عيسى الحربي، فيصل النوب، غزوان الحسن، سبق- الرياض: شهد اليوم الأول لمعرض الرياض الدولي للكتاب تقلباً كبيراً في عدد الزوار؛ إذ شهدت الفترة الصباحية ضَعفاً في الإقبال وركوداً في حركة البيع، بسبب وجود الموظفين في أعمالهم والطلاب في مدارسهم وجامعاتهم، بخلاف النشاط والحركة اللذين شهدتهما الفترة المسائية بعد صلاة العصر؛ إذ سجلت حركة الزوار للمعرض نشاطاً مطرداً، ونشطت عمليات البيع، وبدأ أصحاب دور النشر في ترتيب دورهم، وعرض العناوين البارزة التي تجذب القراء ومحبي الكتاب. ويُتوقع أن تسجل حركة الزوار نشاطاً كبيراً في اليوم الثاني غداً لبدء الرحلات التي تنظمها المدارس والجامعات للمعرض، ويُتوقع أن تبلغ ذروتها في مساء غد الخميس ويومي الإجازة الجمعة والسبت، وهو ما يعول عليه الناشرون كثيراً. أما على مستوى الندوات والمحاضرات فقد بدأت أولى هذه المحاضرات مساء اليوم للسفير الإسباني بالرياض.
الفترة الصباحية..ركود في الفترة الأولى من الصباح حتى قبيل العصر كان هناك إقبال ضعيف جداً من الزوار على المعرض، وشكوى من بعض أصحاب دور النشر المشاركة من تأخر وصول كتبهم، الذين قالوا "إن هذه مسؤولية الجهات المختصة عن التنظيم، فنحن حجزنا الأماكن المخصصة لنا، وأرسلنا الكتب التي نشارك بها في المعرض".
كما رصدت "سبق" في جولتها على أجنحة المعرض ممرات شبه خالية من الزوار، وضعفاً شديداً في حركة الشراء، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، واختلاف سعر نسخة الكتاب الواحد من دار نشر لأخرى، رغم أن طبعة الكتاب هي نفسها المعروضة في أكثر من دار، إضافة إلى عدم وجود قوائم للكتب في بعض دور النشر، والخصومات الوهمية التي تعلنها بعض دور النشر. كما رصدت "سبق" في الجناح المخصص للأطفال في الصالة الثانية عدم وجود زوار، بل الجناح شبه خاو من الزوار، واقتصر الوجود فيه على أصحاب دور النشر والعاملين فيها، وبعض المشرفين على المعرض. واشتكى أصحاب دور النشر المخصصة للأطفال من عدم وجود إعلانات أو لافتات للزوار عن الجناح المخصص للأطفال.
البداية من التاسعة صباحاً، وبدا واضحاً الإقبال الضعيف من الزوار على المعرض؛ فلا طوابير على أبواب الدخول، سواء للرجال أو النساء، وانشغال أصحاب دور النشر والعاملين فيها بترتيب الأجنحة المخصصة لهم، وتنظيم كتبهم، في حين انشغل آخرون بإحضار شحنات الكتب، وظهر واضحاً وجود العديد من الأماكن المخصصة لبعض دور النشر خاوية تماماً، أو مكدسة بها كراتين الكتب لم تفتح بعد. وفي المقابل كانت الأجنحة المخصصة للجهات الحكومية جاهزة، وحضر الموظفون بها، وخصوصاً أجنحة وزارة الثقافة والإعلام والتعليم العالي وشؤون الحرمين الشريفين، وغيرها من الجهات الحكومية والجامعات، وإن كان إقبال الزوار عليها شبه نادر، عدا جناح شؤون الحرمين الذي يوزع الإصدارات مجاناً.
كذلك رصدت "سبق" استعدادات الجهات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني وهيئة حقوق الإنسان والمكفوفين ومكافحة الفساد وحركية، التي توجد مواقعها في الممرات الرئيسية للمعرض، وتوزع إصداراتها مجاناً، كما رصدت الاحتفاء الكبير بجناح إسبانيا ضيف شرف المعرض هذا العام، والديكورات الجذابة، وعرض المخطوطات التاريخية، والكتب المطبوعة الأولى، وفن التجليد قديماً.
