نفى الدكتور محمد السعيدي أن يكون قد أيد تهجم بعض الشباب على بيت الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي, وقال رغم اختلافنا الكبير مع الشيخ الغامدي إلا أننا لا نقبل أن يتهجم على بيته أحد, مؤكداً رفضه للعنف أو الاستفزاز، وأن هذا منهجه ومنهج أي مسلم يعرف صحيح دينه. وقال السعيدي إن التعبير عن الرأي لا يمكن أن يكون بالذراع، بل بمجابهة الحجة بالحجة, فالمسلم معصوم الدم والمال والعرض، أياً كان إتجاهه, والكافر أيضاً معصوم الدم والمال والعرض بما له من عهد وذمة, وقال السعيدي إذا كنت أقول بتحريم وتجريم من يعتدي على أنفس الكفار المخالفين في توحيد الألوهية والربوبية، فكيف يتصور أحد مني أن أؤيد العنف واقتحام البيوت في حق أخ في الله تعالى مهما كانت بيني وبينه من خلافات في الرأي؟ وفيما يلي نص الحوار مع الدكتور السعيدي : سبق : الدكتور محمد السعيدي : نشرت لكم "سبق" يوم أمس تعليقاً حول ما نشر عن مطالبة بعض الشباب للشيخ أحمد قاسم الغامدي بالاختلاط مع بناته, فهل ما نشرته "سبق" مما قلته حقا ؟
السعيدي: نعم، لكنني لم أنشره على هيئة مقال أو تصريح صحفي، بل كان كلاماً خاطبت فيه بعض الإخوة في مجموعة بريدية وتلقفه مراسل سبق النشط, لذلك كنت أتمنى لو أن مراسل "سبق" وفقه الله، إتصل بي قبل نشره إياه لكي أصوغ ما ورد من أفكار بطريقة تقلل من الفهم الخاطئ لما قلت.
سبق : وهل فهم كلامك على غير مرادك ؟ السعيدي : نعم، وهذا واضح من الكثير من تعليقات القراء لديكم، بل يبدو من بعض التعليقات أن أصحابها اكتفوا بقراءة العنوان ولم يقرؤوا بقية الكلام أو لم يحسنوا الربط بين أطرافه.
سبق : إذاً أنت لا تؤيد التهجم على بيت الشيخ الغامدي ؟ السعيدي: قبل أن أجيب أحب أن أنبه الإخوة الكرام قراء الصحف الإلكترونية أيا كانت إتجاهاتهم إلى أن التعليق على ما يكتب ليس أقل أهمية مما يكتب, وعليه فينبغي أن يستشعر المعلق أمانة الكلمة عند التعليق ولا يكتب إلا بعد أن يفهم المكتوب كما أراد له كاتبه أن يفهم، ثم يعلق مناقشاً الرأي بالتأييد أو الرفض دون تشخيص أو إساءة للكاتب. سبق : وفيما يتعلق بالسؤال ؟ السعيدي: بالطبع لا أؤيد العنف أو الاستفزاز إليه, والتعبير عن الرأي لا يمكن أن يكون بالذراع، بل بمجابهة الحجة بالحجة, فالمسلم معصوم الدم والمال والعرض، أياً كان إتجاهه, والكافر أيضا معصوم الدم والمال والعرض بما له من عهد وذمة, فإذا كنت أقول بتحريم وتجريم من يعتدي على أنفس الكفار المخالفين في توحيد الألوهية والربوبية، فكيف يتصور أحد مني أن أؤيد العنف واقتحام البيوت في حق أخ في الله تعالى مهما كانت بيني وبينه من خلافات في الرأي, وهذا واضح من قولي في الخبر الذي أوردتموه : إذا كانت القصة كما روتها الصحافة السعودية فالشباب مخطئون لأنهم تهجموا , قلت هذا الكلام في الخبر الذي أوردتموه والعجب من بعض المعلقين كيف فاتتهم قراءته.
سبق: إذاً من أين فهم القراء أنك تؤيد التهجم على بيت الشيخ ؟ السعيدي: لعل ذلك من قولي: إن الشباب حسب رواية "سبق" للخبر ليس عليهم جنحة .
