أكدت اللجنة المنظمة لمونديال 2010 بجنوب إفريقيا أنه لا نية لحظر صفارات "فوفوزيلا" الموسيقية، التي اشتهر بها جمهور القارة السمراء؛ نظرا إلى اعتبارها جزءا من التراث الإفريقي لا يمكن الاستغناء عنه، رغم الضوضاء الكبيرة التي تحدثها. وأوضح ريتش مكوندو، المتحدث باسم اللجنة المنظمة، أن رئيس اللجنة داني جوردان لم يفصح مطلقًا عن حظر "فوفوزيلا" في ملاعب المونديال، إلا في حالات معينة تستوجب ذلك. وأثير جدل شديد حول منع دخول هذه الصفارات إلى مدرجات الملاعب بسبب الضجيج التي تسببه، والتشويش على هتافات الجماهير وغنائهم أثناء المباراة. وأشار مكوندو إلى أن (فوفوزيلا) جزء من تاريخ جنوب إفريقيا؛ حيث كانت تُصنع من قرون الحيوانات، واستخدمها القدماء أبواقا كوسيلة للتعبير. وطالب مكوندو الجماهير بإلتزام الصمت والامتناع عن النفخ في "فوفوزيلا" إذا طُلب منهم ذلك عن طريق إعلانات الشاشات الإلكترونية داخل الملعب، خاصة عند عزف النشيد الوطني للمنتخبات. وفرضت أبواق "فوفوزيلا" نفسها ضيفة مزعجة في مباريات كأس العالم في جنوب إفريقيا حتى الآن، لكن الشركة المصنعة لها أعلنت توصلها إلى نسخة جديدة أقل إزعاجا. وقال نيل فان سشالفيك، الشريك في الشركة الرياضية المصنعة ل(فوفوزيلا): "أجرينا تعديلا على الآلة، وهناك الآن (فوفوزيلا) جديدة ستخفُّ معها قوة الصوت بعشرين ديسيبيل". و(فوفوزيلا) عبارة عن بوق صاخب يُطلق أصواتًا يتردد صداها في أرجاء الملعب؛ حيث تصل قوة الصوت إلى 127 ديسيبيل، في حين أن صفارة الحكم تُصدر صوتًا بقوة 121.8 ديسيبيل. آخر الانتقادات لهذه الأصوات جاءت من نجم منتخب البرتغال كريستيانو رونالدو الذي قال: "من الصعب على أي شخص على أرض الملعب أن يحافظ على تركيزه". مضيفا "العديد من اللاعبين لا يحبون هذه الأبواق، لكن عليهم الاعتياد عليها". وفي مقابل هذه الانتقادات والدراسات الطبية التي تحدثت عن احتمال فقدان حاسة السمع لدى اللاعبين بسبب (فوفوزيلا) فإن رئيس الإتحاد الدولي جوزيف بلاتر دافع عنها، معتبرا أنها "جزء من الثقافة الكروية الإفريقية". وقال بلاتر: "فوفوزيلا هي ثقافة إفريقية، ونحن في إفريقيا؛ وبالتالي يتوجب علينا أن نسمح لمستعملي هذه الآلة بممارسة ثقافتهم طالما شاؤوا ذلك. يعتبر العزف على آلة فوفوزيلا والغناء من ثقافة كرة القدم الإفريقية. إنها جزء من احتفالات هذه القارة؛ ولذلك دعوهم يطلقون أبواق فوفوزيلا". وأشار سشالفيك إلى أن شركته قد باعت نحو 1.5 مليون نسخة من فوفوزيلا في أوروبا منذ أكتوبر الماضي، وتوقع أن تبلغ العائدات من جرائها نحو مليوني يورو خلال المونديال.