غابت وزارتا التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية عن احتفال وزارة الصحة اليوم؛ مُمثلةً في مستشفى الأطفال بمحافظة الطائف باليوم العالمي لمرض التوحد. واستنكر عددٌ كبيرٌ من الحضور غياب الوزارتين مع أن شعار الاحتفال "مرضى التوحد لهم حق الدمج في التعليم"، ومع ذلك لم يكن هناك ممثل لوزارة التربية والتعليم، أو لوزارة الشؤون الاجتماعية.
وقال: إنه لا فائدة تُرجى من احتفال كل جهة على حدة بيوم التوحد، فالمواطن عليه في هذه الحالة مراجعة كل وزارة على حدة؛ ليوصل صوته ومعاناته.
وطالب عددٌ من أولياء أمور الأطفال التوحديين في المرات القادمة أن يلتم شمل الوزارات؛ لتقديم خدمة أفضل، مُشيرين إلى أن أجمل ما في الاحتفال أن وزارة الصحة وعدت الأهالي بمحاولة فتح مراكز متخصصة، وكذلك وعدت برفع أسماء المرضى لإصدار أوامر بعلاجهم إذا أمكن؛ مما أنعش الأهالي وجدد فيهم روح الأمل، على أمل الوفاء بما وعدت حتى يتم تجاوز مرحلة التوعية والتعريف، والتطلع لخدمات حقيقية ذات نتائج ملموسة.
وجاء احتفال اليوم كخطوة للأمام بذلتها وزارة الصحة في سبيل تثقيف وتوعية المجتمع بمرض التوحد "أسبابه ومظاهره وكيفية تشخيصه وبعض طرق علاجه"، بحضور استشاريين وأخصائيين من بينهم الدكتورة فريهان من مستشفى الأمير منصور، والدكتورة رندة من مستشفى الأطفال، والأخصائية لولوة الغامدي من مستشفى الصحة النفسية.
وتواجد عددٌ كبيرٌ من أهالي التوحديين بمسرح فندق أوالف بالطائف، مما يدل على زيادة مرضى التوحد وتجاوزه للعدد المسجل بالإحصائيات. وكان الحزن يكسو ملامح آبائهم وأمهاتهم.
كما حضر عدد من الأطفال التوحديين مختلفي الأعمار، وبعضهم قد تجاوز العشرة الأعوام، مما يُقلل فرص شفائهم وتدريبهم.
وأقيم بالمُناسبة معرض خاص احتوى على بعض الألعاب التي تُناسب التوحديين، وكذلك المأكولات الصحية الخاصة بهم.
وقدمت وجبات وهدايا لمرضى التوحد وأسرهم. وألقيت بعض المحاضرات التوعوية من قبل المُختصات، تطرقوا فيها- ولأول مرة- عن نفسية أسر مرضى التوحد، والمشاكل التي قد تؤدي للانفصال بسبب الضرر النفسي والمادي والاجتماعي التي تتعرض لها أسر التوحديين.
وكان هناك استفسارات من الأهالي بخصوص أبنائهم التوحديين، حيث كان هناك غضب حقيقي من ضآلة الخدمات، وكثرة الاحتفال بيوم التوحد، حيث الأسر لا تريد احتفال ولا محاضرات ولا هدايا، بقدر ما هم بحاجة لعلاج حقيقي ومراكز مقننة خاصة بهم دون دمجهم بالمعاقين أو المتخلفين.
وأكدوا على أن مرضى التوحد لهم الحق في المطالبة بالعلاج المجاني داخل أو خارج المملكة، فقد تجاوز الأهالي مرحلة التثقيف، وهم الآن يبحثون عن حلول؛ فهناك من يُطالب بعلاج ابنه بواسطة غرف الأكسجين، وهناك من يُطالب بالسفر إلى أوكرانيا؛ لوجود أفضل مركز توحد بالعالم.