يوماً بعد آخر تشيد مؤسسات عالمية بالتجربة السعودية في الابتعاث، عبر برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي انطلق قبل ستة أعوام، واستفاد منه نحو 120 ألف طالب سعودي، إذ وصفته مؤسسة أبحاث تتبع لإحدى مؤسسات المال والاستثمار في اليابان بنموذج في صناعة القوة البشرية الوطنية. وقالت مؤسسة «ميتسوبشي يو إف جي» للدراسات والأبحاث في تقريرها الشهري: «قيادة المملكة العربية السعودية تقدم جهوداً مميزة لتطوير مواردها البشرية عبر الاستثمار في أنظمة التعليم وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي يحظى فيه المبتعثون السعوديون بالمميزات ضمن بيئة وأنظمة تساعدهم على التعلم في أفضل مؤسسات التعليم العالي العالمية، في إطار جهود الحكومة السعودية لتنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد جديد لا يعتمد على النفط والغاز». وناقش التقرير واقع البرامج العالمية في الجامعات اليابانية وكيف استفادت جامعة ناغويا للتجارة والأعمال، التي صنفت ضمن أقوى برامج إدارة الأعمال على المستويين الدولي والآسيوي من تجربتها في التعاون مع الجامعات السعودية واستقطاب مبتعثين سعوديين للدراسة في برامجها الأكاديمية، مشيراً إلى جهود وزارة التعليم العالي في المملكة والملحقية الثقافية في اليابان من خلال تقديم الدعم والمساندة للمبتعثين السعوديين الدارسين في الجامعات والمعاهد اليابانية. وخصصت دورية التنمية الدولية اليابانية عددها الأخير عن أهمية تفعيل وتعزيز العلاقات مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، إذ استضافت عدداً من الخبراء والمسؤولين اليابانيين الذين أكدوا أهمية العلاقات مع المملكة وضرورة تفعيلها في مختلف المجالات. ولفتت الدورية إلى استفادة عدد من الشركات اليابانية التي تمتلك استثمارات في المملكة من المبتعثين السعوديين الذين تخرجوا من اليابان وأثبتوا كفاءتهم وجدارتهم كشركات «ماروبيني» و«جي باورز». ونشرت دورية التنمية الدولية اليابانية مقابلة مع الملحق الثقافي السعودي في اليابان الدكتور عصام أمان الله بخاري، وأوضح فيها أن الحكومة السعودية تخصص 26 في المئة من الإنفاق الحكومي على التعليم، كونها تعتبر الإنسان السعودي حجر الأساس والمورد الوطني الأهم لصناعة المستقبل. وأضاف: «شهد قطاع التعليم العالي نقلة نوعية في برامج الجامعات الأكاديمية ومراكز التميز البحثي والمراكز الواعدة، إضافة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، إذ تعد هذه فرصة جيدة للمؤسسات التعليمية والصناعية اليابانية لتفعيل الشراكة مع المؤسسات السعودية في مجالات التعاون الصناعي الأكاديمي والأبحاث المشتركة وبرامج التدريب».