أكمل المنتخب الإسباني عقد الفرق المتأهلة لدور الثمانية ببطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، إثر فوزه الثمين 1/صفر على نظيره البرتغالي أمس الثلاثاء، على استاد "جرين بوينت" بمدينة كيب تاون، في ختام لقاءات الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة. ويدين المنتخب الإسباني بالفضل الكبير في هذا الفوز الثمين إلى مهاجمه الخطير ديفيد فيا، الذي هز شباك المنتخب البرتغالي أخيرا؛ حيث سجّل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 63 ليقود الفريق إلى الفوز الثمين والتأهل لدور الثمانية. والهدف هو الأول في شباك المنتخب البرتغالي في البطولة الحالية؛ حيث حافظ الفريق على نظافة شباكه على مدار المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول للبطولة. ويلتقي المنتخب الإسباني بذلك في دور الثمانية مع منتخب باراجواي الأحد المقبل. انتهى الشوط الأول من المباراة بالتعادل السلبي، ثم نجح فيا في اختراق الدفاع البرتغالي الصلد وتسجيل هدف الفوز الثمين في الدقيقة 63. والهدف هو الرابع لفيا في البطولة الحالية؛ ليقتسم اللاعب صدارة هدافي البطولة مع الأرجنتيني جونزالو هيجوين والسلوفاكي روبرت فيتيك. كما عادل فيا بهذا الهدف الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في المباريات الدولية مع المنتخب الإسباني، والمسجل باسم راؤول جونزاليس برصيد 44 هدفا. وشهدت الدقيقة 89 طرد اللاعب ريكاردو كوستا بسبب الاعتداء على خوان كابديفيلا. وكما كان متوقعا، قدَّم الفريقان عرضا قويا في الشوط الأول؛ حيث كان المنتخب الإسباني هو الأفضل من جميع الوجوه، سواء الاستحواذ على الكرة أو الانتشار في الملعب أو المحاولات الهجومية. ولكن الدفاع البرتغالي، الذي لم تهتز شباك فريقه في ثلاث مباريات بالدور الأول، واصل تألقه وتصدى لجميع المحاولات الإسبانية، بينما شكّلت الهجمات المرتدة السريعة للبرتغال خطورة فائقة، وكانت فرص الفريق النادرة أخطر من نظيرتها الإسبانية. بدأت المباراة بهجوم مكثّف من الفريقين؛ بغية تسجيل هدف مبكر يساعد صاحبه في حسم اللقاء الصعب. وكانت البداية الأقوى من جانب المنتخب الإسباني؛ حيث باغت مهاجمه الخطير ديفيد فيا حارس المرمى البرتغالي إدواردو بتسديدة ماكرة من حدود منطقة الجزاء في الدقيقة الأولى في اتجاه الزاوية البعيدة، ولكن الحارس تصدى لها ببراعة. وأتبعها فيا بتسديدة أخرى في الدقيقة الثالثة من خارج منطقة الجزاء، تصدى لها الحارس البرتغالي أيضاً. واخترق فيا منطقة جزاء البرتغال من الناحية اليسرى التي يفضل اللعب فيها، ثم سدد كرة زاحفة قوية من بين أقدام مدافعي البرتغال، ولكن الحارس إدواردو تصدى لها ثم شتتها الدفاع. وبعدها انتقل الضعط الهجومي لصالح البرتغال بقيادة راؤول ميريليس وكريستيانو رونالدو وهوجو أبلميدا، ولكن الدفاع الإسباني كان يقظا وصلدا؛ فأسفر الضغط عن ضربتين ركنيتين متتاليتين لم تسفر أي منهما عن شيء. وشهدت الدقيقة 13 فرصة خطيرة أخرى لإسبانيا إثر ضربة ركنية لعبها تشابي ألونسو وحوّلها زميله المهاجم فيرناندو توريس بقدمه قوية من زاوية صعبة، ولكنها علت العارضة مباشرة. وحصل كريستيانو رونالدو على ضربة حرة من مسافة بعيدة في الدقيقة 17، وسددها بنفسه، ولكنها ذهبت في يد الحارس الإسباني إيكر كاسياس. وشكّلت اختراقات البرتغالي فابيو كوينتراو من ناحية اليسار إزعاجا شديدا للدفاع الإسباني، ومن إحداها مرّر الكرة زاحفة إلى زميله تياجو الذي سددها بقوة من مسافة تزيد على 25 مترا، ولكن كاسياس تصدى لها على مرتين قبل رأس هوجو ألميدا الذي ضغط عليه بالقرب من خط المرمى. وواصل المنتخب الإسباني محاولاته الهجومية، كما كان الأكثر استحواذا على الكرة، ولكن الدفاع البرتغالي الصلد وحارس مرماه المتيقظ نجحا في الصمود أمام محاولات الماتادور الإسباني. وسدّد رونالدو كرة أخرى قوية من ضربة حرة احتُسبت للبرتغال في الدقيقة 28 على مسافة بعيدة من المرمى الإسباني، ولكن الكرة كانت قوية؛ فارتدت من كاسياس قبل أن يشتتها الدفاع بصعوبة بالغة. وردّ فيا بمحاولة رائعة في الدقيقة التالية، ولكن الكرة التي لعبها عرضية مرت فوق العارضة مباشرة. وسدّد تشافي هيرنانديز كرة قوية من مسافة بعيدة في الدقيقة 31 ذهبت خارج المرمى البرتغالي. وواصل