ورصدت "سبق" وجود عناصر نسائية في اليوم الأول في جناح إسبانيا وفي دور نشر تونسية ولبنانية، تعرض الكتب وتبيعها، وكذلك في بعض دور النشر في الجناح المخصص للأطفال، كما لوحظ قلة العناوين الجديدة المعروضة في المعرض هذا العام، وسط ترقب بوصول كتب جديدة خلال اليومين القادمين، واهتمام كبير بكتب الطبخ والحلويات وتعليم البرامج والتدريب، كذلك كتب التراث، واختفاء كتب العديد من المؤلفين المشهورين.
وطالب عدد من أصحاب دور النشر بتكثيف الدعاية للمعرض عبر وسائل الإعلام، وقالوا إنهم حرصوا على الحضور والمشاركة في معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يعد من أبرز المعارض الدولية، وتمنوا تمديد المعرض حتى يوم السبت بعد القادم بعد اعتماد يومي الجمعة والسبت إجازة. وعن ارتفاع الأسعار اعترف عدد من الناشرين بذلك، وأرجعوا الأمر إلى ارتفاع أسعار الورق ومصاريف الشحن والتنقلات، واشتكوا بالقول: "الكتاب الآن لم يعد مربحاً للناشرين بعد الإنترنت وتوفير الكتب المجانية".
ولوحظ إقبال بعض الزوار على دور النشر الكبيرة التي تحرص على تقديم الجديد في المعرض، مثل "العبيكان" و"جرير" و"مؤسسة البيان" و"الشروق" و"ضياء الريس" و"الانتشار العربي".
وعن أكثر الكتب التي شهدت إقبالاً في اليوم الأول، فإنه كان أبرزها: التقرير الارتيادي السنوي الاستراتيجي لمؤسسة البيان الذي صدر قبل المعرض بأسبوع، وكتب: موقف الفكر الحداثي العربي، فضاءات الحرية، إيران والحوثيون، بدريون (نسبة إلى أهل بدر)، تنوع الغواية الفكرية، مفهوم المجتمع المدني، الإسلام لعصرنا، حول الاستشراق الجديد، ملاحم آخر الزمان، مآلات الخطاب المدني، عصر الإسلاميين الجدد.
وشهدت الكافتيريات الموجودة في المعرض إقبالاً من الزوار والعاملين في دور النشر؛ إذ اكتظت بالمشترين، ولم يسجل أي وجود لرجال الهيئة في أجنحة المعرض، لضعف عدد الزوار.
الفترة المسائية.. إقبال وحركة شراء أما في الفترة المسائية فقد بدأت حركة الزوار في الزيادة من بعد صلاة العصر؛ إذ توافدوا إلى أجنحة المعرض المختلفة، من الرجال والنساء، وسجلت الأسر حضوراً ملموساً. وقال عدد من الزوار إن هناك تنوعاً في دور النشر والعناوين، ولكن الجديد حتى الآن قليل. وفي الجناح المخصص للأطفال بدأت الحركة تدب فيه بالزيارات من الأسر، وشهدت الكتب الخاصة بالطفل إقبالاً ملموساً.
أولى المحاضرات.. "العلاقات السعودية الإسبانية" هذا، وانطلقت مساء اليوم أول الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب؛ إذ ألقى السفير الإسباني بالرياض محاضرة بعنوان "العلاقات السعودية الإسبانية وآفاق التطلعات"، أدارها الدكتور عبدالله العسكر بحضور السفير الإسباني في الرياض والدكتور عبد الكريم الدخيل.
وقال السفير الإسباني: "مدريد على علم بما تبذله السعودية من جهود في سبيل إيجاد الطرق السلمية لحل النزاعات التي تشهدها المنطقة العربية والعالم". وأضاف: "الجميع يدركون أن السعودية لها دور قيادي بارز ومؤثر على مختلف شعوب المنطقة".
وتحدث السفير الإسباني عن أوجه التقارب الكبير بين بلاده والسعودية فيما يتعلق بمختلف القضايا، مشيراً إلى القضية الفلسطينية والموقف الإسباني من التصريحات الإيرانية. وقال: "إسبانيا لا تقبل الكلام والوعود الجميلة والتصريحات الصادرة عن المسؤولين الإيرانيين، وإنما تنتظر الأفعال الملموسة والتصرفات الواضحة".
