وصفت خبيرة في «التربية الخاصة والتعديل السلوكي»، الدراسات والأبحاث السعودية في هذا التخصص «غير دقيقة». واعتبرت الدكتورة نادية فهيم، قلة أعداد الاختصاصيين «يسهم في عدم وضوح الدراسات، لعدم توافر كفاءات قادرة على معرفة المشكلات التي يعاني منها مرضى التوحد في المملكة». واعتبرت فهيم، وهي أستاذ في جامعة نيويورك، خلال مشاركتها في فعاليات «اليوم العالمي للتوحد»، الذي أقامته «الجمعية السعودية للتوحد»، أن «عدم الخوض في التخصص، وعدم درسه في شكل علمي، يفاقم من وضع الحالات التي تعاني من التوحد، فالتدخل المبكر من جانب الأهالي والاختصاصيين، يقلل من الاضطرابات، ويعزز المهارات الايجابية، لتحسين المستوى السلوكي لدى مصابي التوحد». وتضمن اللقاء الذي حضره عدد من أمهات المصابين، ورش عمل وندوات ومحاضرات، تتابعت لنحو خمس ساعات. وأشارت فهيم إلى المشكلات التي يعانيها أطفال التوحد، في ظل «غياب الاهتمام، وعدم معرفة العلاج السلوكي بالشكل المطلوب»، موضحة «غياب التثقيف والتدريب، وقلة أعداد الاختصاصيين، وعدم مواكبة الدراسات والبحوث العالمية، والاهتمام في الأدوات المستخدمة لطفل التوحد ولا نعلم إذا كانت تتلاءم دينياً أم لا في السعودية»، مضيفة ان الإحصاءات «غير دقيقة، وبحسب بحوث عالمية في أميركا يعاني طفل واحد من بين 150 طفلاً من مرض التوحد، والذكور أربعة أضعاف الإناث، سواء في أميركا أو غيرها». واستغلت أمهات المصابين بمرض التوحد، المناسبة لنقل همومهن إلى الجمعية، مطالبات بسرعة معالجة أوضاع مراكز الرعاية، التي أصبحت «تعامل طفل التوحد على أنه معوق». وأشارت ابتسام آل الشيخ (أم طفل مصاب)، إلى الصعوبات التي تواجهها مع طفلها التوحدي، بسبب «تدني المستوى العلمي والكفاءة لدى الاختصاصيات»، موضحة ان «الأماكن غير مهيأة لاستيعاب أبنائنا، فالمركز الذي التحق به طفلي (خمسة أعوام)، يعاني من اكتظاظ الطلبة في الفصل الواحد، وعدم توافر اختصاصيات تخاطب وتعلم وحركة. كما أن المستوى العلمي متدنٍ، فبعضهن خريجات ثانوية ويعاملن الأطفال التوحديين على أنهم في حضانة، وليس في مركز تأهيل ورعاية، وهذا الأمر يفاقم من وضع الطفل التوحدي، وهناك عدد من الأهالي يذهبون خلال فترة الصيف إلى مصر والأردن، لوضع أبنائهم في المراكز هناك لمدة ثلاثة أشهر، لتعلم مهارات حياتية». ونفت ان يكون طفل التوحد «معوقاً، وإنما يحتاج إلى رعاية وتعليم وتدخل مبكر»، مضيفة «على رغم التكاليف التي ندفعها شهرياً للمراكز، إلا أننا نعاني من عدم الكفاءة، وقلة الاختصاصيين، وغياب دور الشؤون الاجتماعية عن مراعاة هذه الفئات». ولم تقتصر المشكلة على الأمهات، وإنما تعدت للاختصاصيات اللاتي تناولن خلال اللقاء صعوبات العمل في مراكز الرعاية. وقالت إحداهن: «ضعف الرواتب، وغياب التدريب والتأهيل، وعدم اشتراط شهادات علمية، كل ذلك يسهم في عدم تحسن الأطفال، لأننا غير مؤهلات لذلك، فأنا خريجة جغرافية، وأعمل في مركز لرعاية أطفال التوحد».