شهدت جامعة "طيبة" مؤخراً تقديم محاضرة ثقافية تنموية عن مرض "التوحد" وكيفية التعامل مع الأطفال المصابين به. وألقت المحاضرة أخصائية تأهيل وتعديل سلوك أطفال "التوحد" من معهد "جاردن غروف" بكاليفورنيا، الدكتورة حفيظة القزعة، في مدرج كلية الطب بشطر الطالبات بالجامعة، وذلك بالتعاون مع مركز التأهيل الشامل بالمدينة المنورة.
وجاء إلقاء المحاضرة في وجود عميدة الدراسات الجامعية الدكتورة إيناس طه وكيلة كلية التربية الدكتورة عائشة الأحمدي وعدد من المتخصصات والمهتمات بموضوع المحاضرة من المراكز المتخصصة.
وقالت الدكتورة "حفيظة": هناك العديد من النقاط المهمة التي يجب أن نركز عليها، أبرزها ضرورة الوعي الكامل بمدى حاجة طفل "التوحد" إلى رعاية نفسية من نوع خاص. وأضافت: الطفل المصاب بهذا المرض يحتاج إلى التفهم والدعم والصبر والهدوء وزرع الثقة في نفسه وفي قدرته على التعاطي مع الأمور من حوله. وأردفت: الهدف الأساسي الذي نريد تحقيقه هو تربية أبنائنا على أن يكونوا قادرين على الاعتماد على أنفسهم وهم يشقون طرقهم في الحياة، بغض النظر عن نوعية المستقبل العلمي والعملي الذي نطمح إلى أن نراهم يحققونه.
وتابعت: هذا الهدف يجب أن يكون نصب أعيننا عند التعامل مع أطفالنا المصابين ب"التوحد"، كما يجب أن نفهم تماماً أن حالة الإصابة بهذا المرض هي حالة لا علاج لها، ولكنها تحتاج إلى عملية تعديل وتأهيل للسلوك، وهذا هو الأمر الوحيد الذي يمكن أن يحقق نتائج ملموسة.
وقالت الدكتورة "حفيظة": من المهم مراعاة علاقة الأهالي والأخصائيين بأطفال "التوحد"؛ فالأهالي والأخصائيون يغرسون البذور الصالحة في نفوس الأطفال منذ مراحلهم العمرية المبكرة، وهذا الأمر هو الذي يمكن أن يحقق نتائج إيجابية ملموسة مع مرور السنوات. وأضافت: التجارب مع الأطفال "التوحديين" تختلف من طفل لآخر، وهناك الكثير من الطرق التي ينبغي على من يتعامل مع مثل هذه الحالات استخدامها لتطبيقها على "التوحديين"، مع مراعاة أنه لا يشترط فرض أسلوب معين في التعامل؛ لأن بعض الطرق يمكن أن تحقق نجاحاً مع طفل معين بينما تفشل مع طفل آخر؛ ما يعني أن لكل تجربة ظروفها الخاصة وفق طبيعة شخصية كل طفل منهم.
وأردفت: السمة التي يتصف بها جميع أطفال "التوحد" هي حاجتهم إلى الاحترام والتفهم والثقة، وأن يتم منحهم الثقة والتعامل معهم باعتبار أنهم أطفال قادرون على العطاء كغيرهم من الأطفال الطبيعيين، ويجب أن يكون لدى المجتمع إيمان بقاعدة ثابتة فيما يخص التوحديين، هي أنه لا توجد حالة توحد تنتكس أبداً، وإنما يمكن تحقيق نتائج إيجابية مع كل الحالات.
وفي ختام المحاضرة أجابت الدكتورة "حفيظة" عن أسئلة واستفسارات الحضور، واستمع المشاركون إلى العديد من المداخلات، بينما قدمت عميدة الدراسات الجامعية درعاً تذكارية للمحاضِرة.