرعاً.
وكانت "سبق" قد تحفظت على تفاصيل مهمة حول وقائع جريمة السرقة قبل القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة ومحاكمتهم.
وعلمت "سبق" أن الجناة بعد أن قرروا سرقة المعرض بدؤوا في التردد عليه أكثر من مرة؛ لرصده من جميع النواحي وجمع المعلومات كافة عنه، وتجهيز المعدات والأدوات التي ستساعدهم على ارتكاب الجريمة، وحددوا توقيت التنفيذ مساء الجمعة؛ لكي يكون المحل صباح اليوم التالي مغلقاً.
وبعدما نجح الجناة في الدخول إلى المعرض توجَّهوا مباشرة إلى جهاز "RECORDER"، وهو جهاز إنذار لاسلكي مزوَّد بكاميرا، مع ميزة التسجيل السرية، والأجراس مرتبطة عادة بالجهات الحكومية لمحال الذهب وصرافات البنوك، ثم قاموا بقطع الكهرباء عنه بطريقة احترافية؛ لضمان عدم تنبُّه أي جهة للجريمة.
واستعمل الجناة منشار الأكسجين الغازي لقطع صفيح جدار معرض الذهب والمجوهرات، إلا أن رجال البحث والتحري الجنائي تمكَّنوا من الإطاحة بالمجرمين، وأَسْدَلُوا الستارَ على مخططهم، وأعادوا المسروقات إلى أصحابها.