قاد دافيد فيا منتخب اسبانيا بطل اوروبا لحسم الموقعة الايبيرية مع جاره البرتغالي 1-صفر ومنحه بطاقة التأهل الى ربع النهائي من نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 المقامة حالياً في جنوب افريقيا على ملعب "غرين بوينت ستاديوم" في كايب تاون. وسجل فيا هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 63، ليرفع رصيده الى اربعة اهداف في النسخة الحالية وسبعة في النهائيات والثاني والاربعين مع المنتخب ليصبح على بعد هدفين من معادلة الرقم القياسي المسجل باسم راوول غونزاليز. وضرب المنتخب الاسباني موعدا في الدور ربع النهائي مع نظيره الباراغوياني الذي كان تغلب على اليابان بركلات الترجيح 5-3 بعد تعادلهما صفر-صفر في الوقتين الاصلي والاضافي. واستحق أبطال اوروبا الفوز تماما لانهم سيطروا على اللقاء بشكل كبير وحصلوا على الكثير من الفرص، الا أن الحارس ادواردو وقف سدا منيعا في وجههم قبل ان ينحني لفيا الذي تصدر ترتيب الهدافين مشاركة مع الارجنتيني غونزالو هيغواين والسلوفاكي روبرت فيتيك الذي ودع البطولة امس على يد يد هولندا. واكد "لا فوريا روخا" بانه تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيب امال مناصريه في النهاية، وبانه اصبح المنتخب القادر على الذهاب حتى النهاية كما فعل قبل عامين عندما توج بكأس اوروبا للمرة الاولى منذ 1964، وثأر من نظيره البرتغالي الذي كان تسبب بخروجه من الدور الاول لكأس اوروبا 2004 بالفوز عليه 1-صفر، كما وضع حدا لمسلسل المباريات التي خاضها "سيليساو داس كوينتاش" دون هزيمة عند 18 على التوالي، وحرمه من تحطيم الرقم القياسي المحلي الذي سجله بين 2005 و2006 بقيادة المدرب البرازيلي لويز فيليبي سكولاري. ولم يجر مدرب اسبانيا فيسنتي دل بوسكي اي تعديل على التشكيلة التي واجهت تشيلي (2-1) في الجولة الاخيرة من الدور الاول حيث لعب تشابي الونسو اساسيا بعد تعافيه من التواء في الكاحل الايمن، فيما لعب فرناندو توريس كرأس حربة ودافيد فيا على الجهة اليسرى. اما في الجهة المقابلة فلم يتخل كارلوس كيروش عن حذره الدفاعي كما وعد بعد التعادل مع البرازيل (صفر-صفر) في مباراة دفاعية بحتة ل"سيليساو داس كويناش"، اذ لعب بخط دفاعي مكون من اربعة حيث لعب بيبي، العائد من الاصابة مؤخرا، منذ البداية لكن امام الرباعي ريكاردو كوستا وريكاردو كارفالو وبرونو الفيش وفابيو كوينتراو الذي عاد ليشغل مركز الظهير الايسر بدلا من دودا بعد ان لعب كجناح امام البرازيل بهدف ايقاف توغلات مايكون ودانيال الفيش، فيما لعب سيماو اساسيا على الجهة اليمنى وهوغو الميدا كرأس حربة وكريستيانو رونالدو على الجهة اليسرى وراوول ميريليس وتياغو كلاعبي وسط مدافعين، في حين غاب داني عن التشكيلة بعد ان لعب اساسيا امام البرازيليين. وبدأ المنتخب الاسباني المباراة مهاجما منذ البداية وبدا واضحا ان البرتغاليين لجأوا الى التكتيك الدفاعي الذي اعتمدوه امام البرازيل، وكاد "لا فوريا روخا" ان يفتتح التسجيل منذ الدقيقة الثانية عبر توريس الذي اطلق كرة قوية من الجهة اليسرى للمنطقة البرتغالية ما اضطر الحارس ادورادو للتدخل ببراعة من اجل انقاذ الموقف، ثم تدخل مجددا بعد دقيقة واحدة ليصد تسديدة بعيدة من الجهة اليسرى وهذه المرة من فيا (3) الذي اختبر الحارس البرتغالي مرة اخرى من الجهة ذاتها لكن من زاوية ضيقة الا ان حارس براغا تألق مجددا (5). وفرض الاسبان سيطرتهم المطلقة على ما الشوط الاول لكنهم فشلوا في اختراق التكتل الدفاعي المحكم لرجال كيروش الذين تراجعوا الى منقطتهم معتمدين على الهجمات المرتدة النادرة جدا. ولم يتغير الوضع في الشوط الثاني حيث واصل الاسبان سيطرتهم الميدانية دون ان ينجحوا في الوصول الى مرمى ادواردو، ومن هجمة مرتدة سريعة كاد البرتغاليون ان يفتتحوا التسجيل عندما توغل الميدا في الجهة اليسرى ولعب كرة عرضية حولها بويول بفخذه وكاد ان يخدع حارسه كاسياس لكن الكرة مرت من امام باب المرمى وواصلت طريقها الى خارج الملعب (52). وبعدها اجرى المدربان اول تبديلاتهما، فخرج توريس تاركا مكانه لفرناندو لورنتي، والميدا ودخل مكانه داني (58). وكاد لورنتي ان يضع اسبانيا في المقدمة من اول لمسة له للكرة بعد عرضية من راموس حولها برأسه لكن ادواردو تعملق وصدها (60)، ثم اتبعها فيا باخرى من تسديدة صاروخية مرت قريبة جدا من القائم الايسر (61)، قبل ان ينجح مهاجم برشلونة الجديد في هز الشباك البرتغالية اثر لعبة جماعية بدأها انييستا بتمريره الكرة الى تشافي الذي حولها بكعبه الى زميله الجديد في النادي الكاتالوني، فسددها الاخير بيسراه بقوة لكنها ارتدت من الحارس وعادت اليه فتابعها بيمناه ارتطمت بالعارضة وعانقت الشباك (63). وحاول كيروش ان يتدارك الموقف فزج بليدسون وبدرو منديز بدلا من سيماو وبيبي (72)، الا ان شيئا لم يتغير لان الاسبان واصلوا تفوقهم الميداني وكاد فيا ان يضيف هدفه الشخصي الثاني من كرة صاروخية اطلقها من حوالي 25 مترا لكن ادواردو تألق وانقذ مرماه (77)، ثم حصل لورنتي بدوره على فرصة بعد تمريرة من فيا بالذات لكن محاولته الرأسية مرت قريبة جدا من القائم الايسر (87). وتعقدت مهمة البرتغاليين في الدقائق الاخيرة بعدما رفع الحكم الارجنتيني هكتور بارداسي البطاقة الحمراء في وجه ريكاردو كوستا بسبب توجيهه ضربة بالكوع الى خوان كابديفيا (89).