وأضاف: "السعودية وإسبانيا متفاهمتان في العديد من الأمور، مثل محاربة تهريب السلاح والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية التي تعاني منها إسبانيا، ونحن ندرك ما تبذله الرياض من جهود في مجال التعليم، وأشير هنا إلى الاتفاقيات الثقافية (الإسبانية السعودية)، مثل اتفاقية عام 1985 الخاصة بتعزيز التعاون الثقافي بين البلدين".
وأشار السفير إلى زيادة عدد المبتعثين السعوديين إلى إسبانيا وعدد الطلاب الذين يدرسون في مختلف المجالات داخل 18 جامعة إسبانية.
وتطرق إلى الشراكات بين الجانبين من خلال الحديث عن نشاط نحو 400 شركة إسبانية تعمل على تقديم مختلف الخدمات للمملكة، مؤكداً أن أرقام التبادل الاستراتيجي بين البلدين كبيرة للغاية.
بدوره، قال الدكتور عبد الكريم الدخيل: "اختيار إسبانيا ضيف شرف في معرض الرياض الدولي يرجع إلى أهمية التذكير بالروابط التاريخية المعبرة عن التسامح بين الحضارات، إضافة إلى تكريم إسبانيا؛ لأنها تعتبر رمزاً للتسامح والتعايش".
وأضاف "الدخيل": "من يدخل إلى وزارة الخارجية الإسبانية يلاحظ التركيز على تعزيز التواصل بين الحضارات في ظل أن إسبانيا تعدّ نقطة عبور لشعوب العالم جميعها".
وأردف: "هناك مرحلتان من العلاقات المعاصرة بين البلدين منذ عام 1984 إلى عام 1991، التي ساعد خلالها النظام العالمي الجديد كثيراً من الدول المتوسطة مثل إسبانيا على لعب دور مهم في المنطقة، وهذا ما فعلته مدريد من خلال احتضانها مؤتمر السلام عام 1991".
وتابع: "هناك تقارب في الرؤى بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وتطورات المشهد السوري، ولاسيما أن مدريد تنتمي إلى مجموعة أصدقاء سوريا، وتمارس دوراً كبيراً في مساعدة الشعب السوري لنيل حقوقه".
" الملك سعود" تشارك ب800 عنوان وتشارك دار جامعة الملك سعود للنشر بأكثر من 800 عنوان كتاب في معرض الرياض الدولي للكتاب متنوعة ما بين تخصصات دينية وتربوية وعلمية وأدبية ومعلوماتية، كما أنها تشارك بأكثر من 13 عدداً من أعداد مجلة جامعة الملك سعود. ويوجد لديها دليل بإصدارات الجامعة بحسب تصنيف ديوي العشري، يتضمن عناوين الكتب المؤلفة أو المترجمة وسنة نشره.
ويعرض كتاب الجواهر المضية في بيان الآداب السلطانية صورة جلية للقواعد التي ينبغي أن تُبنى عليها الأنظمة السياسية الشرعية، ويوضح الآداب التي ينبغي لولي أمر المؤمنين أن يأخذ بها نفسه حتى يستقيم ملكه ويطول حكمه، ويفلح العباد، وتصلح البلاد.
12 مؤلفاً للشباب بمركز الأمير سلمان ويشارك مركز الأمير سلمان للشباب في المعرض ضمن مبادرته "المؤلف الشاب" ب(12) كتاباً، التي أطلقها في العام الماضي عبر معرض الكتاب الدولي بالرياض 2013م. وقد تقدم للمركز بعد إطلاق المبادرة العام الماضي قرابة (45) كتابا، قُدّمت لها خدمات إعادة الصياغة والتصحيح اللغوي والتصميم مجاناً، واعتمدت لجنة النشر طباعة (12) كتاباً للمشاركة بها في معرض هذا العام.
ويقدم المركز هذه المبادرة دعماً للمبدعين الشباب، ولإبراز مواهبهم في شتى مجالات التأليف المختلفة من رواية وقصة ورحلات وشعر وخواطر، وغيرها من المجالات التي تفيد الشريحة التي يخدمها المركز.
ويقدم قسم النشر للمؤلف الشاب خدماته مجاناً، المتمثلة في: إعادة صياغة الكتاب، تصحيحه لغوياً، تصميمه، استخراج الفسوحات اللازمة له، وطباعة الكتاب وتسويقه.
