اشتكى المواطن محمد عبيد الشهراني "19 عاماً" من سوء معاملة، وأخطاء طبية وإهمال جسيم تعرّض له من أطباء مستشفى الملك فهد بالهفوف في محافظة الأحساء؛ إثر تعرضه لحادثة دهس في شعبان الماضي مما تسبب في إعاقة مزمنة لقدمه المصابة، وتعفنها والتهديد ببترها نتيجة تردي الرعاية الصحية له. ويقول عبيد الشهراني ل"سبق": تم إدخالي الإسعاف بعد الحادثة، وقام استشاري جراحة العظام الطبيب "خالد الممتن"، وأجرى لي عملية في الفخذ، ووضع أسياخاً لوجود كسور، وبعدها تم عمل تجبيرة كاملة للقدم. وبعد العملية كانت أصابع القدم تتحرك، ولكن بعد العملية بيومين، أصبحت أعاني آلاماً شديدة جداً بالقدم لا تحتمل، وتغير لون أصابع القدم وانتفخت بشكلٍ مخيف".
ويضيف الشهراني أنه تم إبلاغ مدير المستشفى بما حدث، ووصفت له التغيرات التي حصلت في القدم، لكنه كان غير متجاوب على الإطلاق، وكذلك للأطباء المختصين، وعند اجتماعهم السريري تم عمل إشاعة للقدم، وبناءً عليه تم اكتشاف أن أحد الشرايين مقطوع أو مسدود، وتم تكليف استشاري الأوعية الدموية الطبيب محمد الممتن "هو شقيق الطبيب السابق" بعمل تنظيف، وتوصيل الدم للقدم، وتم ذلك، وبعدها تم تنظيف القدم، وإزالة العضلات المصابة بها كلياً من دون استشارة المريض أو أهله.. والسبب حسب تقريرهم أن العضلات ماتت.
ويقول الشهراني: "بعد كم يوم صارت حالة القدم أسوأ وأسوأ، وتم مخاطبة مدير المستشفى لأكثر من مرة، وأجريت عملية أخرى للتنظيف، وبعدها قام طبيب التجميل "الطبيب مصطفى أبو زيد" بعمل ترقيع للجرح أكثر من مرة وسحب الدم بواسطة جهاز خاص لذلك.. ولا يزال الجهاز مركباً على القدم، والجرح الآن غير ملتئمٍ، والأعصاب والعضلات في القدم معطوبة، والسبب أخطاء الأطباء المعالجين في مستشفى الملك فهد بالهفوف".
ويوضح الشهراني أنه تم إبلاغ مدير المستشفى بتردي الحالة أكثر من مرة، وتم طلب لجنة من تاريخ 02/ 09/ 1434ه الماضي، ولكن لا تجاوب لا من مدير المستشفى أو أي مسؤولٍ بوزارة الصحة، والحالة في تدهور مستمر، وحسب تقارير بعض الأطباء فإن القدم مستحيل أن تعود لحالتها الطبيعية كما كانت. لذا تم تقديم شكوى بعد الحادث بيومين لوزارة الصحة بتاريخ 1 / 09/ 1434ه برقم 3531، وكذلك طلب تحويل لوزارة الصحة لنقل المريض من مستشفى الملك فهد بالهفوف إلى أي مستشفى تابع لوزارة الصحة بالرياض، كما تم إرسال برقيات لعددٍ من المسؤولين دون جدوى، في حين رفض مستشفى الحرس الوطني بالرياض، ومستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض استقبال المريض.
ويشكو المريض من تردي حالة قدمه والخوف من تعفنها وبترها؛ إضافة إلى الأخطاء الطبية المرتكبة ضده من قِبل مستشفى الملك فهد بالهفوف، ويطالب بنقله لأحد المستشفيات المتخصصة لعلاج قدمه نظراً لتدهور حالته الصحية. علماً بأن أحد المستشفيات الألمانية وافق على علاجه بعد أن اطّلع على ملفه الطبي والتقارير لكنه لا يجد النفقات لرحلة العلاج. وتحتفظ "سبق" بكل التقارير الطبية و7 ملفات متكاملة للمريض.
من جانب آخر قال المتحدث الرسمي لصحة محافظة الأحساء إبراهيم بن محمد الحجي ل"سبق" إن صحة الأحساء ملتزمة للمريض محمد الشهراني وذويه بحقوقهم وبتقديم واجب رعايته طبياً.
وقال إن المريض قد تم استقباله بمستشفى الملك فهد بالهفوف على إثر إصابة بالطرف السفلي الأيسر وتم بعد التقييم الأولي القيام بالإجراءات العلاجية والتدخلات الجراحية اللازمة والتي تمت على مراحل واستلزمت الحالة جراحات لاحقة للتنظيف ومتابعة مستمرة ويشرف عليها استشاريون متخصصون مؤهلون وتعد له كل التقارير تجاوباً مع رغبة ذوي المريض لتقديمها للجهات التي يرغبون فيها ضمن حقوقهم في الحصول على تلك التقارير.
وأضاف الحجي : تقدم والد المريض بشكوى ذكر فيها ملاحظاته وطلباته وهي تلقى تجاوبا واستجابة دائمة وعاجلة من الجهات المعنية من طواقم طبية وجهات إدارية بالمستشفى وتتابع المعاملة بشكلٍ شبه يومي من قِبل إدارة حقوق وعلاقات المرضى بالمستشفى ولقد تم تشكيل لجنة خاصة لمراجعة الحالة فنياً يترأسها المدير الطبي والحالة تلقى اهتماماً ومتابعة من مدير المستشفى ومن مدير الشؤون الصحية شخصياً .
إضافة إلى ذلك فإن التواصل مع والد المريض مقدم الشكوى بشكلٍ مستمر في مستجدات معاملته وقد تم التبيين له بحقوقه المعلنة والتأكيد له أنه سيتم اطلاعه على نتائج اللجنة وتوصياتها بكل شفافية ويتخذ حيال توصياتها الخطوات النظامية المتبعة. وأن رغبته في نقل المريض لجهات تخصصية مقدرة ومحل اعتبار لدينا ويتم التعامل معها حسب الأنظمة المتبعة في حال تم قبوله في أي منها.
واختتم الحجي قائلاً: نؤكد حق المريض وذويه بالشكوى إذا ما شعروا بأي تقصير حصل تجاه الحالة والتقدم بها إلى أي من مكاتب علاقات وحقوق المرضى التابعة لصحة الأحساء.