تمر الأرض اليوم بين الشمس والكوكب الأحمر "المريخ" في ظاهرة يطلق عليها بالتقابل, وتحدث كل سنتين تقريباً, وسيتاح لسكان الأرض مشاهدة الوجه المقابل من كوكب "المريخ" مضاءً بالكامل, حيث يستطيع الراصدون رؤية سطحه مع أهم معالمه المميزة. وقال الباحث الفلكي عضو سديم الحجاز الفلكي، ملهم بن محمد هندي: "أكثر ما يميز تقابل المريخ خلال هذه السنة أنه سيكون ألمع وأقرب تقابل منذ عام 2007م، مما سيتيح للراصد مشاهدة بعض معالم سطح كوكب المريخ باستخدام تلسكوب متوسط, وستظهر البقع الداكنة على سطحه إضافة إلى رؤية قطبه الشمالي المتجمد".
وأضاف: "الفائدة العظمى من هذا التقابل تكمن في إرسال بعثات الفضاء للمريخ, حيث ينتظر العلماء كل سنتين فرصة إرسال البعثات إلى الفضاء في أقل مدة ممكنة كما حدث هذه السنة, حيث أرسلت "ناسا" مسباراً جديداً يدرس سطح المريخ في رحلة تستغرق قرابة ثمانية أشهر".
وأردف: "عند اقتران المريخ بالأرض سيكون بعده عن الأرض حوالي 93 مليون كيلومتر، وهذه ليست أقل مسافة يصل إليها هذه السنة، حيث سيكون أقرب من ذلك يوم 14 جمادى الآخرة حيث يصل إلى بعد قرابة 92 مليون كيلومتر عن الأرض".
وتابع: "سيتكرر هذا التقابل في عامي 2016 و 2018 وسيكون ذلك أقرب تقابل لمريخ مع الأرض، وهي ظاهرة تتكرر كل 17 عاماً بين أقرب اقترانين وأبعدهما".
وقال "هندي": "دائماً ما يتزامن مع اقتراب المريخ من الأرض، حدوث ظاهرة تسمى بتراجع المريخ وهي ظاهرة تحدث نتيجة اختلاف فترة الدوران حول الشمس بالنسبة للأرض والكواكب الخارجية".
وأضاف: "نظراً لأن الأرض تعتبر أسرع في الدوران فإن المريخ يبدو وكأنه يتراجع بالنسبة للنجوم التي خلفه، وتشهد هذه الأيام حدوث هذه الظاهرة للمريخ وزحل معاً، وليس الأمر كما يشاع من أن الشمس قد أشرقت من مغربها على المريخ، ومن يردد هذا الكلام جاهل".
وأردف: "اقتراب المريخ إلى أقرب مسافة له من الأرض لن تغير حجمه بالنسبة لنا كثيرًا, حيث سيبدو كنجمة لامعة فقط ولا صحة لما يشاع من أنه سيبدو مثل حجم القمر؛ لأن هذا الكلام لا يتفق مع قوانين الطبيعة".
وتابع الباحث الفلكي: "المريخ أشرق بعد غروب الشمس مباشرة وسيظل حتى شروقها في اليوم التالي, وسيكون قدره الظاهري " -1.26" مما يعني أنه سيكون لامعاً في السماء مائلاً في لونه إلى الحمرة, وسيكون في كوكبة السنبلة قريب جداً من نجم السنبلة "السماك الأعزل".
وقال: "يعتبر المريخ رابع وآخر الكواكب الصخرية بُعداً عن الشمس, كما أنه يعتبر الجدار الخارجي للأرض, وسبب تسميته بالكوكب الأحمر يعود إلى نسبة غبار أكسيد الحديد العالية على سطحه, حيث تبلغ درجة حرارته العليا 27 درجة مئوية, والصغرى-133 درجة مئوية، ويوجد فيه أكبر بركان في المجموعة الشمسية ويطلق عليه اسم أوليمبس".
وفيما يلي مقطع توضيحي من "ناسا" مع ترجمة الجمعية الفلكية العمانية: http://www.youtube.com/watch?v=_M5-Wepn160&feature=youtu.be
وهذا مقطع آخر: http://www.space.com/25284-mars-coming-close-where-to-look-video.html