سبق : وعلى أي أساس قلت إنه ليس عليهم جنحة ؟ السعيدي : لأنهم حسب روايتها لم يتهجموا، وإنما طالبوه بما يعتقد هو إباحته ولم يحدث منهم أي جناية يعاقب عليها النظام, ومجرد مطالبتهم ليست جنحة، لا سيما الأمر الذي طالبوا به مباح في نظر الغامدي . سبق : لكن الشيخ الغامدي لا يقول إن الاختلاط واجب، فكيف تلزمه به ؟ السعيدي : أين في كلامي ما ألزمت به الغامدي بالاختلاط ؟ قلت في الخبر الذي أوردتموه: إن له حق الامتناع , هو من حقه أن يمتنع, وقد فعل ذلك, وكنت أسأل ما هو مبرر استدعاء الدوريات لهم ما داموا قد ذهبوا ولم يحدث منهم تهجم أو محاولة اقتحام ؟
سبق : يقول بعض القراء لو أن أحداً طلب من الدكتور السعيدي أن يدخل بيته ويجلس مع ابنه أليس من حقه أن يمتنع؟ فكيف يلزم الشيخ الغامدي بجلوس الشباب مع أهله؟ السعيدي : لم ألزم الشيخ بذلك بل قلت إن له الحق في أن يمتنع، لكن المشكلة كلها في استدعاء الشرطة ما أزال أقول إنه ليس من حقه استدعاء الدوريات لهم. الصورة كما أفهمها لو أن شخصاً طلب مني أن يأكل في بيتي أو يشرب أو ينام فلي الحق بأن أوافق ولي الحق بأن أرفض، لكن ليس لي الحق في طلب الشرطة له, أليس الشيخ يرى أن الاختلاط مباح في البيوت والعمل وأماكن الدراسة , فإذا طلب منه الاختلاط وامتنع ولم يكن هناك هجوم أو اعتداء فما الداعي لسجن الشباب .
سبق : ما الذي كان المفروض أن يفعله الشيخ في رأيك ؟ هل يسمح لهم بالدخول ؟ السعيدي : الشيخ الغامدي رجل داعية وهو الآن يؤسس لما يرى أنه تحرير للمجتمع من الجمود وتغليب الأعراف على النصوص, وتقديس أقوال الرجال, ومن كانت هذه غايته لابد أن يصبر على الأذى أسوة بجميع المصلحين, وليس من الصبر أن يستدعي الشرطة لهؤلاء الشباب ويؤلب الجهات الأمنية عليهم .
سبق : وهل أنت تعذر الشباب أم تتفهم موقفهم ؟ السعيدي : الشيخ الغامدي وصف الشباب حسب جريدة المدينة بأنهم ليسوا من طلاب العلم الشرعي وأنهم أغرار ورعاع, ومن كانت هذه صفته فمن واجب الداعية الرفق به وتعليمه، لا سيما أنهم لم يتهجموا أو يحاولوا اقتحام البيت بالقوة, ولو حاولوا اقتحام البيت بالقوة أو تهجموا على أسرة الشيخ وأهله ولو باللسان أو بالنظر فأبعدهم الله , لكن الأخبار تتوالى بأنهم لم يقوموا بذلك. سبق : إذاً لماذا أخذتهم الدوريات ما دام أن الأمر كما ذكرت ؟ السعيدي : السؤال لا يوجه لي فقد يكون في الواقعة شيء لم يذكر من عنف، فإن لم يكن فقد تكون الدوريات أخطأت أو جاءها البلاغ من أبناء الشيخ الغامدي بما يوحي بالخطر.
سبق: يقول البعض إنك تحاول الشهرة على حساب الشيخ الغامدي ؟ السعيدي : لو كنت أريد ذلك لنشرت مقالاً انتقدت فيه الشيخ الغامدي أو اشتركت معه في مناظرة, والواقع أنني لم أفعل ذلك والتعليق أوردته "سبق" ، فكيف يقال إني أردت الشهرة على حسابه علماً بأن الشهرة ليست كلها خيراً ومنها ما يبتعد العاقل منه.
سبق: يقول البعض إنك لا تملك الأدلة على تحريم الاختلاط فاتجهت إلى حيلة العاجز وهي التحريض ؟ السعيدي: أنا لم أناقش أدلة الاختلاط أصلاً ولم أشترك في أي نقاش حول المسألة , لذلك لا يوجه لي هذا النقد, كما أنني أبعد الناس عن التحريض .
سبق : يقول بعض القراء إن الشيخ الغامدي لا يقصد الاختلاط في المنازل، بل الاختلاط العارض كما في الحرم والمسعى والسوق.. فما رأيك ؟ السعيدي: من يقول هذا لم يتابع الشيخ الغامدي, بل الشيخ يجيز كل أنواع الاختلاط ولا يفرق بين العارض وغيره وأحيل القارئ الكريم إلى كتاباته وحواراته.