نفت وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية اليوم أن تكون سيدة مقيمة في مدينة جدة قد تعرضت لعملية احتجاز أو توقيف أياماً عدة من قِبل عناصر غير رسمية في أحد الطوابق السفلية بمطار بيروت. وأشار بيان نشرته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية (NNA) إلى أن وزير الداخلية والبلديات نهاد مشنوق اجتمع مع رئيس جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي، العميد جان طالوزيان، على خلفية مضمون مقال "ضيعانك يا لبنان.. ضيعوك"، الذي نشر في 26 مارس الجاري للكاتب السعودي حسين شبكشي، وما جاء في سياقه من معلومات حول تعرض سيدة مقيمة في جدة للتوقيف من قبل عناصر غير رسمية، وتعرضها للاحتجاز لأيام في طوابق سفلية في مطار بيروت. وأكد البيان أن نهاد مشنوق تواصل مع كاتب المقال لتزويده بكامل هوية السيدة المعنية لمتابعة الحادثة، والتأكد منها، لكن الكاتب تحفظ على هويتها بطلب منها، وفقاً لما جاء في البيان. واعتبر المشنوق المقالة الصحفية ليست الوسيلة المناسبة ولا المكان الملائم لمتابعة قضية بهذه الحساسية، ولاسيما إذا ما انطوت حيثياتها على الغموض والسرية بما يعيق إمكانية التوصل إلى الحقيقة، صوناً لحقوق أي مستخدم للمطار، كما لسمعة الجمهورية اللبنانية، بحسب البيان. وأضاف البيان: طلب المشنوق من المديرية العامة للأمن العام ومن المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومن جهاز أمن المطار فتح تحقيق فوري في الحادثة لكشف كل الملابسات المحيطة بها، وعرض النتائج على الرأي العام بأسرع وقت ممكن. وتبيّن حتى الآن ألا أساس من الصحة لما نشر في الصحيفة. وتابع: "يهم الوزير المشنوق التأكيد أن ما ورد في صحيفة الشرق الأوسط في سياق مقال السيد شبكشي يرتب على الدولة اللبنانية، وبالأخص على وزير الداخلية، مسؤولية ونتائج قانونية". داعياً الصحيفة المعنية إلى توخي الدقة في نشر معلومات كهذه، وخصوصاً أن "المقال جاء خالياً من أي أسماء وتواريخ ومعطيات تؤكد وتوثق ما تضمنه من رواية مفترضة التزاماً بمبادئ مهنة الصحافة المسؤولة". وأكمل: إن وزارة الداخلية وأجهزتها كافة كانت قد أبدت - ولا تزال - استعدادها لتحمل كامل مسؤولياتها في متابعة هذه القضية، وكشف تفاصيلها بالكامل، واتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة في حال ظهر مرتكبون. وكان وزير العدل اللبناني اللواء أشرف ريفي قد أحال مقال "ضيعانك يا لبنان.. ضيعوك" للكاتب حسين شبكشي إلى النيابة العامة للتحقيق في مدى صحة الوقائع الواردة فيه، وذلك بعد أن كشف المقال عن وجود معتقل يدير فيه حزب الله عمليات تعذيب تحت مطار بيروت الدولي. يُشار إلى أن المقال تحدث عن قصة إيقاف زوجة شقيق طبيب معروف تقيم في مدينة جدة أثناء عودتها إلى السعودية؛ إذ تم إيقافها في مطار بيروت من قِبل شخصين بلباس مدني، وطلبا منها أن تذهب معهما للمراجعة الأمنية. وأضاف الكاتب بأن الرجلين اقتاداها إلى مكان يقع على عمق طابقين تحت الأرض، وأن الإضاءة كانت خافتة، ولكن الأصوات التي كانت تصدر من خلف الجدران تنذر بالرعب والخوف، فالصراخ والآهات من جراء التعذيب لم يكن من الممكن إنكار وجودهما، وتم إبلاغ السيدة في وقتها بأنها في عهدة الأمن الخاص لحزب الله، وأن هناك مجموعة من الاستفسارات التي هم بحاجة لإجابات عنها.