المنتخب الإسباني استحواذه على الكرة ومحاولاته المكثفة لاختراق الدفاع البرتغالي، ولكن الأخير ظلّ على تماسكه، وأغلق جميع المساحات أمام الهجوم الإسباني. وشهدت الدقيقة 39 فرصة خطيرة للبرتغال إثر تمريرة عرضية لعبها راؤول ميريليس من ناحية اليمين، وقابلها هوجو ألميدا بضربة رأس، ولكنها لم تكن متقنة؛ فخرجت الكرة إلى ضربة مرمى. وأنقذ كاسياس فريقه من هدف مؤكد في الدقيقة 42 عندما خرج من منطقة جزائه، وقطع الكرة من أمام سيماو؛ ليحرمه من الانفراد والتسديد. وبعدها بدقيقة واحدة لعب فابيو كوينتراو كرة عرضية رائعة من ناحية اليسار قابلها تياجو المندفع من الخلف بضربة رأس قوية، ولكنها ذهبت بعيدا عن المرمى. وأبعد ريكاردو كارفاليو الكرة من أمام فيرناندو توريس في الوقت المناسب وهو داخل منطقة الجزاء؛ لينقذ فريقه من هجمة إسبانية خطيرة في الدقيقة 45؛ لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بعد شوط قوي من الفريقين. وبدأ المنتخب الإسباني الشوط الثاني بهجوم متواصل أيضا، وحاصر المنتخب البرتغالي في وسط ملعبه، ولكن الدفاع البرتغالي كان بالمرصاد لكل هذه المحاولات. وحالف الحظ المنتخب الإسباني في الدقيقة 52 إثر هجمة مرتدة سريعة للبرتغال قادها ألميدا من ناحية اليسار، وراوغ الدفاع الإسباني داخل منطقة الجزاء، ثم سدّد الكرة فاصطدمت بقدم كارلس بيول وحوّلت مسارها قبل خط المرمى بسنتيمترات قليلة، ثم خرجت إلى ضربة ركنية لم تُستغل. منحت هذه الفرصة المنتخب البرتغالي بعض الثقة؛ فلجأ الفريق إلى شنّ عدد من الهجمات التي شكّلت بعض الخطورة، ولكنها لم تسفر عن شيء بسبب يقظة الدفاع الإسباني وعدم دقة الهجوم البرتغالي في إنهاء الهجمات. ودفع المدرب كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب البرتغالي، باللاعب داني بدلا من ألميدا في الدقيقة 58، ثم دفع المدرب فيسنتي دل بوسكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني، باللاعب فيرناندو ليورنتي في الدقيقة 59 بدلا من فيرناندو توريس البعيد عن مستواه المعهود منذ بداية البطولة. ومن أول لمسة له كاد ليورنتي يسجل هدف التقدم إثر كرة عرضية من ناحية اليمين قابلها ليورنتي بضربة رأس وهو على بُعد خطوات قليلة من المرمى، ولكن الكرة اصطدمت بجسم الحارس وضاعت الفرصة. وواصل الماتادور الإسباني محاولاته الهجومية وسدّد فيا كرة رائعة من خارج حدود المنطقة، ولكنها مرت بجوار القائم على يسار الحارس البرتغالي. وأسفرت هجمات المنتخب الإسباني عن هدف التقدم في الدقيقة 63 بعدما نجح الفريق في اختراق الدفاع البرتغالي القوي وتسجيل الهدف الأول في شباك إدواردو في هذا المونديال. وجاء الهدف بعد هجمة منظمة لإسبانيا تنقلت فيها الكرة بسرعة فائقة ومهارة رائعة في التمرير بين لاعبي إسبانيا، فشل معها لاعبو البرتغال في التصدي للهجمة؛ لتصل الكرة في النهاية إلى ديفيد فيا داخل منطقة الجزاء؛ فسددها في الحارس سيماو؛ لترتد من جسم الحارس إلى فيا مجددا؛ ليلعبها بشكل رائع داخل الشباك. ومنح الهدف منتخب إسبانيا ثقة كبيرة؛ فواصل ضغطه الهجومي، ولكن الدفاع البرتغالي تصدى لهذه المحاولات الإسبانية مجددا. وكاد سيرخيو راموس يسجل الهدف الثاني لإسبانيا في الدقيقة 70 إثر هجمة سريعة للماتادور الإسباني، أنهاها راموس بتسديدة قوية من داخل حدود المنطقة، ولكن الحارس إدواردو تألق مجددا وأبعد الكرة إلى ركنية لم تُستغل. ودفع كيروش بتغييرين دفعة واحدة في الدقيقة 72 بنزول بدرو مينديز وليدسون بدلا من بيبي وسيماو سابروسا على الترتيب. ونال الإسباني تشابي ألونسو إنذارا في الدقيقة 74 للخشونة، وهو الإنذار الأول للمنتخب الإسباني في البطولة الحالية. وسدد فيا كرة رائعة من مسافة بعيدة في الدقيقة 76 تصدى لها إدواردو بصعوبة بالغة. ونال البرتغالي تياجو إنذارا في الدقيقة 80 للخشونة مع فيا. وأهدر ليورنتي فرصة تسجيل الهدف الثاني لإسبانيا في الدقيقة 87؛ حيث استغل تمريرة طولية رائعة وقابلها بضربة رأس، ولكنها ذهبت خارج القائم على يسار إدواردو. وشهدت الدقيقة 89 طرد اللاعب ريكاردو كوستا بسبب الاعتداء على خوان كابديفيلا. وفشل الضغط البرتغالي المكثف في تحقيق التعادل في الوقت بدل الضائع من المباراة؛ لينتهي اللقاء بالفوز والتأهل الإسباني وخروج البرتغال بقيادة رونالدو.