تعتبر تجربة الابتعاث للطلاب والطالبات في اليابان ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي من التجارب اللافتة والمهمة، ويؤكد على تميزها النجاحات وشواهد الإنجاز للمبتعثين هناك، وليس آخرها في مطلع يناير 2014 عندما حقق عدد من المبتعثين السعوديين المركز الأول في مؤتمرات علمية دولية. النماذج كثيرة وكلها تؤكد على هذا التميز الذي يخضع عادة لجهود الملحقية الثقافية، وقبل ذلك جهود الحكومة، وأيضاً وضع العلاقات بينها وبين البلد المضيف.
وحول ذلك علق الملحق الثقافي السعودي في اليابان الدكتور المهندس عصام أمان الله بخاري قائلاً: "ما نراه من إنجازات المبتعثين السعوديين ما هو إلا باكورة نتاج لاستثمار إستراتيجي لقيادة المملكة في مستقبل مشرق من خلال صناعة الموارد البشرية والسعودية، وتطويرها، سواء عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، أو ما تشهده الجامعات ومراكز الأبحاث السعودية من نقلة نوعية".
ثقة المستثمرين اليابانيين في المبتعثين: ولعله من الملفت أيضاً أن المبتعثين السعوديين في اليابان يحظون أيضاً بثقة الشركات اليابانية ففي (يوم المهنة) في العام الماضي والذي نفذته الملحقية الثقافية السعودية باليابان الذي شهد تخريج 86 خريجاً وخريجة من المبتعثين السعوديين في اليابان، قدمت عدة شركات صناعة السيارات والبتروكيماويات وغيرها عقود عمل ل 15 خريجاً.
وأعرب عدد من ممثلي الشركات اليابانية عن أملهم في أن يتم زيادة عدد المبتعثين في أقسام الهندسة المختلفة.
من جهته قال ياسوناري مورينو، نائب رئيس البعثة اليابانية في السعودية: "إن الطلاب السعوديين المبتعثين اليوم يمثلون ثالث أكبر عدد من الطلاب الأجانب بعد طلبة الصين والهند.
عدد الطلاب اليوم نحو 500 طالب سعودي في اليابان، منهم 450 ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، أما الآخرون فيدرسون ضمن برامج أخرى".
من جانبهم امتدح المبتثعون الخدمات المقدمة لهم، بل يتخطون جوانب الدراسة للمشاركة في بعض الأنشطة الاجتماعية والثقافية في اليابان، مثل فعالية بعنوان "أسبوع سعودي في أوساكا" التي ترعاها السفارة السعودية في اليابان، حيث تم تنظيم بعض الأنشطة الثقافية خلال هذه الفعالية، وكذلك مسابقة الخطابة اليابانية. وفقاً لتقرير نشرته "الاقتصادية".
وامتدادا لتأقلم المبتعثين ونشاطهم وتميزهم هناك أيضاً شواهد لافتة فقد سبق بعضهم الحصول على وصافة السباق العالمي للسيارات الشمسية الذي تم بمشاركة دولية واسعة.
كما تمكن المبتعث إيهاب السيد من قطف جائزة أفضل بحث للعام 2013م للجمعية اليابانية لحشوات إلصاق الأسنان، وتبعه سالم "صالح باوزير" بجائزة أفضل بحث حول تطوير جهاز لفرز وتقسيم الخلايا العصبية والخلايا الجذعية.
واستطاعت العلاقات الممتازة بين البلدين أن توجد بيئة محفزة للمبتعثين نتج عن ذلك إبداعاتهم وإنجازاتهم حول تلك البيئة.
يقول زكي ولي حكمي، من جامعة توهوكو، طب الأسنان: "البيئة الدراسية ممتازة وتشجع على الدراسة، إضافة إلى أن البلد يعمه الأمن والسلام، وشعبه طيب ومتعاون جداً".
بدورها قالت عذاري فلمبان (جامعة كوماموتو): "الطالبات السعوديات خريجات الجامعات اليابانية نادرات مقارنة مع الدول الأخرى. الحياة منظمة والشعب الياباني جدي ودقيق في المواعيد ومخلص في العمل".
وأشاد التقرير الصادر هذا الشهر من مؤسسة "ميتسوبشي يو إف جي" للدراسات والأبحاث بالنموذج السعودي في صناعة القوة البشرية الوطنية عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وذلك ضمن سلسلة دراسات "القادة العالميون".
وتضمن التقرير أن القيادة تقدم جهوداً متميزة في سبيل تطوير مواردها البشرية عبر الاستثمار في أنظمة التعليم وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي يحظى فيه المبتعثون السعوديون بالكثير من الميزات ضمن بيئة وأنظمة تساعدهم على التعلم في أفضل مؤسسات التعليم العالي العالمية، وذلك في إطار جهود الحكومة السعودية لتنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد جديد لا يعتمد على النفط والغاز ".
بدوره وفي 04/ 07/ 2013 أشاد أ. يوشيدا فوميؤو، كبير المهندسين بشركة جي باورز، في محاضرته حول الفرص الاستثمارية في الشرق الأوسط أشاد بالمستوى المتميز للشباب السعودي من خريجي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي من اليابان، والذين أثبتوا جدارتهم وكفاءتهم من الناحية العلمية والعملية، بحيث أصبحت الشركة تعتمد عليهم في مصانعها واستثماراتها داعياً بقية الشركات للاستفادة من هذه التجربة".