كشف ل«عكاظ» وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي الدكتور عبدالله بن مفرح العسيري، انه تم في المختبرات الاقليمية الاربعة في جدة والرياض والدمام والمدينة المنورة اجراء نحو 17 ألف فحص لمشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا خلال عام ونصف على مستوى مناطق المملكة، كشفت عن 175 إصابة مؤكدة، بينما تم تسجيل 66 حالة وفاة، وهو ما يؤكد ان البحث المكثف ساعد على اكتشاف الحالات المصابة مقارنة بدول العالم الأخرى. وأوضح أن الصحة سبق ان مرت بتجارب في التعامل مع مثل هذه الامراض المعدية في اكثر من منطقة، فاتباع الاجراءات الصحية الوقائية يحد من انتشار المرض واتساع دائرته سواء كان المرض كورونا او غيره، فالإجراءات البسيطة كفيلة بالقضاء على المرض ولا سيما انه ليس هناك أي انتشار واسع له، ونحن بدورنا في حالة رصد أي اصابة بكورونا نحرص تماما على اجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية لكل المخالطين او الذين ليس لديهم اعراض من المخالطين، كما ان جميع المستشفيات والقطاعات الصحية تطبق اشتراطات التعامل مع المرضى في اقسام الطوارئ وأهمها ارتداء الكمامة والقفازات لأنه لا يمكن التساهل بهذا الأمر. البحث المكثف وأوضح انه ليس هناك أي معدل واضح للإصابات في شهور السنة، حيث يلاحظ ان بعضها لا تسجل فيها أي حالات مشتبهة بينما تسجل نسب اكثر من الإصابات في شهور اخرى وخاصة في موسم الحج، فقد نسجل 1000 حالة أو أكثر كما حدث في شهر ابريل 2013، ولكن بشكل عام فإن البحث المكثف للمرض في المختبرات الإقليمية ساعد على اكتشاف الحالات، حيث يلاحظ ان اكثر الحالات المسجلة كانت لحالات مخالطة لحالة مؤكدة وفي داخل الأسرة الواحدة وهو ما يعزز فرضية ان المخالطة للمريض الحامل للمصاب تساعد على انتقال العدوى للمحيطين به. وبين ان الصحة والقطاعات الصحية الاخرى اكتسبت خبرة كبيرة في التعامل مع فيروس كورونا خلال السنتين الماضيين، حيث إن الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة للحد من انتشار هذا الفيروس تتماشى مع المعايير العلمية والعالمية بدءا باكتشاف الحالة سواء اشتباها او مؤكدة وانتهاء بتقديم العلاجات بجانب مراحل التعامل مع العينات في المختبرات ومراحل اكتشاف الفيروس، وايضا فحص المخالطين. دراسات متواصلة وألمح الى ان العامين الاخيرين شهدا دراسات مكثفة على فيروس كورونا وطرق انتقاله وخصائصه وهو ما ساعد على تعزيز الاجراءات الوقائية عند افراد المجتمع وعند الممارسين الصحيين، فوضعنا الآن افضل من الناحية العلمية والطبية في هذا الجانب. وأفاد ان حصر الحالات وتحديد أماكن الإصابة وكيفيتها خلص إلى أن للرذاذ الصادر من الشخص المصاب أثرا في انتقال المرض، وعلى ذلك استطاعت وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والمعهد الأمريكي التوصل إلى عدد من النصائح التي تعمم على جميع الدول للحد من انتشار الفيروس، موضحا أن نشر البيانات عن طريق وزارة الصحة ليس إلا ليطلع المواطن على جديد الفيروس، إلا أن هذا الأمر يستوجب الموازنة ولذلك لا تنشر الحالات التي يشتبه في إصابتها كونها كثيرة وغالبها تظهر نتائجها سلبية وتتبين سلامة المشتبه في إصابته، ونشر الأعداد الكبيرة دون التأكد من السلامة أو الإصابة سيتسبب في ذعر المواطنين وخوفهم. «كورونا» و «ميرس» وحول تسمية فيروس كورونا ب(ميرس) قال: فيروس ميرس هو ذاته فيروس كورونا، إلا أن هذا المصطلح الجديد يقصد به الالتهاب الحاد للرئة الذي يتسبب فيه الفيروس. وحول عزوف المجتمع عن تناول لحوم الحاشي نتيجة احتضان بعض الإبل او اصابتها بكورونا قال: ليس هناك أي داع للمخاوف، فمعروف ان هناك فحوصات بيطرية تتم على المواشي في المسالخ قبل ذبحها، وبشكل عام فإنه اذا كان اللحم مطبوخا بطريقة صحيحة فإن الفيروسات والبكتيريا تموت مع درجة الغليان العالية، ولا يوجد أي دليل على ان اللحوم تنقل عدوى كورونا او غيره، كما ان الحليب ايضا لا ينقل العدوى فالعينات التي فحصت على الحليب اثبتت خلوها من الفيروس. الحظائر العشوائية عن الحظائر العشوائية التي تبيع حليب النوق مضى قائلا: لا يفوتني ان اثمن توجيه محافظ جدة صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن ماجد بالقيام بجولات على جميع الاحواش ومواقع تربية الإبل في المحافظة وإزالة الاحواش العشوائية فورا ونقل الإبل من الطرق العامة وداخل المدن وعدم بيع الحليب بطريقة عشوائية وكذلك القيام بجولات تفتيشية على سوق الأنعام المركزي بالمحافظة للتأكد من خلوه من مرض كورونا الفتاك وتطبيق النظام على تلك الاحواش، وأدعو ان تخطو المناطق الاخرى نفس الخطوات، اما بخصوص حليب النوق فالمشكلة المترتبة على تناوله مشكلة صحية وليست مرتبطة بكورونا، فتناول الحليب غير المغلي ينقل امراضا خطيرة ومنها الحمى المالطية وأنواع من الدرن غير النمطي وفيروسات اخرى، فالحليب يجب ان يبستر ويغلى وهذا اجراء بسيط لحماية الجسم من الحمى المالطية. مسحات حلقية وخلص د. عسيري الى القول إن الوزارة تتعامل مع الحالات المؤكدة ل«كورونا» من خلال تطبيق إجراءات وسياسات طبية تضمن عدم انتقال المرض إلى الكوادر الطبية، وتحافظ على سلامة المرضى داخل المنشآت الصحية، كما أن أسلوب التعامل مع المرض يتم باستخدام التعريف الموحد للحالات المشتبه بها والمعمم على جميع مقدمي الخدمات، وعند الاشتباه في المرض يتم تبليغ الحالات إلى إدارات الصحة العامة وإرسال مسحات حلقية إلى أحد المختبرات المرجعية الأربعة المخولة بفحص الفيروس، إضافة إلى عزل المريض داخل المنشأة الصحية حتى تظهر النتائج، وإجراءات العزل تشمل وضع المريض في غرفة بسرير مفرد ومنع أو تحديد الزيارة، مع لبس الملابس الواقية والكمامة عند معاينة المريض.