"البيان".. و19 إصداراً.. وتقرير استراتيجي وتقدم مؤسسة البيان 19 إصداراً جديداً والتقرير الارتيادي الاستراتيجي السنوي عن العالم الإسلامي في مائة عام. ومن هذه الإصدارات كتاب "إيران والحوثيون" لمؤلفه أحمد أمين الشجاع، وكتاب "في قبضة الحاخامات"، وهو رسالة دكتوراه للدكتور صالح النعامي، وكتاب "موقف الفكر الحداثي من أصول الاستدلال"، وهو رسالة علمية للدكتور محمد بن حجر القرني، وكتاب "الاستشراق الجديد" لمؤلفه الشيخ عبد الله الوهيبي.
وفي حقل البحث العقدي كتاب للدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف "تعليقات على شرح العقيدة الطحاوية" في مجلدين كبيرين، وكتاب للشيخ الدكتور بكر أبو زيد "حقيقة دعوة التقريب". وفي الحقل الفقهي والأصولي كتاب "غمرات الأصول" للشيخ مشاري الشثري. وفي حقل الفكر السياسي الإسلامي كتاب "إدارة الدولة الإسلامية" للشيخ محمد شاكر الشريف، وهو ضمن مشروع موسوعة السياسة الشرعية الذي سيصدر تباعاً بإذن الله – تعالى- وكتاب "حقوق الإنسان في الإسلام والقانون الدولي"، وهو رسالة علمية للدكتور خالد الشنيبر. كما سيصدر بحث بعنوان "مفهوم المجتمع المدني" للأستاذ الدكتور محمد مفتي.
وفي المجال الدعوي والتربوي كتاب "أسس الدعوة" للدكتور محمد أمحزون، وكتاب "فقه الوفاق"، وهو مؤلف مشترك لعددٍ من المتخصصين، ودراسة عن "التجربة الدعوية لعبد الحميد بن باديس".
الحبيل.. "باسم المواطن" وفي إصدار من أحدث الكتب في الشأن الوطني، دشنت دار النهضة العربية كتاب الباحث مهنا الحبيل "باسم المواطن ورسم الوطن"، الذي يتناول ملفات الشأن الوطني في فصول عدة، ويعرض لرؤيته في مشاريع الإصلاح وأزماتها وقضايا الفساد، ويرصد النبض المجتمعي، ويعبر إلى قضايا التنمية والحقوق والحوار الوطني والوحدة الاجتماعية للمواطنين. كما أن المؤلف وقف في فصل شخصيات ومواقف عند العديد من نماذج العطاء الوطني في السعودية، ولدى أحداث أثارت جدل الشارع الشعبي والنخبة الثقافية، وعرج على منعطفات في لغة صريحة وهادئة في الوقت ذاته، يدفع بها بوضوح إلى محاولة دفع فكر الإصلاح وبرامجه التنفيذية.
ويقول الكاتب في مقدمة مؤلفه: "بين اعتبار رصيد الكاتب في الأرشيف الوطني أوراق متراكمة وبين تقديمه لها أمام الشعب كجرد حساب يُقدمه لمواقفه لا للاستعراض بها، ولكن لنقدها والاطلاع على حصيلة اجتهاداته في بلاط صاحبة الجلالة (الصحافة) لأجل مواطنيه وشعبه، هنا تكمن رسالةُ هذا الكتاب الذي يُقدمه المؤلف بإعلان اعتذاره عن عدم تقديم المزيد من العطاء، وهو في الوقت ذاته يعرض لبعض المقالات التي لم يطلع عليها القراء".
ويضيف الجبيل: إن تحمل مسؤولية القلم والعمود الأسبوعي في الصحافة الوطنية هو رسالة تكليف ثقيلة، خاصة حين تُحيط أجواء الإحباط بمساحة التجاوب التنفيذي. لكن يبقى هذا المواطن المهموم المحاصر يتطلع إلى كلمة تعبير، تنقل بعض همومه واحتياجاته، وتعيد رسم خريطة الوطن كما يُحب وكما أحب الله ورسوله، وطن الحقوق والواجبات، تأمين احتياجات المواطن، واستصدار تشريعات دستورية لحقوقه التنموية والسياسية هو حق ينبغي أن يُلبى له.
يقع الكتاب في 240 صفحة، ويقوم المؤلف بتوقيعه للجمهور مساء غد الخميس في معرض الكتاب الدولي بالرياض.