تحت شعار "ساعدوني لأتواصل معكم"، تنطلق اليوم فعاليات حملة التوعية باضطراب التوحد، وذلك بتنظيم مشترك بين مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية. ويأتي انطلاق فعاليات هذه الحملة بالتزامن مع اليوم العالمي للتوحد في الثاني من إبريل من كل عام. تبدأ الحملة فعالياتها بالمدينة الطبية اليوم من التاسعة صباحاً وحتى الرابعة مساء. وستتيح لذوي المصابين بالتوحد فرصة للالتقاء بعدد من أبرز استشاريي طب نفس الأطفال وأخصائيي وأخصائيات السلوك والنطق. يتولى هذا الفريق المتخصص خلال الحملة مهمة التعريف والتثقيف بالتوحد وكيفية التعامل معه كاضطراب نمائي يحتاج للكثير من الوعي الأسري والاجتماعي. وحول الغاية من الحملة هذا العام، أكدت استشارية نمو وسلوكيات الأطفال، استشارية التوحد الدكتورة عبير الحربي أن هاجس الحملة الأهم هو الاقتراب من المجتمع وتقديم صورة أوضح لهم عن التوحد. وأضافت: "المجتمع لا يعرف كيف يتعامل مع الطفل التوحدي خصوصاً في الأماكن العامة، فالمطارات والأسواق والمستشفيات وغيرها من الأماكن تمثل المحك الحقيقي لقياس تقبل المجتمع للطفل التوحدي وسلوكياته الغير معروفة للكثيرين". وبينت الحربي في ذات الصدد أن على المجتمع أن يتقبل الطفل التوحدي كما هو، وهذا ممكن لو عرف الناس أعراض التوحد وأبرز سماته والسلوكيات المصاحبة له، وأن هذا ما تهدف الحملة إلى التعريف به. وأكدت الحربي في معرض حديثها عن الحملة أن هذا سيساهم كثيراً في تقليص النفور الاجتماعي السائد من بعض سلوكيات الأطفال التوحديين، كما يهدف بشكل مباشر إلى تخفيف الأعباء عن الأسرة التي تعاني كثيراً من عدم فهم المجتمع لطبيعة المشكلة، وتعمد الكثيرين للإلقاء باللائمة على الأسرة اعتقاداً منهم أن هذا مردود إلى سوء تربية الطفل أو الطفلة. إلى ذلك، بينت الدكتورة عبير أن الحملة هذا العام توظف أدوات كثيرة لإيصال الفهم العام بالتوحد، وأن مهمة التعريف بالتوحد كاضطراب انتهت بنهاية حملة العام الماضي. والمستهدف الآن هم أفراد المجتمع الذين يلتقون بالطفل التوحدي في أي مكان خارج منزله ومدرسته. وقد وفرت الحملة رسوماً تعبيرية لتبسيط الفكرة للمجتمع، كما رصدت عبارات تصف أهم احتياجات الطفل التوحدي اجتماعياً، بالإضافة إلى توفير مقاييس سوف تسهم في قراءة درجة وعي المجتمع بالتوحد كاضطراب يمكن تعديل الكثير من أعراضه والانتقال بالحالة إلى مراحل مرضية سلوكياً في المجتمع، بعكس ما يعتقده الكثيرون.